وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في غزة.. ربع مليون طفل يقضون عطلة الصيف بين شقاء العمل وألعاب الصيف

نشر بتاريخ: 12/06/2010 ( آخر تحديث: 12/06/2010 الساعة: 19:19 )
غزة- معا- تحت أشعة شمس الظهيرة الحارقة تسير أقدام الطفل فادي ذي العشرة أعوام على رمال شواطئ غزة، آملاً أن يبيع ما يحمله على رأسه من الحلوى التي تصنعها له أمه كل ليلة ليبعها في الصباح التالي للمصطافين على شواطئ البحر.

فادي ذو القامة القصيرة والجسم النحيل لا يجد مفراً من السير العديد من الكيلو مترات شأنه في ذلك شأن العديد من الأطفال المتجولين على الشاطئ تحدث لمعاً قائلاً: "كان أملي خلال فترة الامتحانات أن التحق بإحدى المخيمات الصيفية أو ألعاب الصيف في الإجازة ، إلا أن أوضاع أسرتي المعيشية اضطرتني أن أحيا طفولتي كالكبار فعلي أن أعمل لأساعد أسرتي خاصة أن أبي لا يعمل".

أما الطفل مؤمن اثنا عشر عاماً الذي التقيناه على نفس الشاطئ وهو يحمل عربة مشروب البراد فقال لنا إنه سيقضي عطلة الصيف هذه ككل عطلة يعمل فيها ليقي أمه ذل السؤال فبعد وفاة والده أصبح هو معيل الأسرة الوحيد.

ويستكمل مؤمن "أستمر بالبيع منذ الصباح وحتى ساعات المساء، ومن ثم أغادر للبيت لأعطي أمي ما استطعت جمعه من المال كي لا تحتاج الناس".

بعيداً عن فادي ومؤمن وفي أحد الشقق السكنية في حي الشيخ رضوان يقضي الطفل هيثم البروديل 13 عاماً إجازته الصيفية على جهاز الكمبيوتر وشبكة الانترنت التي يستغلها عادة في البحث عن المعلومات إضافة للتسلية والدردشة مع الأصدقاء والأقارب كما يقول.

هيثم الحائز على المرتبة الأولى في صفه وبمعدل 98% يقول " لا أفضل الالتحاق بألعاب الصيف أو أي مخيمات صيفية أخرى ، وأحب قضاء إجازتي الصيفية بحرية تامة بين الاصطياف والخروج مع الأصدقاء فبعد قضاء عام كامل من الدراسة والمجهود والحياة النظامية لا أرغب في العودة مجدداً للنظام الممل".

فيما لا تتفقا مع هيثم كلاً من الطفلتان الشقيقتان لمى ورزان أبو مسامح من مخيم الشاطئ فبعد انتهاء الامتحانات تستعد كلاً منهما للتوجه لألعاب الصيف لقضاء إجازة ممتعة كما تقولان .

تقول رزان " نشعر بالمتعة حينما تتحول المدرسة التي كانت على مدى سنة كاملة مكاناً للدراسة إلى مكان للترفيه والتسلية، فالعام الماضي كانت إجازتي حلوة بسبب الألعاب التي كانت في مدرستي ضمن العاب الصيف".

فيما تقول لمى التي تصغرها سناً " كثير حلو انه نلاقي مدارسنا صارت مكان للعب ، ونحن صرنا نحب المدارس في الصيف أكثر من أيام الدراسة".

وبعيداً عن المخيمات وألعاب الصيف يجد الطفل حسام 12 عاماً في المسجد المجاور لمنزله مكانه المناسب لقضاء عطلة الصيف.

حسام الذي حفظ القرآن في المسجد خلال عطلة العام الماضي يفضل قضاء العطلة الصيفية الحالية في استرجاع ما حفظ من القرآن الكريم وتعلم أحكامه وتفسيراته.

يقول حسام " أحب اللعب واللهو كبقية الأطفال ولكني أجد أيضا متعتي في قراءة القرآن الكريم، والقائمين على تحفيظ القرآن الكريم هنا في المسجد يجمعون بين الأمرين فكثيراً ما نخرج إلى البحر على شكل رحلات وكثيراً ما نخرج للمتنزهات كمكافئة لنا على تعلم القرآن وفقهه وعلومه".

بدوره يشدد الدكتور درداح الشاعر محاضر علم النفس الاجتماعي بجامعة الأقصى على ضرورة إتاحة الفرصة للطفل لاختيار النشاط الذي يفضله خلال عطلة الصيف

ويقول الشاعر " الأصل تشجيع الطفل على المفيد له وأن تقدم رزمة مقترحات له ، يختار منها ما يريد وعدم إجبار الأطفال على إتباع أي نشاط خلال العطلة لأن من شأن ذلك أن يكرههم في ما يقومون به وحرمانهم من عطلة جيدة ".

ويتابع الشاعر " ولكن الخطورة تكمن في الأطفال المحرومين من ممارسة الألعاب بعد انتهاء العام الدراسي ليجبروا على العمل ، لأن ذلك يؤدي للرجولة المبكرة والحرمان من الطفولة ، ما يؤدي في إلى تعلم عادات الكبار السيئة وهم في مرحلة الطفولة وهو ما يؤدي في ما بعد إلى تولد الحقد لديهم على المجتمع الذي حرمهم من طفولتهم ".

ويدعو الشاعر لعلاج الظاهرة من خلال تحسين فرص العمل للآباء وتحسين المستوى الاقتصادي للأسر الفلسطينية، والتكفل بالأسر والأطفال الأيتام بشكل يضمن لأطفال تلك الأسر العيش حقهم في الطفولة كما تنص كافة التشريعات الدولية وقوانين حقوق الانسان.

وكانت كل من الأونروا والعديد من المؤسسات الأهلية والثقافية والتنظيمات الفلسطينية قد أنهت استعداداتها لاستقبال الأطفال خلال العطلة الصيفية.

من جهتها قالت الأونروا إن برامجها المعروفة "بألعاب الصيف" ستستهدف هذا العام قرابة الربع مليون طفل موزعين على مئة وثلاثة وأربعين موقعاُ في كافة محافظات قطاع غزة.