وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماهي الاسباب الحقيقية وراء تأجيل الانتخابات المحلية؟

نشر بتاريخ: 11/06/2010 ( آخر تحديث: 14/06/2010 الساعة: 00:18 )
بيت لحم-خاص معا-بقرار مفاجيء للبعض وغير مفاجيء للكثيرين مع بقاء حوالي 7 ساعات لتقديم القوائم الانتخابية القانونية لمكاتب لجنة الانتخابات المركزية ، باليوم الأخير لتقديم القوائم الانتخابية المرشحة لخوض غمار الانتخابات البلدية والقروية المقبلة حيث كانت الفترة القانونية لتقديم قوائم المرشحين وفق نظام التمثيل النسبي ما بين 1 – 10 / 6 / 2010 ، أصدرت الحكومة في رام الله برئاسة د. سلام فياض قرارا بتأجيل تنظيم الانتخابات المحلية حتى إشعار آخر دون إبداء أسباب التأجيل ، مما ساهم في خلط الأوراق الانتخابية الشخصية والعشائرية والفصائلية بين مؤيد ومندد.

فكان من المفترض أن يتم تنظيم الانتخابات المحلية في الضفة الغربية يوم السبت 17 تموز – يوليو 2010 ، في 302 هيئة محلية لانتخاب 3.098 رئيسا وعضوا بالهيئات المحلية التي يتراوح عدد مقاعدها ما بين 9 – 15 مقعدا لكل هيئة محلية حسب تعداد عدد السكان .

ورغم ان قرار التاجيل برر بسبب افساح المجال للحراك الدولي والعربية لجهة رفع الحصار عن قطاع غزة واعطاء فرصة لامكانية عقد مصالحة وطنية بين فتح وحماس, الا ان الاسباب الحقيقية هي بسبب انقسامات في حركة فتح بشأن المرشحين الذين سيخوضونها والخوف من عدم تحقيق اغلبية في الانتخابات. ورغم الانتقادات التي وجهت للحكومة بسبب القرار من قبل العديد من الاحزاب واعضاء البرلمان الا ان الحكومة رفضت التعليق واكتفى الناطق باسمها الدكتور غسان الخطيب بالقول": ليس لدي تعقيب اكثر مما ذكر بيانه التاجيل".

وكالة معا الاخبارية حققت في اسباب التاجيل والتقت عدد من المسؤولين والمحليين الذين ارجعوا التاجيل لاسباب كثيرة اهمها عدم قدرة حركة فتح على ترتيب البيت الفتحاوي واخفاق لجنتها المركزية في احداث تغييرات تعيد لململة اوراق الحركة على الصعيدين التنظيمي والسياسي.

حاتم عبد القادر: واجهنا مشاكل في الميدان

واعترف عضو المجلس الثوري لحركة فتح بان اسباب التاجيل تعود الى فشل الحركة في الميدان وعدم قدرتها على احداث توافق في مواقع كثيرة كانت ستهدد النسيج الاجتماعي.

ورغم ان عبد القادر عبر عن سعادته بقرار التاجيل لكنه كشف الاسباب الحقيقية التي ادت الى اتخاذ قرار التاجيل .

اولا:اعطاء فرصة للمصالحة الوطنية لان اجراء الانتخابات كان سيحدث انقساما سياسيا بين شطري الوطن

ثانيا: فتح واجهت مشاكل في الميدان حيث انها لم تستطع التوافق على قوائم متفق عليها.

ثالثا: هناك اختلافات بين ابناء الحركة في نفس المناطق كانت ستخلق تداعيات قد تنعكس على النسيج الاجتماعي بسبب تداخل بعض العشائر وبروزها في بعض المناطق .

رابعا: تفاجات حركة فتح بانتماء كثير من رموزها للعشيرة اكثر من انتمائها للحركة.

خامسا: فتح لم تكن مستعدة لهذه الانتخابات .

