|
ايام المونديال- سهرة عرسان في بيت الشهيد حسان وقرية واد النيص
نشر بتاريخ: 18/06/2010 ( آخر تحديث: 19/06/2010 الساعة: 00:19 )
بيت لحم - معا -عمر الجعفري- أقلتنا السيارة من وكالة معا في بيت لحم باتجاه بلدة واد النيص، جلس الصحفي وجدي الجعفري قي المقعد الخلفي فيما جلس خلف المقود سهيل شعبان احد ابرز مشجعي كرة القدم في فلسطين، وفي الطريق ركب معنا الصحفي عدنان الصرعاوي تحدثنا عن كأس العالم وعن بطولة التضامن في كرة السلة التي ينظمها النادي الارثوذكسي العربي في بيت جالا، وعن موضوع الاحتراف في كرة القدم الفلسطينية.
وقال عدنان الصرعاوي انه يتوقع ان تكون المباراة النهائية في بطولة كأس العالم بين المانيا والبرازيل لكن البرازيل ستحصل على البطولة في النهاية، فيما قال سهيل شعبان ان عرض البرازيل امام كوريا الشمالية كان باهتا... فقلت انا من باب المزاح ان اخوتنا الفقراء في البرازيل لم يريدوا ان يسجلوا العديد من الاهداف في المرمى الكوري الشمالي احتراما لرفاقنا الكوريين الشماليين الذين يقفون بجانبنا. أما وجدي الجعفري فقال: إننا حتى الان لا نستطيع الحكم على مستويات المنتخبات ولا زال الوقت مبكرا للحديث عن مستويات البطولة، وأصدق دليل على ذلك ان العديد من المشجعين كانوا يتوقعون وصول المنتخب الاسباني الى المباراة النهائية لكن خسارتهم امام سويسرا تجعلتنا نقول ان الوقت لم يحن بعد للحكم على المنتخبات. الحديث الرياضي استغرق حوالي 15 دقيقة وهو الوقت اللازم لقطع المسافة ما بين بيت لحم وواد النيص، وصلنا الى مشارف بلدة الواد لاحظنا العديد من الفتية من القرى المجاورة "جورة الشمعة وام سلمونه ومراح رباح ومراح معلا " وغيرها وهم يركضون باتجاه واد النيص لمشاركة رئيس نادي واد النيص الفرحة بزواج ابنه الاكبر عماد. مكان الاحتفال كان واضحا للجميع ومن مسافة بعيدة، حيث الاضواء تتلألأ، وكشافات الانارة تضيء المنطقة، واصوات السماعات كانت تملأ المكان فرحة وسرورا وبهجة، حاولنا البحث عن مكان لركن سيارتنا فوجدنا مكانا يبعد بضع مئات من الامتار عن ساحة المدرسة التي يقام فيها الاحتفال. ترجلنا من السيارة واخذنا طريقنا الى المكان، شاهدنا مولدا كهربائيا وضع خارج الساحة لتزويد اجهزة الصوت والكشافات الضخمة " 20 كشافا تقريبا " بالكهرباء، وكذلك تشغيل اجهزة الصوت وغيرها من الاجهزة التي تلزم مثل هذا الاحتفال. استقبلنا سليم ابو حماد والد العريس في مدخل الساحة وكان معه عددا من الرياضيين، تلك الساحة التي تواجد فيها ما لا يقل عن 1000 مدعو، بالرغم من اننا ذهبنا في موعد مبكر، جلسنا في موقع يسهل فيه الحركة، حيث اننا كنا نقوم بإعداد هذا التقرير، وبعد فترة فصيرة دبت في المكان حركة غير عادية قلت ماذا يجري ؟؟، فقال ابو عماد جاء الباشا " وكان يقصد وصل اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وكان برفقته عددا من قادة حركة فتح في المنطقة. المغني الفلسطيني رائد كبها، رحب باللواء قائلا: "اهلا بك سيدي اللواء الذي رسمت للرياضة الفلسطينية صورتها الجميلة، فسر على بركة الله ونحن معك يا سيادة اللواء "، واضاف: اننا سنقضي سهرة الليلة على وقع اغاني التراث الفلسطيني الاصيل وبدأ بمقطع: فلسطين يا شعلة نار.... يا ويل اللي ايعادينا. كانت اصوات المغنى تتغلغل في كل بيت من بيوت مستوطنة افرات المجاورة التي اقيمت على ارضي المواطنين الفلسطينيين، وكلما ذكر المغني اسم فلسطين تسمع عاصفة من التصفقيق في المكان، فيما كان مجموعة من شباب القرية وتحديدا اعضاء فريق المحترفين في واد النيص يتمايلون بالرقص والدبكة بناء على تعليمات المغني الذي طلب منهم وضع الكتف على الكتف والسحجة باليدين...