وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"النسور" مرعـوبة مـن مارادونــا وميسي

نشر بتاريخ: 12/06/2010 ( آخر تحديث: 12/06/2010 الساعة: 12:25 )
بيت لحم - معا - يستهل المنتخب الارجنتيني مشواره المونديالي الخامس عشر بموعد متجدد مع نظيره النيجيري، وذلك عندما يواجهه اليوم على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبورغ في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من النسخة التاسعة عشرة لنهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب افريقيا حتى 11 يوليو المقبل.

تدخل الارجنتين الى النهائيات الاولى على اراضي القارة السمراء، وهي من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب العالمي برغم معاناتها في التصفيات الاميركية الجنوبية التي تأهلت عنها بشق الانفس بعد خطفها البطاقة الرابعة المباشرة في الرمق الاخير، وهي وقعت في مجموعة «مقبولة» نسبياً، لانها تضم اليونان وكوريا الجنوبية الى جانب نيجيريا.

تعتبر الأرجنتين إحدى القوى الضاربة في عالم كرة القدم وهي من المنتخبات التي حصلت على شرف التربع على العرش العالمي مرتين (1978 و1986)، لكن الصورة التي ظهرت بها في التصفيات هزت مكانتها بين الكبار وهي تسعى بالتالي الى ان تمحي الانطباع المخيب الذي ظهرت به من خلال الظفر بالنقاط الثلاث لمباراتها مع «النسور الممتازة»، آملة أن تجدد الفوز على المنتخب الافريقي بعد ان تغلبت عليه في مواجهتيهما السابقتين في النهائيات عام 1994 في الولايات المتحدة (2-1) عندما كانت المجموعة تضم اليونان ايضا، وعام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان (2-1) عندما ودع المنتخبان المونديال الآسيوي من الدور الاول.

استعان منتخب «التانغو» بنجمه الاسطوري السابق دييغو مارادونا للاشراف عليه في مونديال القارة السمراء، إلا ان اختبار التصفيات اظهر أن طباع نجم نابولي الايطالي السابق ومهندس فوز بلاده بلقب مونديال 1986 قد تلعب دورها السلبي في مشوار «لا البيسيليستي»، خصوصا بعد قيامه باستدعاء عشرات اللاعبين منذ استلامه مهامه ما فتح عليه نيران وسائل الاعلام التي طالبت بتنحيه من منصبه.

واستبعد مارادونا عن النهائيات المدافع خافيير زانيتي واستيبان كامبياسو (انتر ميلان الايطالي) واستدعى بعض الاسماء المفاجئة أمثال لاعب الوسط الهجومي سيباستيان بلانكو، والظهير أرييل غارسي المحترفين في الدوري الارجنتيني مع فريقي لانوس وكولون على التوالي، قبل ان يقصي الاول من اللائحة الاولية، كما ضم المهاجم المخضرم مارتن باليرمو (36 عاما).

وبالاضافة إلى زانيتي وكامبياسو اللذين توجا هذا الموسم بثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس الايطاليين، ومدافع برشلونة الاسباني غابرييل ميليتو، كان فرناندو غاغو لاعب وسط ريال مدريد ولوتشو غونزاليس لاعب وسط مرسيليا الفرنسي وليساندرو لوبيز مهاجم ليون الفرنسي الذي أحرز جائزة أفضل لاعب في فرنسا في لائحة ضحايا مارادونا.

لكن لاتزال صفوف الأزرق والابيض تعج بأسماء ضخمة، أبرزها على الاطلاق جوهرة برشلونة الاسباني وأفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، إلى جانب هداف ريال مدريد غونزالو هيغواين، وهداف اتلتيكو مدريد الاسباني سيرخيو أغويرو «صهر» مارادونا، وكارلوس تيفيز مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي، ودييغو ميليتو هداف انتر ميلان وخافيير ماسكيرانو لاعب وسط ليفربول الانجليزي.

لكن اللافت ان البروز الهائل لهؤلاء اللاعبين مع انديتهم لا ينسحب على المنتخب الارجنتيني لدرجة وصف فيها تيفيز وجوده مع المنتخب بالكئيب.

