وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرائيل ترغب فى اعادة قضية التسوية الى المربع الاول

نشر بتاريخ: 14/06/2006 ( آخر تحديث: 14/06/2006 الساعة: 18:10 )
عمان- معا- أكدت صحيفة الدستور الاردنية على الإجرام الإسرائيلي المتواصل ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة يعد نهجا مبرمجا ومنظما لايصال الوضع الأمني إلى نقطة المواجهة الأمنية المباشرة ، التي تفتح المجال لإسرائيل لتنفيذ مخططها السياسي في الانفصال الأحادي وإلغاء الحقوق الفلسطينية وايقاف أي نشاط على ساحة التسوية السلمية.

وقالت الدستور فى افتتاحيتها ان إسرائيل أحست بإحراج كبير من استمرار حكومة
حماس في ممارسة دور منضبط على الساحة الفلسطينية - الإسرائيلية منذ انتخابها ، فكان لا بد من تفجير الأوضاع بالطريقة التي تضمن غليان الأعصاب إلى درجة المواجهة.

واشارت الصحيفة الى انه ربما تكون حكومة حماس قد ارتكبت بعض الأخطاء في إدارة
الحكومة الفلسطينية ، وهذا متوقع لحركة تستلم الحكم لأول مرة ولكنها على الأقل
مارست ضبطا صارما لعناصرها في سياق المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية ، ولم تسمح لنفسها بالإنجرار وراء مواجهة عسكرية مطلوبة إسرائيليا ، وهذا ما جعل إسرائيل تخترق كل الحدود الحمراء لتستهدف أولا الشهيد جمال ابوسمهدانة أحد ابرز رموز الكفاح المسلح الفلسطيني ، ومن ثم استهداف الأبرياء من المواطنين في مجزرة غزة ، وهي جريمة تجعل الأعصاب تغلي من الغضب واليد تضرب على الزناد من أجل الانتقام فورا

وأضافت ان الإسرائيليين استمروا في هذه المجازر المبرمجة لتحصد تسعة شهداء
آخرين في قطاع غزة يوم أمس وتزيد من ارتفاع منسوب الغضب الفلسطيني الذي سيصل إلى مرحلة الانفجار الحتمي.

وأضافت انه لا يوجد عاقلون في الحكومة الإسرائيلية ، ولا يوجد احترام لقواعد
وأخلاق الضيافة ولا احترام للجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى الوصول إلى تسوية
مناسبة ، تضمن حقوق الشعب الفلسطيني ضمن سياق الشرعية الدولية ، ومن الواضح أن السياسة الإسرائيلية خبيثة وطويلة الأمد وتعمل بدقة لتحقيق غرضين رئيسيين ، هما زيادة الانقسام الداخلي في فلسطين وزيادة فرصة انفجار رد فعل عسكري فلسطيني غاضب ، يعيد كل قضية التسوية إلى المربع الأول ويسمح لإسرائيل بتنفيذ مخططها السياسي الخاص بحكومة أولمرت بمنتهى السرعة.

ومن جانبها قالت صحيفة الرأى الاردنية ان الغارات الاسرائيلية وعمليات القصف
المتواصلة لم تعد تستهدف مواقع او اهدافا «عسكرية» بل هي باتت ممارسة لغطرسة القوة وطلبا للقتل من اجل القتل وهي في جانب آخر تعكس استهتارا وازدراء للمجتمع الدولي والقانون الانساني الدولي والشرعية الدولية.

واضافت فى افتتاحيتها اليوم ان اللافت في مجازر يوم أمس التي ارتكبتها الطائرات
الاسرائيلية في غاراتها على غزة قد تزامنها مع صدور نتائج تحقيق عسكري اسرائيلي يبرىء الجيش الاسرائيلي من مسؤوليته عن مجزرة شاطىء غزة التي ذهبت ضحيتها عائلة فلسطينية كاملة ورآها العالم أجمع بالصورة وصوت وبكاء الطفلة هدى غالية التي اعادت التذكير بالطفل محمد الدرة والطفلة ايمان الهمص الذي لن ينسى العالم دلالات صورهما التي تعكس مدى وحشية الاحتلال وغطرسته

وجاءت نتائج «التحقيق» الاسرائيلي في الحالتين السابقتين لتقول ان لا مسؤولية
لجنود جيش الاحتلال في هاتين الجريمتين.

وأكدت الصحيفة على انه آن الأوان لحكومة اسرائيل ان تدرك انها غير قادرة على
كسر ارادة الشعب الفلسطيني وتركيعه واجباره على التخلي عن حقوقه الوطنية
المشروعة وهي استخدمت كل ترساناتها وآلة القتل العسكرية التي تتوفر عليها طوال اربعة عقود ولم تنجح في تحقيق اهدافها الرامية الى ابتلاع الارض الفلسطينية
واستيطانها وضمها الى اسرائيل فكيف يمكن لها الان ان تنجح في ذلك في ظل رفض
دولي وعربي وفلسطيني متصاعد لاستمرار الاحتلال وبقاء المستوطنات.

واختتمت الرأى بقولها ان الجرائم التي تقترفها اسرائيل بحق المدنيين
الفلسطينيين العزل وبهذا الافراط في استخدام القوة والاستهتار الشديد بأروح
الفلسطينيين وممتلاكتهم وحقوقهم انما تزيد الامور تعقيدا وتسهم في اضعاف قوى
الاعتدال في الساحة الفلسطينية المؤيدة لتسوية تقوم على خريط الطريق ومبادرة
السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية

وأضافت انه باصرار اسرائيل على المضي قدما في طريق القصف والدمار واستخدام آلة القتل المتطورة لديها انما تسمم الاجواء وتجعل الامور اكثر صعوبة في السعي نحو اعادة تحريك عملية السلام ونحسب ان قوى واحزابا وتيارات في اسرائيل تريد ذلك ولا ترغب بأي تسوية لانها تريد ان تضع العالم اجمع امام واقع الاستيطان
والتهويد وضم المزيد من الاراضي الفلسطينية للدولة العبرية.