وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير حقوق: ثمانية وعشرون شهيدا في اسبوع دام في الضفة والقطاع

نشر بتاريخ: 16/06/2006 ( آخر تحديث: 16/06/2006 الساعة: 17:31 )
غزة- معا-صعدت قوات الاحتلال الاسبوع الماضي وبشكل غير مسبوق منذ إعادة انتشارها في قطاع غزة قبل نحو تسعة شهور من جرائم حربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديداً في القطاع، ضاربة بعرض الحائط مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

واستخدمت قوات الاحتلال في تنفيذ تلك الجرائم كافة أسلحتها وعتادها الحربي. وكان معظم الضحايا خلال هذا الأسبوع من المدنيين العزل، من بينهم عدد كبير من الأطفال، الأمر الذي يدلل على الاستهتار بأرواح المدنيين الأبرياء، وعلى النية المبيتة لإيقاع المزيد من الضحايا في صفوفهم.

إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال أعمال التوغل والمداهمة والاعتقال في معظم مدن الضفة الغربية، فيما استمرت في مصادرة الأراضي وتجريفها والاعتداء على الممتلكات والأعيان المدنية لصالح أعمالها الاستيطانية، ولصالح أعمال البناء في جدار" الضم" الفاصل داخل أراضي الضفة الغربية، الذي قسم المدن والبلدات إلى كانتونات صغيرة، فضلاً عن تكثيفها لإجراءات الحصار على جميع الأراضي المحتلة، والذي أدى على شلل في كافة مناحي الحياة.

وقال تقرير اصدره المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان هذا الاسبوع شهد اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من عام، حيث قتلت قوات الاحتلال 28 مواطناً فلسطينياً، 27 منهم في قطاع غزة، من بينهم 21 مدنياً اعزل، سبعة منهم أطفال. سبعة من الضحايا من أسرة واحدة، هم أب وزوجته وأطفالهما الخمسة، سقطوا في يوم الجمعة الموافق 9/6/2006، بعدما أطلقت عليهم قوات الاحتلال عدة قذائف مدفعية، أثناء استجمامهم على شاطئ بحر بيت لاهيا، شمال القطاع.

وفي محاولة منها ا للتنصل من مسؤوليتها عن تلك الجريمة، ادعت قوات الاحتلال " أن نتائج تحقيقاتها تبين أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زرعها الفلسطينيون مستهدفين قوات الاحتلال". وفيما يجدد المركز رفضه لنتائج التحقيق من قبل قوات الاحتلال، فإنه يؤكد أن تحقيقاته الميدانية التي أجراها، بما في ذلك شظايا القذائف والمنطقة التي وقع فيها الحادث وغيرها من الأدلة، وكذلك التحقيقات التي أجراها خبير عسكري من منظمة" هيومان رايتس وتش" تدحض نتائج التحقيق الإسرائيلية، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الضحايا سقطوا جراء شظايا قذيفة مدفعية إسرائيلية.

إلى ذلك كان هناك تسعة عشر من القتلى، احدهم من الضفة الغربية، ضحايا لثلاثة من جرائم القتل خارج إطار القانون " الاغتيال"، كان أبشعها الجريمة التي اقترفت في مدينة غزة بتاريخ 13/6/2006، وراح ضحيتها عشرة من المدنيين العزل، من بينهم، أب وطفله وشقيق زوجته وهو طفل أيضاً، " قتلوا داخل المنزل"، وأربعة من أفراد الأطقم الطبية. كما سقط ثلاثة مدنيين عزل، من بينهم شقيقان في بلدة جباليا بتاريخ 9/6/2006، بعدما فشلت قوات الاحتلال في النيل من المطلوبين لها.

يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقترفت خلال هذا الأسبوع سبع جرائم قتل خارج إطار القانون" الاغتيال، ست منها في قطاع غزة، نجحت في اثنتين فقط في النيل من المطلوبين لها، كان احدهم الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، جمال أبو سمهدانة من رفح، ونفذت الجرائم الست بواسطة الطيران الحربي. هذا وسقط بتاريخ 11/6/2006 اثنان من كتائب القسام" الذراع المسلح لحركة حماس"، بعد إطلاق صاروخ جوي باتجاههم، أثناء محاولتهم إطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه البلدات الإسرائيلية. كما أصيب في قطاع غزة خلال هذا الأسبوع 67 مواطناً فلسطينياً، معظمهم من المدنيين العزل، من بينهم أكثر من 20 طفلاً، وكان خمسة من المصابين، من بينهم ثلاثة أطفال، هم أبناء لنفس العائلة التي سقطت على شاطئ بحر بيت لاهيا.

ودعا المركز الفلسطيني المجتمع الدولي للعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية.

ويرى المركز أن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على التصرف كدولة فوق القانون وعلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

واوصى المركز منظمات المجتمع المدني الدولية بما فيها منظمات حقوق الإنسان، نقابات المحامين، ولجان التضامن الدولية بالانخراط أكثر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحث حكوماتهم على تقديمهم للمحاكمة.