تبحث الارجنتين عن لقبها الاول منذ 1993 عندما أحرزت كوبا ــ اميركا، وقد تكون طريق التصفيات المؤلمة مدخلا لتحقيق انجازها الثالث في العالم، على غرار مشوارها في تصفيات ،1986 علما بأنها استهلت التصفيات تحت راية المدرب الفيو باسيلي الذي ترك الساحة لمارادونا بعد الخسارة أمام تشيلي في الجولة العاشرة.

وبعد فترة من عدم الاستقرار في تحقيق النتائج، انتظر المنتخب الارجنتيني المباراتين الاخيرتين ليحجز مقعدا له في جنوب افريقيا بفوزه على البيرو والاوروغواي.

حصد منتخب «التانغو» 28 نقطة وهو أسوأ رصيد له منذ اعتماد تصفيات المجموعة الموحدة، وقد تلقى خسارة مذلة امام بوليفيا 1-6 واخرى أمام الغريم التقليدي البرازيل للمرة الثانية فقط على أرضه.

من المؤكد ان التعويل الاساسي لمارادونا سيكون على ميسي المرشح ليكون أفضل نجوم العرس الكروي بعد ان فرض نفسه ملك الملاعب الاوروبية دون منازع، وقد رشح نجم برشلونة منتخب بلاده لإحراز اللقب العالمي، مؤكدا في الوقت ذاته انه سيسعى الى تقديم عروض جيدة ضمن المنتخب توازي العروض التي قدمها مع فريقه الاسباني خلال الموسم المنصرم. وتدخل الارجنتين مباراتها مع ابطال افريقيا عامي 1984 و1994 بمعنويات مرتفعة بعد خمسة انتصارات متتالية منذ بداية ،2010 وآخرها في 24 الشهر الماضي امام كندا بخماسية نظيفة في مباراة لعب خلالها مارادونا بثلاثة مهاجمين ما سمح له بتحقيق اكبر فوز له مع المنتخب منذ ان استلم مهامه.

وأشار مارادونا حينها إلى انه قد يلعب بثلاثة مهاجمين في النهائيات، وتأكد هذا الامر في جنوب افريقيا، حيث كشف مدافع مرسيليا غابرييل هاينتزه عن ان منتخب بلاده سيخوض مباراة نيجيريا بثلاثة مدافعين، ما يعني ان مارادونا سيعتمد على الارجح تشكيلة 3-4-.3

من المؤكد ان مارادونا يريد ان يحسم المباراة الاولى بشدة، لان الفوز سيمهد الطريق امام رجاله لتصدر المجموعة، لكن النيجيريين الذين يشاركون للمرة الرابعة بعد اعوام 1994 و1998 (الدور ثمن النهائي) و2002 (الدور الاول)، لن يكونوا لقمة سائغة على الاطلاق، خصوصا انهم يملكون مدربا محنكا وهو السويدي لارس لاغرباك. صحيح ان «النسور الممتازة» التي ستفتقد لاعب وسط تشلسي جون اوبي ميكل بسبب الاصابة، لم تعد من كبار الكرة المستديرة على الساحتين الافريقية والدولية، إلا انها تملك فرصة التأهل الى الدور الثاني، لانها تملك لاعبين مميزين مثل المدافعين جوزف يوبو وتايي تايو، وكانو وكالو اوتشي في الوسط، واوبافيمي مارتنز وفيكتور اوبينا وياكوبو اييغبيني في الهجوم. جوهانسبورغ ــ أ.ف.ب


نقاط القوة
مهارات فنية فردية من الطراز الرفيع: يضم المنتخب الارجنتيني عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب مهارات فنية فردية من الطراز الرفيع بإمكانهم قلب نتيجة المباريات في اي وقت على غرار ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وسيرجيو «كون» أغويرو وخافيير ماسكيرانو وخوان سيباستيان فيرون.

