|
أصابوه أولا.. ثم أجهزوا عليه من مسافة صفر وهم يصرخون "قتلنا عربي..!"
نشر بتاريخ: 20/06/2010 ( آخر تحديث: 20/06/2010 الساعة: 18:10 )
القدس- معا- نشرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم التفاصيل الكاملة لظروف وملابسات استشهاد المواطن المقدسي زياد محمد بدوي الجولاني برصاص جنود من حرس الحدود الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي الموافق 13 حزيران الجاري بينما كان يقود سيارته في حي واد الجوز في القدس.
ويتضح من مجمل إفادات الشهود أن الشهيد الجولاني قتل بدم بارد ومن مسافة صفر بعد إطلاق النار عليه وإصابته، وبدلا من اعتقاله قام أحد الجنود بالإجهاز عليه ، فيما منع الجنود إسعافه واعتدوا على قريب له بالضرب العنيف حاول مساعدته وتقديم الإسعاف عليه، فيما سادت حالة من الإرباك الجنود وانتابت بعضهم حالة من الهستيريا. وفي إفادته عما جرى قال المواطن وشاهد العيان اسمر عزمي صبحي قطينه المعروف بأحمد قطينه: " في يوم الحادث كنت اجلس في شقتي الواقعة في الطابق الثالث من المبنى الواقع في حوش ألهدمي في حي واد الجوز. كانت الساعة 13:45 بعد الظهر ، وفجأة سمعت أصوات صراخا باللغة العبرية ، لم أفهم ما قيل خلال هذا الصراخ، فصعدت إلى سطح المبنى ، وشاهدت سيارة تندر ميتسوبيشي ماغنوم بيضاء اللون تتوقف في الثلث الأول من مدخل حوش ألهدمي عند نافذة دار العكرماوي ، أي على بعد 15 مترا من منزلي. ترجل من السيارة شاب طويل القامة ، ابيض اللون ، يرتدي قميصا مخطط ابيض واحمر ، لم يطفئ محرك السيارة عندما نزل منها وترك بابها مفتوحا ،وكان يركض باتجاه داخل الحوش. وعلى بعد 3- 4 أمتار ثلاثة من جنود حرس الحدود كانوا يركضون خلفه وهم يطلقون النار. وبعد أن قطع الشاب مسافة 3 أمتار تقريبا حيث أصبحت حركته بطيئة واختل توازنه، واعتقد انه أصيب برصاصة، وعند دار هشام أبو غزاله ، وقع أرضا على الجانب الأيمن على ما اعتقد ، وعلى الفور وقف عند رأسه احد الجنود الثلاثة وكان حليق الرأس ، ضخم البنية، طويل القامة ،وعينين خضراوين، وضع هذا الجندي قدمه اليمنى على رقبة الشاب الملقى أرضا، كما وضع فوهة السلاح - الذي لا اعرف نوعه ولكنه كان سلاحا طويلا- مباشرة على ذقن الشاب ، وكان يقف خلفه الجنديان الآخران ، حيث قام ذلك الجندي بإطلاق رصاصتين على ذقن الشاب دون فاصل زمني بين الطلقتين ! وعلى الفور قام احد الجنود بالجلوس على الأرض قرب منزل دار قرش، بينما انتابت الجندي الذي أطلق النار على الشاب حالة من الهستيريا ، وأصبح شديد العصبية وبدأ يصرخ بكلمات لا اذكرها ، ثم وجه سلاحه نحو الناس الذين كانوا يقفون على أبواب المنازل وعلى النوافذ ، طالبا منهم الدخول إلى منازلهم، بينما العرق يتصبب من جبينه ، وأخذ يقفز من مكان إلى آخر!. أما الجندي الثالث فكان يصرخ على الناس ويردد "ادخلوا إلى بيوتكم" ! واعتقد أن الجنود الثلاثة كانوا يشعرون بالخوف لأنهم وحيدون داخل الحوش ، بينما كانوا يحاولون التستر على وجود شاب مصاب بجروح خطيرة في المكان، خاصة أن الشاب كان بجانب سيارة فورد كونيك تحجب الرؤية عن وجود احد بجانبها ملقى على الأرض ، أما إطلاق النار فتوقف بعد إطلاق الرصاصتين على ذقن الشاب كما ذكرت. بعد ذلك نزلت إلى بيت الدرج وبدأت أراقب الوضع من خلال نافذة بيت الدرج التي تطل من الشارع من الجهة الشمالية للحوش ، وحينها شاهدت محمود الجولاني – ابن خال زياد- يخرج