وكبرعدد الشباب وحمل ابو عماد والعريس عماد على الاكتاف. في هذا الوقت تنقلت انا في اكثر من مكان فجلست بجانب سعدي حميدان رئيس اللجنة الفرعية في بيت لحم وتحدث لي عن حضور سفير جنوب افريقيا يوم الاربعاء مباراة فريقه مع الارغواي في ساحة كنيسة المهد، واحضر معه مجموعة من الالات الفوفوزيلا وكيف عبر السفير عن حب الفلسطينيين لكرة القدم وتشجيعهم لفريق جنوب افريقيا، واضاف حميدان ان العديد من ابناء العائلات يقضون اوقاتا ممتعة في ساحة الكنيسة، حيث نصبت شاشتا عرض ضخمة في الساحة ويتوافد ليليا مئات من المشجعين لقضاء اوقات جميلة. غادرنا المكان بعد ان استأذنا من "ابو عماد " الذي سيكون اليوم الجمعة موعدا لحفل زواج ابنه "عماد "ابن العشرين عاما وأقفلنا راجعين الى بيت لحم وتحديدا الى بيت الزميل احمد حسان عضو لجنة الحكام المركزية السابق ولاعب كرة القدم الذي لعب في صفوف اسلامي بيت لحم وبيت جالا وشباب الخليل في الثمانينات وهو اب لعدد من الشباب الذين قضوا سنوات طويلة من عمرهم في المعتقلات الاسرائيلية وكان آل حسان واصدقائهم يحتفلون بسهرة ابنهم صلاح لاعب نادي اسلامي لبيت لحم الذي يعمل في اجهزة السطة الوطنية شقيق الشهيد ثائر حسان واللاعب معتز الذي يلعب في صفوف فريق الخضر وفراس اللاعب السابق في صفوف الاسلامي. موقع الاحتفال كان امام بيتهم الذي هدمته قوات الاحتلال قبل 4 سنوات تقريبا عندما حاصرت الشهيد ثائر الذي كان لاعبا في صفوف الاسلامي ولعب مع هلال اريحا ايضاوسقط شهيدا بعد حصار استمر مدة تزيد عن 28 ساعة وهو متحصن داخل البيت، وقد اعيد بناء بيت احمد حسان بفضل صمود وارادة هذا الشعب الذي لا يعرف المستحيل. استقبلنا ابو موسى "احمد حسان"بإبتسامته المعهودة والتي غابت عن محياه لسنوات طويلة قضاها متنقلا هو وعائلته لزيارة ابنائه في السجون، وتعود ابناء اسرته على مداهمات قوات الاحتلال لبيته قبل ان يستشهد ابنه ثائر الذي كان مطلوبا للاسرائيليين. وقف احمد حسان في وسط الساحة التي انيرت بالاضواء المتلألأة هو وابناء عائلته ومحبيهم واصدقائهم وغنوا للوطن والقضية غنوا لفلسطين الدلعونا والميجنا، وكم كنت مسرورا لفرحتهم فهم من النواة الصلبة الطيبة لهذا الشعب المكافح. رأيت عددا كبيرا من الرياضيين، جلست مع مجموعة منهم فيما انشغل وجدي بالتقاط الصور تحدثنا عن خسارة نيجيريا امام اليونان فقال محمد سليمان ان العديد من اللاعبين الافارقة لا يوجد عندهم انتماء لبلدانهم وانتماءاتهم للفرق التي يلعبون معها في الدوري الاوروبي وغيره لذلك لا يقدمون العروض المطلوبة عندما يلعبون مع منتخبات بلادهم، هذا ما لاحظناه في المونديال الحالي والسابق. فيما ارجع فراس احمد اسباب الخسارة الموجعة لمنتخب كوريا الجنوبية امام الارجنتين الى قوة الهجوم الارجنتيني الذي سجل 4 اهداف في المرمى الجنوبي، بينما كان عدد من الفتية الصغار يقفون على شباك احد البنايات يتابعون مباراة فرنسا والمكسيك والعرس وعند تسجيل اي هدف نسمع صيحاتهم وتصفيقهم. وتكهن العديد من الجالسين ان الجزائر ستقدم عرضا امام انكلترا اليوم لكنهم تمنوا ان لا يخرج بعض اللاعبين الجزائريين بالبطاقة الحمراء من الملعب باعتبار ان المباراة ستكون حياة او موت للفريق العربي الذي يشجعه الفلسطينيون من كل قلوبهم. |