وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التمييز العنصري في الدولة العبرية يطفو على السطح

نشر بتاريخ: 17/06/2010 ( آخر تحديث: 17/06/2010 الساعة: 14:39 )
بيت لحم - معا - تناولت الصحف العبرية عبر صدر صفحاتها الاولى تظاهرات المتدينين اليهود التي من المتوقع ان تتصاعد ظهر اليوم الخميس، حيث نشرت الشرطة الاسرائيلية ما يقارب 10000 شرطي في انحاء متفرقة من اسرائيل، وبالذات في مدينة القدس بعد الدعوات للتظاهر لمنع وصول 86 من المتدينين الى السجن، بعد قرار المحكمة الاسرائيلية القاضي بسجن اولياء امور الطالبات في "عمناويل" لرفضهم الاختلاط بين اليهود المتدينين الشرقين والغربين.

وبحسب كافة الصحف العبرية فان الازمة التي تواجهها اسرائيل هذه الايام... تكمن في رفض اهالي الطالبات المتدينات من اصول غربية الجلوس في نفس الصفوف مع الطالبات من اصول شرقية، حيث حاولت وزارة التعليم الاسرائيلية خلال اشهر حل هذه المعضلة مع الاهالي في ظل تدخل الجهات القضائية الاسرائيلية، حيث انتهت الامور برفض اولياء امور الطالبات من الاصول الغربية بالاختلاط مع باقي الطالبات من الاصول الشرقية، وبعد ان اعطت المحكمة فرصة لاولياء الامور للقبول بالاختلاط والا سيكون مصيرهم السجن، حيث صدر القرار بسجن 86 متدينا ومن المتوقع وصولهم للسجن ظهر اليوم الخميس، والحديث يدور هنا عن الاب والام في نفس الوقت بحيث سيبقى اطفالهم لوحدهم في البيوت حال تنفيذ امر السجن.

وقد دعت جهات متعددة متدينة للتظاهر اليوم في انحاء مختلفة في اسرائيل وبالذات مدينة القدس، وذلك لمنع تنفيذ امر الاعتقال، وقد حاول بعض الحاخامات تهدئة الخواطر من خلال دعوات بعدم الخروج للشوارع للتظاهر خاصة انهم سيبذلون الجهود الاخيرة لايجاد حل لهذه المعضلة، حيث يتوقع ان يشارك الى جانب وزارة التعليم الاسرائيلية رئيس اسرائيل شمعون بيرس وكذلك ارئيه درعي الزعيم السابق لحركة شاس، والذي قدم اقتراحا بعودة الطالبات للصفوف حتى انتهاء العام الدراسي الذي تبقى عليه 15 يوما، ومن ثم ايجاد حلول لهذه المعضلة اثناء العطلة الصيفية.

ويبدو ان التمييز العنصري بين المتدينين اليهود من اصول غربية وشرقية ليس الحدث الوحيد الذي يثير الازمات في اسرائيل، حيث اندعلت يوم امس تظاهرات عنيفة بين المئات من المتدينين في مدينة يافا على خلفية بناء يدعي المتدينون انه يقام على قبور لليهود، وهذا ما يذكر بأزمة مستشفى برزلاي في مدينة عسقلان والذي شهد تظاهرات واسعة في صفوف المتدينين في انحاء متفرقة من اسرائيل.

واشارت الصحف ان موقف المتدينين الغربيين الذي اصر على ضرورة الفصل بين الغربين والشرقين قد اوصل الامور الى نقطة مغلقة خاصة انهم ابدوا استعدادهم للذهاب الى السجن وعدم الرضوخ لقرار المحكمة ووزراة التعليم الذي رفض الفصل بين الطالبات، حيث سيبقى 250 طفلا ابناء هؤلاء المتدينين دون الاب والام بعد تنفيذ قرار الاعتقال، وهذا ما يدل على عمق الازمة التي دفعت 86 من المتدينين للتخلي عن ابنائهم والذهاب الى السجن مقابل عدم جلوسهم مع الطالبات من اصول شرقية في نفس الصف التعليمي في مدرسة "عمانويل".