وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عبدالرحيم: لا مفاوضات مباشرة ما لم نتوصل لحل قضيتي الحدود والأمن

نشر بتاريخ: 08/06/2010 ( آخر تحديث: 08/06/2010 الساعة: 20:54 )
رام الله-معا- استقبلَ أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله اليوم، المبعوث الصيني الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وو سيكه والوفد المرافق له.

وحضر اللقاء مستشار الرئيس للشؤون الدولية عبد الله الإفرنجي، ومستشار الرئيس السياسي نمر حماد، وعدد من المسؤولين.

ونقل عبد الرحيم تحيات الرئيس محمود عباس للمبعوث الصيني الذي حالت الظروف دون التقاء سيادته به وللقيادة الصينية وتثمينه لدعم الصين على كافة المستويات للسلطة الوطنية التي أكدها الرئيس الصيني خوجن تاو أثناء زيارة الرئيس عباس للصين الشهر الماضي.

وفي معرض حديثه في المؤتمر الصحفي المشترك عن التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، أكد أمين عام الرئاسة تأييده للمفاوضات التقريبية التي يقوم بها ميتشل بدعم من اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي والقمة العربية الأخيرة في سرت من اجل الوصول إلى تحقيق تقدم ملموس بخصوص النقطتين المدرجتين على أعمال هذه المفاوضات وهما تحديد حدود الدولة وموضوع الأمن بعد قيام الدولة الفلسطينية.

لكن عبد الرحيم أشار إلى أن الوقت يمر سريعاً دون تحقيق أي تقدم حيث لم تتعد هذه المساعي والجهود حتى الآن مجرد استطلاع المواقف.

وقال الطيب عبد الرحيم :"لقد ابلغنا المبعوث الأميركي أن الضغوط التي يمارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي من اجل الدخول في مفاوضات مباشرة هي غير مقبولة مادامت المفاوضات التقريبية لم تتوصل إلى حل لقضيتي حدود الدولة والأمن خلال الأربعة أشهر المقررة لها".

وحذر أمين عام الرئاسة من أن التجاوب مع ما يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي والضغط في هذا المنحى لن يقنع احداً بأن نتنياهو يريد دفع عملية السلام إلى الأمام بقدر ما يؤكد النوايا الحقيقية المبيته لتدمير هذه العملية والالتفاف حول هدف الوصول إلى غاياتها التي أقرتها القمة العربية في سرت واللجنة الرباعية في موسكو وما تم الاتفاق عليه مع الجانب الأميركي بأن حدود الدولة هي الأراضي المحتلة عام 67 بكاملها بما فيها القدس ورفضنا لوجود أي جندي إسرائيلي فوق هذه الأرض مهما كانت الذرائع التي يطرحها الجانب الإسرائيلي مع استعداد الجانب الفلسطيني للقبول بطرف ثالث بأعداد ولفترة زمنية معقولة.

وحول ما جرى لأسطول الحرية مؤخراً بالقرب من شواطئ غزة أكد عبد الرحيم أن شعبنا كله في القطاع والضفة بما فيها القدس يعيش حالة حصار وأن المدخل الحقيقي لفك هذا الحصار وإنهائه إلى الأبد لا يتم إلا بضغط المجتمع الدولي لفرض الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا كاملةً وإقامة دولتنا، وكذلك باستجابة حركة حماس لاتفاق المصالحة الذي قدمته مصر الشقيقة بكل موضوعية ودون أي تعديلات.

وبخصوص قطاع غزة، أكد عبد الرحيم أن القيادة الفلسطينية تطالب برفع الحصار كاملاً عن شعبنا في القطاع، لأن سفينةً أو سفينتين أو قافلةً أو اثنتين لا تفك حصاراً ولا تنهي معاناة، مع ترحيب القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس بجهود المتضامنين مع شعبنا والتثمين العالي لمبادئهم ومشاعرهم الأخلاقية والإنسانية، وإدانتنا الكاملة للتعرض لهم والمجازر التي دبُرت ضدهم.

وأضاف عبد الرحيم أن معبر رفح هو معبر لعبور الأفراد، أما قوافل المساعدات فلم تتوقف من الأردن أو عبر مصر التي تفتح موانئها ومعابرها الحدودية لعبورها إلى القطاع والتي كان آخرها قافلة المساعدات المقدمة من دولة الإمارات العربية الشقيقة عبر مصر ومن الأردن الشقيق قبل أيام من واقعة أسطول الحرية.

وبالنسبة لمواد البناء من اجل إعادة أعمار غزة قال عبد الرحيم لقد عُقد مؤتمر في شرم الشيخ في مصر بعد العدوان على غزة قبل عام ونصف تقريباً وقُرر ما قيمته 4.5 مليار دولار لإعادة الأعمار بشرط أن تذهب المساعدات عبر السلطة الشرعية وهو ما يستلزم الإسراع في إتمام مشروع المصالحة والتخلي عن المصالح الضيقة وحتى لا يتكرس الانقسام الفلسطيني ولرفع المعاناة عن شعبنا في القطاع.

وقال عبد الرحيم "لقد بذلَ الرئيس والقيادة الفلسطينية جهوداً خارقه في هذا المجال لإتمام المصالحة لكن هذه الجهود كانت تصطدم دائما بتعنت قيادة حركة حماس وإصرارها على الانقسام وفصل القطاع عن الضفة، ولقد آن الأوان للتخلي عن هذه السياسة المدمرة للمشروع الوطني وإقامة الدولة المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس".

وتمنى عبد الرحيم على الصين الشعبية بما لها من ثِقل سياسي على المستوى الدولي أن تواصل جهودها ومساعيها التي لم تتوقف للإسراع في إقامة الدولة الفلسطينية التي أصبح قيامها مصلحة وطنية وقومية لكل دول العالم وتعزيزاً للأمن والاستقرار العالميين.

بدوره ركز المبعوث الصيني ووسيكا، على التزام الصين الثابت بإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وعلى ضرورة إنهاء الحصار على غزة، إضافة إلى دعم الصين السياسي للقضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، والدعم الاقتصادي، وتدريب الكوادر الفلسطينية في الصين، من أجل بناء أسس الدولة الفلسطينية المستقلة القادمة، وفقا لمبدأ الدولتين تعيشان جنبا إلى جنب.

وأشاد بزيارة الرئيس محمود عباس خلال الشهر الماضي للصين واشتراكه في افتتاح معرض شنغهاي الدولي، والنتائج التي أثمرتها هذه الزيارة في تمتين العلاقات الثنائية التاريخية بين الشعبين الصيني والفلسطيني، كما أشاد بنتائج اللقاء العربي الصيني الذي جمع وزراء الخارجية العرب بالمسؤولين الصينيين، وأوضح موقف الصين التي تتمسك بحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 67 بما فيها القدس الشرقية.

وأكد أن هذا الموقف لا يتزحزح ولا تغيير عليه والتجارب أثبتت أن الصين دائما تقف مع الشرعية والعدالة لكل شعوب العالم بما فيها الشعب الفلسطيني الشقيق، كما ثمن موقف فلسطين الداعم لسيادة الصين على أراضيها ووحدة ترابها.