من منزله المقابل لمنزلي ويتوجه نحو الجنود وكذلك عادل ألهدمي خرج هو الآخر من منزله الواقع في نهاية الحوش! وقال للجنود إن الشاب جريح ويجب مساعدته ، فرد عليه الجندي الذي أطلق الرصاصتين على ذقن الشاب " أنا قتلته .. ادخل إلى بيتك !". في تلك الأثناء كان محمود يحاول التوجه نحو الشاب المصاب ، حيث قال له الجنود بالعبرية " كانيس هبيتاه " أي أدخل إلى البيت فرد عليهم محمود :" دوت شلي ، ما انيه كانيس بيته "! فقام الجنود بالهجوم على محمود وضربه أحدهم بمخزن السلاح – المشط- على رأسه ، وضربه بقية الجنود أيضا ، فوقع محمود أرضا ، وكان عادل الهدمي يحاول إبعاد الجنود عن محمود ، ثم اقتحم الحوش عدد كبير من الجنود وقاموا بإبعاد الناس الذين هبوا لمساعدة محمود الجولاني وحين حضر شقيق محمود ويدعى محمد وعدد من الشباب من المدخل الوحيد للحي ، طردهم الجنود بينما كان محمود لا زال ملقى على الأرض، كما منع الجنود أم محمود وشقيقته من الوصول إلى محمود. وبعد ذلك جاء طاقم إسعاف الهلال الأحمر، وكان يرتدي الزى البرتقالي ، لكن الجنود منعوا المسعفين من الوصول لمحمود او للشاب الذي كان جريحا بإصابات خطيرة في منطقة الوجه وكان ما زال يتحرك وهو على الأرض، واعتقد أن طاقم الإسعاف لم يتمكن من اخذ محمود والشاب الآخر إلا بعد سبع دقائق! حيث قام مسعفان بحمل الشاب –زياد الجولاني – من يديه وقدميه إلى سيارة الإسعاف ، بينما قام مسعفون آخرون بأخذ محمود فيما بعد. وبعد ذلك نزلت إلى الحوش وشاهدت القوات الخاصة التي جاءت فيما بعد وكانت ترتدي الزى الأسود ، وبدأت تلك القوات بتفتيش سيارة الضحية زياد الجولاني حيث كنت أقف قربهم وأشاهد كما شاهد الجيران عملية تمزيق فرش السيارة وتفتيش سقف السيارة كذلك ، فيما محرك السيارة في حالة دوران ، وتم جرها بواسطة ونش ، وبقي رجال المخابرات وعدد من الجنود في الحوش لمدة ساعتين تقريبا ، حيث أغلقوا المنطقة، ولكنهم لم يدخلوا إلى منازل الحوش ولم يتكلموا مع احد!. إفادة المصاب محمود عثمان محمود الجولاني أما الشاب محمود عثمان الجولاني والذي تعرض للضرب المبرح خلال محاولته مساعدته قريبه الشهيد فروى قائلا: " في يوم الحادث المشئوم كنت متواجدا في بيتي في حوش ألهدمي بواد الجوز، وعندما سمعت بإطلاق نار كثيف خرجت على الفور ووقفت على باب المنزل الخارجي ، فشاهدت جنديان من حرس الحدود على مسافة 15 مترا ، وكان احد هما واقفا بينما الآخر جالس على درج عائلة العكرماوي ، وقربهما سيارة تكسي لونها ابيض ، ورأيت احد الجيران ويدعى عادل ألهدمي يخرج من منزله ويقول للجندي الذي كان واقفا عند سيارة الأجرة بأن هناك حاجة لاستدعاء سيارة إسعاف، فرد عليه هذا الجندي الذي يشبه الروس - متوسط القامة وكان ضخم البنية ، أشقر - قائلا: ادخل إلى منزلك ولا تتدخل ، فأنا الذي قتلته ، وذكر عبارة " أنا الذي قتلته مرتين" وكان الحوار يدور بين عادل والجندي باللغة العبرية. وأضاف، في هذه الأثناء لم أدرك بأن هناك شخصا مصاب أو جريح وبحاجة لسيارة إسعاف، وذلك لان سيارة التكسي كانت تحجب الرؤية عن وجود هذا الشاب الملقى على الأرض. في حين طلب مني الجنود الدخول إلى المنزل ، ففعلت ، وبعدها تلقيت اتصالا هاتفيا من أخي محمد الذي كان يقف خارج الحوش ولا يستطيع الدخول بسبب منع جنود آخرون له من الدخول ، يطلب مني الخروج من المنزل وفحص ماذا حدث مع ابن عمتي زياد ففعلت ، وعندما وصلت عند بيت