الخبرة في البطولات الكبرى: يعرف المنتخب الارجنتيني بطل العالم عامي 1978 و،1986 والالعاب الاولمبية عامي 2004 و،2008 جيدا كيفية التعامل مع العرس العالمي الذي لم يغب عنه منذ عام .1970

غياب الضغوط: عدد قليل من الارجنتينيين يرى أن الالبيسيستي بإمكانه الفوز بلقب كأس العالم للمرة الثالثة بعد مشوار صعب في التصفيات. خلافا لعام ،2002 عندما كان المنتخب بقيادة مارسيلو بيلسا مرشحا لإحراز اللقب قبل ان يخرج من الدور الأول، فإن رجال المدرب الحالي الاسطورة دييغو ارماندو مارادونا يدخلون النهائيات دون ضغوط. وقال مارادونا إن منتخب بلاده المتوج باللقب العالمي عام ،1986 اعتبر وقتها «الاسوأ في التاريخ» قبل ان يخالف التوقعات ويرفع الكأس قبل 24 عاما في المكسيك.

نقاط الضعف
خط الدفاع: كان الأسوأ عام ،2009 حيث دخل مرمى الارجنتين 17 هدفا في 11 مباراة لعبها بتشكيلته الكاملة. الفوز على المانيا (1-صفر) في مباراة ودية في مارس الماضي أظهر تحسنا كبيرا في خط الدفاع.

ميسي ونحس المنتخب: نجم نادي برشلونة، افضل هداف في الدوري الاسباني (34 هدفا)، يأفل نجمه عندما يرتدي قميص الأرجنتين. استعادة وهجه هي إحدى اولويات مارادونا.

غياب خطة اللعب: قبل المباراتين الاخيرتين في التصفيات، أعرب يرون عن اسفه لغياب «هوية اسلوب اللعب الارجنتيني». معظم المراقبين ينتقدون الخطط التكتيكية لمارادونا، على الرغم من أن المنتخب ظهر بشكل أفضل ضد ألمانيا. ينبغي على الأرجنتين أن تركز على الهجمات المرتدة انطلاقا من خط الدفاع.

----------
نقاط القوة
لارس لاغرباك: يملك المدرب السويدي لارس لاغرباك الذي عين مدربا للمنتخب النيجيري في فبراير وكلف مهمة فدائية على مدى خمسة أشهر على رأس «النسور الممتازة»، اختيارات واسعة في خط الهجوم. بإمكانه تشكيل منتخب متنوع يمزج فيه بين المخضرمين ايغبيني ياكوبو ونواكوو كانو، وركائز أساسية اوبافيمي مارتينز وبيتر اوسازي اودموينجي وشباب فيكتور اوبينا.

كانو: على الرغم من بلوغه سن الـ،33 يبقى كانو الاب الروحي للمنتخب النيجيري، لا يلعب اساسيا في الوقت الحالي، لكنه ورقة رابحة ربما يدفع بها لاغرباك في وقت متأخر من المباراة. اوبافيمي مارتينز وفيكتور اوبينا سجلا نقاطا وأهدافا في التصفيات وضمنا مركزهما اساسيين في التشكيلة. بيتر اوسازي اودموينجي هو القائد الحقيقي للهجوم النيجيري سواء فنيا أو معنويا.

الخزان: تملك نيجيريا خزاناً مهماً من اللاعبين الشباب الذين بإمكانهم التألق في المونديال على غرار غاربا لاوال، الذي سجل هدفا خرافيا من 30 مترا في مرمى اسبانيا في مونديال 1998 في فرنسا.

نقاط الضعف
غياب القادة: باستثناء كانو الذي لا يلعب أساسيا، واودموينجي، فإن نيجيريا تفتقر إلى القادة لتهدئة الأوضاع والمنافسة التقليدية داخل المنتخب بين مختلف المجموعات العرقية. هذه المنافسة أدت في بعض الأحيان إلى نزاعات دينية.

خط الدفاع: تغيب الاسماء الكبيرة عن خط دفاع نيجيريا الذي لم يعد نقطة القوة في صفوف المنتخب.. لا يفرض أي أحد من حراس المرمى الثلاثة نفسه في التشكيلة. أضف الى ذلك أن لاغرباك عين في آخر لحظة خلفا لشايبو امودو الذي أقيل من منصبه على الرغم من المركز الثالث في كأس الامم الافريقية ،2010 وكلف مهمة صعبة، هي الوصول الى الدور نصف النهائي.