ودعا عبد القادر الى وقفة حقيقية لاعادة ترتيب البيت الفتحاوي في ظل بروز معادلات جديدة في الميدان واعادة معالجة بعض القضايا في عدد من المواقع لاسيما القدس مثلا حيث كان هناك عدم توافق في بعض المواقع لكن رغم ذلك فان القدس شهدت افضل وضع توافقي اذا ما قيس ببعض المواقع الاخرى.

وتابع قائلا": ان المؤتمر الحركي السادس الذي انعقد مؤخرا في بيت لحم فشل في احداث حراك داخل الحركة كما كان متوقعا الى حد اصبحث فيه اللجنة المركزية للحركة تراوح مكانها ولم تحدث اي قفزة نوعية سواء على المستوى السياسي او التنظيمي.


المصري: خشية فتح من عدم الحصول على اغلبية

اما المحلل السياسي هاني المصري فقد حسم الامر واكد ان السبب الحقيقي الذي يقف وراء تاجيل الانتخابات هو خشية حركة فتح من عدم تحقيق اغلبية في الانتخابات .

وقال لوكالة معا ":في ظل تفجر خلافات فتح الداخلية وعدم قدرتها على عمل قوائم قوية وموحدة حيث انها في بعض المناطق لم تستطيع تشكيل قوائم وفي مناطق اخرى اختلفوا على ترتيب الاسماء وفي مناطق اخرى ظهرت اكثر من قائمة لفتح, وحدوث انقسام كبير بسبب كان سيقود الى مواجهات مسلحة.

وفسر المصري موضحا": اضافة الى مقاطعة حماس وعزوف الناس فكان هناك نسبة 50% من الناس سيقاطعون الانتخابات منهم 20% مقاطعة تامة و30% بسبب مقاطعة حماس والجهاد, لذلك فان ما نسبته من 50-60% سو يشاركون واذا اخذت فتح نصفهم فانها هذه النسبة تمثل ربع الشعب الفلسطيني وتكون فتح بذلك ليس لديها اغلبية وتكون بذلك لا تمثل الكل الفلسطيني مما يضعفها في المفاوضات ".

العالول: السبب سياسي

اما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول لم يخف هو ايضا ان الحالة العامة لحركة فتح ادت الى التاجيل لكنه راى ان السبب الرئيسي للتاجيل هو سياسي .

وقال في حديث لوكالة "معا" ": السبب سياسي وقرار التاجيل لم يكن وليد اول امس بل كان نتيجة اجتماع للقيادة قبل سفر الرئيس ورفع مذكرة بطلب التاجيل

وعدد العالول الاسباب :

اولا: رسالة الاحتجاج التي تقدمت بها حماس للجامعة العربية وطلبت التاجيل وتمنى عمرو موسى علينا ان نؤجلها.

ثانيا: مذكرة من مؤسسات مستقلة في غزة تطلب التاجيل لاعطاء فرصة لراب الصدع واعادة اللحمة لشطري الوطن.

ثالثا: زيارة الرئيس الى تركيا وطلب تركي رسمي بضرورة تاجيل الانتخابات وعرضها التدخل لجهة احداث مصالحة وطينة .

رابعا: ارسال وفد فتح الى غزة خلال الايام القليلة القادمة وهو يحمل شعار"تعالو نجد مخرجا" ومحاولة لخلق اجواء ايجابية خاصة ان هناك اتصالات تجري بهذا الشان وهناك توجه كبير لاخذ اعتراضات حماس على ورقة المصالحة بعين الاعتبار مع تطيمينات تشجع حماس على التوقيع..

لكن العالول لم يخف الحساسيات داخل الحركة وشعور الكثير من كوادر الحركة بالغبن. وقال": فتح لم تكن متخوفة من نتائج الانتخابات بسبب غياب المنافس في الضفة وانسحاب حماس من الساحة لذلك لا يوجد منافسة خطرة على حركة فتح والحديث عن تخوف من الخسارة غير موضوعي".

