وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

زوجة الأسير الشهيد عابدين: إدارة السجون كانت تعطيه دواء غير معروف

نشر بتاريخ: 14/06/2010 ( آخر تحديث: 14/06/2010 الساعة: 20:35 )
بيت لحم -معا- استشهد الأسير أحمد عبد السلام عابدين، قبل أن يعرفه ابنه الصغير عمار الذي ولد وهو خلف القضبان، كما استشهد وهو لا يعلم ما حدث معه، فأبناؤه عمر وعمار لم يطل عمر والدهم حتى يستطيع تربيتهم.

وأكدت زوجة الشهيد "أم عمر" في اتصال هاتفي بجمعية واعد للأسرى والمحررين أن زوجها أخبرها بأن ممرضا إسرائيليا يدخل عليه صباح مساء ويعطيه إبرا أو عقاقير لم تفهمه بالتحديد، لم يكن يعرف ما هي ولماذا يعطونه إياها وكل ما يعلمه هو أنه يبقى نائما مدة 24 ساعة وكل ما كان يردده "أنا لست مريض ..أنا لست مريضا " .

وأضافت أم عمر "لقد كان زوجي يرتجف ولا يستطيع الكلام وشعرت بأنه لا يركز في الحديث وكأنه سيسقط على الأرض لعدم قدرته على التوازن أو الحديث معي وكلما تحدث بكلمه أخذ نفسا عميقا، فكانت آخر زيارة له كالصاعقة بالنسبة لي و شعرت بألم شديد، ولم أستطع السكوت فسألت الجندي الموجود على باب الزيارة ولكنه أجابني: اذا كان مريضا فسيتم نقله إلى المستشفى وهو مريض ويأخذ علاجه، فقالت: عن أي علاج تتحدث فلم يجبها.

وأشارت عابدين إلى أن زوجها كان بصحة جيده عندما زارته قبل الزيارة الأخيرة، وكان يتحدث معها، وقال لها جملة واحدة وهي " 8000 أسير لم يشاهدوا عُشر ما شاهدت"، وسألها عن جميع أهله وأقاربه وعمله وعن أبنائه ولم يكن يشعر بأي ألم، منوهة إلى أنه عندما اعتقل مكث مدة شهر في تحقيق المسكوبية ثم نقل إلى سجن عسقلان ثم نقل للعزل في بئر السبع وبعدها تم نقله إلى سجن مجدو.

وذكرت أم عمر أن زوجها الشهيد أضرب عن الطعام لمدة 21يوما خلال فترة اعتقاله نظرا لسوء أوضاعه الاعتقالية، وكان له مطالب إنسانية عادله منها السماح بإدخال الملابس له وكذلك الكانيتنا حيث كان يشكو من عدم وصولها له بانتظام ، كما كان ممنوع من الزيارة، نافية وبشكل قاطع أن يكون زوجها قد انتحر كما تدعى إدارة السجون الإسرائيلية لأنه رجل دين وكان صائما يوم الخميس الذي استشهد فيه، موضحة أنها يوم ودعها لاحظت وجود لون أزرق على خده متوقعة أن يكون قد تعرض لضرب شديد واعتبرت أم عمر استشهاده بمثابة حرب ضد الإنسانية.

أبناء الأسير الشهيد الذين زاروا والدهم لم يستطيعوا الحديث معه وشعروا بأن والدهم ليس طبيعيا كما شعروا بألم شديد أثر على نفسيتهم رغم صغر سنه، إلا أنهم شعروا بأن شيئا ما سيحدث لوالدهم وفعلا بعد يومين سمعوا نبأ استشهاده على الفور.

من جهتها أوضحت ساجدة عبد السلام عابدين أن شقيقها كان معزولا عن جميع الأسرى ولم يقم أحد بزيارته سوى المحامي وزوجته وكانت أخر زيارة لزوجته قبل استشهاده بيومين حيث كان جسده هزيلا ووضعه الصحي سيئ جدا ويتحدث معها بصعوبة، وكلما تسأله عن وصغه لا يستطيع الإجابة.

وأضافت شقيقته أنهم توجهوا للصليب لزيارته طوال فترة اعتقاله فلم يزره "كان دائما معزولا ويتم نقله من سجن لأخر ومن عزل لأخر لدرجة أننا لا نعرف أحد مما كانوا معه في السجن حتى نسألهم عن ظروف وملابسات استشهاده" وما أن تم نفله إلى سجن مجدو حتى عادوا ونقلوه إلى الرملة واستشهد في معبار الرملة كما تم إبلاغهم ونفت شقيقته نفيا قاطعا الرواية الإسرائيلية التي تدعي أنه انتحر مؤكدة أن شقيقها رجل نشيط ومتميز في عمله وكان من رجال الأعمال، حيث يمتلك مصنعا وشركة للبلاستيك تم إغلاقهما فور اعتقاله وهو رجل ملتزم دينيا واتخذ من سجنه خلوة مع الله ولا يمكن تصديق ما تقوله إسرائيل قائلة:" كل ما تريده إسرائيل هو تبرير عملها بالادعاء الكاذب والافتراء عليه مضيفة أن من يحفظ أجزاء من القران الكريم استطاع حفظها داخل سجون الاحتلال لا يمكنه الانتحار مهما كانت شدة التعذيب فقد كان القران والدعاء والصلاة سلاحه لمواجهة العدو ولكن كثرة التنقلات ضاعفت من عذابه نظرا لسوء وضعه الصحي وأنهكت جسده بالإضافة لقلة أكله، وأشارت عابدين إلى أن شقيقها البالغ من العمر (39عاما) لم يشكو قبل اعتقاله من أي مرض وكان معافى ويعمل بكل جد واجتهاد لولا قدر الله يوم 18-4-2009 على حاجز حزما حيث صدمت السيارة التي يقودها عابدين بشرطيين إسرائيليين أصيبا بجروح طفيفة على مفرق حزما شمال مدينة القدس المحتلة، فاختطفته سلطات الاحتلال بعد الحادث مباشرة وانهالت عليه بالضرب المبرح على رأسه ثم نقل إلى تحقيق المسكوبية "المذبح " كما يسميه الأسرى إلى سجن عسقلان موجهة له تهمة الشروع بالقتل ومكث هناك عدة أسابيع تحت التعذيب والتحقيق.

وطالبت زوجته وشقيقته جميع المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى تكثيف جهدهم للكشف عن ملابسات استشهاده .