الضغط: يمكن أن يتأثر المنتخب النيجيري بضغوط كبيرة، لاسيما ان مباراته الاولى ستكون امام الارجنتين في 12 يونيو على ملعب ايليس بارك في جوهانسبورغ.

عموما ستواجه نيجيريا منتخبين سبق لهما ان كانا ضمن مجموعتها إبان أوجها في مونديال ،1994 هما الارجنتين واليونان.


--------------------------------------------------------------------------------
تصريحات
مارادونا: المادة التي تحت يدي «ممتازة»
قال مدرب المنتخب الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا للاعبيه: «إن التضحية لمدة 30 يوماً في سبيل تقبيل كأس العالم لا تقاس في حياة الانسان؛ لذلك سنضحي من أجل النجاح. لعبت في كأس العالم «أربع مرات»، وبلغت النهائي مرتين. انجاز كهذا هو بمثابة التحليق في السماء».

وقال «بالنسبة لي، الارجنتين مرشحة للفوز باللقب، حتى ولو لم يرشحها أي أحد لذلك، وأنا أرى ان الامر يصب في مصلحتنا».

ووعد مارادونا «إنني مقتنع بأن المادة التي تحت يدي ممتازة. كل ما يحققه هذا المنتخب سيكون من حق الفتيان. سيحملون كل شيء إلى الأرجنتينيين. لا تساور أحد الشكوك. لن نخون القميص ، لن نحرز أهدافا بالمصادفة، وسنحترم هذا القميص».


ميسي: أعدكم بصورتي مع برشلونة
وعد نجم المنتخب الأرجنتيني لونيل ميسي، الذي توج هدافا للدوري الاسباني الموسم المنصرم برصيد 34 هدفا، أنصار التانغو بأنه سيسعى إلى ان يقدم في المونديال ما قدمه مع برشلونة، وقال «أملك الكثير من الامل وسأسعى بقوة الى ذلك».

ونفى ميسي الحائز جائزة الكرة الذهبية عام ،2009 ان يكون لعبه مع المنتخب يشكل ضغوطاً عليه، وقال: «أنا معتاد على الضغوط، وانا ألعب مع برشلونة الذي هو واحد من اعرق الفرق في العالم، واللعب معه يتطلب دائما الفوز».


لاغرباك: نمتلك فرصة كبيرة
علق مدرب المنتخب النيجيري، السويدي لارس لاغرباك على ما ينتظره في مغامرته المونديالية الثالثة، قائلا «نملك فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة جيدة في كأس العالم. اعتقد فعلا اننا نملك فرصة واقعية للذهاب بعيدا». يذكر أن لاغرباك قاد بلاده الى نهائيات كأس اوروبا اعوام 2000 و2004 و،2008 ومونديالي 2002 و،2006 ويمتلك من الخبرات التدريبية ما يفوق خصمه في المنطقة الفنية الأخرى دييغو مارادونا.


كانو: أريد تسجيل الأهداف
يتحضر نجم الهجوم المخضرم في المنتخب النيجيري نوانكو كانو لمشاركته الثالثة في النهائيات، وقد علق اللاعب الافريقي الاكثر فوزا بالالقاب على هذه المسألة قائلا «هذا حلم كل لاعب ان يلعب في جنوب افريقيا، وان يكون جزءاً من حدث تاريخي من هذا النوع. بالنسبة لي، أريد ان اسجل الاهداف، واذا نجحت في تحقيق هذا الامر، فسنحقق نتيجة جيدة».

ويعتبر كانو بمثابة الأب الروحي للمنتخب النيجيري، فهو يمتلك الكثير من الخبرة والرشاقة التي اكتسبها من خلال مسيرته الاحتفالية الطويلة في الملاعب الأوروبية، خصوصاً مع أرسنال الإنجليزي.
تقرير عن أ.ف.ب