حماس: الاسباب تشرذم فتح

وقال أيمن طه القيادي في حركة حماس اليوم الجمعة أن تأجيل الانتخابات المحلية في الضفة الغربية مردة أن حركة فتح غير متفقة على قائمة موحدة وليس لها علاقة بالمصالحة.

وأضاف طه لوكالة معا "أن هذا يأتي انتكاسة للذين راهنوا على أن المؤتمر السادس لفتح سيعيد بنائها من جديد ولكن كان مجرد أوهام, وموضحا إلى أن حركة فتح لم تستطيع الاتفاق على قائمة موحد حتى في نابلس عندما رشحت أمين مقبول للبلدية وفي الوقت نفسه رشح غسان الشكعة نفسه للانتخابات على حد قوله".

وأشار طه إلى أن موقف حركة حماس كان واضحا منذ البداية أن إجراء الانتخابات في ظل الانقسام يخدم الاحتلال و يعزز الانقسام, ولم نطلب تأجيل الانتخابات من فتح.

فتح غزة تنفي الخلافات الداخلية

ونفى الدكتور صلاح أبو ختلة القيادي في حركة فتح وجود خلافات داخلية أدت إلى تأجيل الانتخابات المحلية في الضفة الغربية.

وقال أبو ختلة لمراسل معا في غزة إن تأجيل الانتخابات جاء بناء على طلب من دول عربية وإسلامية لان الحراك يتجه نجو إنهاء الانقسام الفلسطيني وفك الحصار عن قطاع غزة, مضيفا أن حركة حماس طلبت من بعض الدول التدخل لوقف هذه الانتخابات.

وكشف أبو ختلة عن مبادرة مصرية نحو رفح الحصار عن غزة بدعم من الاتحاد الأوروبي وتحديدا من وزير خارجية اسبانيا وفرنسا.

وقال القيادي في فتح إن جهد الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية منصبة نحو إنهاء الانقسام ورفع الحصار وعلية بات من الضرورة تأجيل الانتخابات حتى لا تفسر من قبل البعض بأنها تعزز الانقسام بين الضفة غزة

خريشة يطالب باقالة من تسبب بالتاجيل

طالب النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الدكتور حسن خريشه " بإستقالة أو إقالة " كل من تسبب في حالة الإرباك للمجتمع الفلسطيني بكل قواه ومكوناته، موضحاً ان هذا التأجيل دلل على عدم صدق حكومة الدكتور سلام فياض، ويؤشر على حالة التخبط، ولذلك فإن الشعب الفلسطيني وقواه بحاجة لقيادة تقرأ وتخطط وتنفذ.

وشدد خريشه في حديث (لمعا) على ضرورة عدم اعادة رؤساء الهيئات المحلية الذين تقدموا بإستقالتهم بهدف الترشح، وذلك وفقاً للنصوص القانونية المتعلقة بهذا الشأن.

وناشد النائب خريشه من أسماهم " الذين فشلوا في ترتيب قوائمهم الإنتخابية " ان يجتمعوا فوراً لتصويب اوضاعهم الداخلية وعدم فرض إرادتهم وعجزهم على حق المواطن في ممارسة حقه الديمقراطي، معرباً عن إدانته لعمليات " التهديد والتخويف " التي مارسها البعض بحق من أرادوا الترشح، " معتبراً تدخل الأجهزة الأمنية في العملية الديمقراطية مساس وإعتداء على حق المواطن في الترشح، محذراً من المساس بأي من مرشحي القوائم وتحديداً قائمة (حركة وطن) في طولكرم والخليل ".

وطالب خريشه اللجنة المركزية للإنتخابات بضرورة إتخاذ موقف واضح من تأجيل الإنتخابات المحلية بعد ان دخلت العملية بمراحلها الأخيرة، وذلك حتى تبقى اللجنة مستقلة.

وختم الدكتور خريشه : " ان كل هذه الذرائع التي سيقت وستساق مستقبلاً لتبرير قرار تأجيل الإنتخابات المحلية والقرارات المشابهة السابقة، لا تصمد أمام أي قدرة عقلية متواضعة لأي مواطن ".