قطينه –بيت اسمر قطينه شاهد العيان على حادث القتل – أي على بعد أمتار من منزلي رأيت ابن عمتي زياد الجولاني ملقى على الأرض ورأسه اتجاه الأسفل أي كان رأسه باتجاهي، ولا اذكر إن كان زياد نائم على بطنه أو ظهره، ولكنه كان يتحرك ، ولم يكن في الحوش سواي أنا وثلاثة جنود ، بينما الدماء تسيل من وجه زياد الذي تفجر من شيء ما ، فاقترب مني الجنود وقالوا لي "عد إلى بيتك" ، فقلت لهم "انه ابن عمي"، وعلى الفور وبدون مقدمات هاجمني الجنود الثلاثة بالضرب بواسطة العصي ، وشاركهم في ضربي أفراد آخرون من القوات الخاصة يرتدون الزى الأسود ، وكانوا يركزون بالضرب على منطقة الرأس ، فوقعت ارضا وكنت اصرخ من الألم خاصة أنني شعرت بأن رأسي انقسم إلى نصفين والدماء بدأت تسيل على وجهي واستمرت عملية ضربي لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق !. وخرج أهالي الحوش من منازلهم وتجمعوا حولي فابتعد الجنود ، وجاء طاقم الإسعاف وقام بنقلي إلى سيارة الإسعاف ، واعتقد أن عملية نقلي تمت قبل نقل ابن عمتي زياد ، حيث كنت في حالة لا استطيع رؤية أو تمييز أي شيء حولي ! وفي المستشفى قدم الإسعاف الأولي لي حيث وضعت الشاش الأبيض على راسي ، وقال الأطباء إن هناك حالة خطرة وصلت المستشفى ، وتركوني وتوجهوا إلى غرفة أخرى حيث سرت خلفهم ورأيت ابن عمتي زياد نائما على السرير، وكان ما زال يتنفس ، ورأيت ثقبا في ذراعه الأيسر، وثقب آخر بالخصر الأيسر قرب البطن، وثقب ثالث بالوجه عند منطقة الذقن اليسرى وثقب رابع عند الأذن اليمنى! وكان الفك الأيمن لزياد مفتوحا وكأنه قد تفجر . وبعد ذلك بثوان أعلن الأطباء عن وفاة المرحوم زياد ، وتم قطب الجرح الذي براسي ب15 -20 قطبه غرزة. فيما قال شاهد عيان ثالث محفوظ اسمه لدى المركز: "عند حوالي الساعة الثانية إلا ربع من يوم الحادث ، كنت أقف أمام باب محلي –سوبر ماركت وكان بجانبي والد الطفلة الهام السلوادي التي أصيبت في إطلاق النار العشوائي الذي أطلقه الجنود ، وكان هناك أولاد صغار يرشقون جنود حرس الحدود والخيالة بالحجارة إلا أنه تم تفريقهم دون إطلاق النار أو الغاز، ولم تستمر المواجهة سوى عشر دقائق أو اقل انسحب الجنود والخيالة بعدها نحو محلات بيضون لمواد البناء تمهيدا لمغادرة الحي على ما اعتقد ، وكانوا مشاة ولا يركبون السيارات ، وعلى مسافة 50 مترا سمعت صوت " فرامل" وشاهدت سيارة تندر تنحرف نحو الجهة اليسرى حيث كان يسير الجنود قرب محلات بيضون، وكان ثلاثة جنود يركضون خلف السيارة التندر وهي بيضاء اللون ويطلقون النار باتجاهها، فيما كانت هناك تجلس داخل سيارة والدها أمام محلات الشرباتي للحوم أي على مسافة قريبة من محلي ، وهي ابنة الرجل الذي كان يقف بجانبي وكان يشاهد ما أشاهد ، وقد جاء إلى المحل لشراء بعض الحاجيات على ما يبدو للذهاب في رحلة عائلية! فشاهدت احد عمال محل الشرباتي للحوم يحمل الفتاة بيديه وكانت الدماء تغطي وجهها وهو يصرخ على الجنود انه يريد سيارة إسعاف، ولكن والد الفتاة اخذ ابنته بسيارته وتوجه نحو المستشفى". وتابع: "في هذه الأثناء كان الجنود يركضون خلف السيارة التندر ويطلقون النار بكثافة ، ورأيت السيارة تدخل نحو حوش الهدمي الواقع على زاوية سوبر ماركت زينه حيث كنت أقف !وتوجهت نحو الحوش بعد أن سمعت إطلاق نار ، وعندما وصلت الحوش ، كان الجيران بالحوش يصرخون لقد قتلوه ! وعندما وصلت كانت عملية إطلاق النار قد توقفت ، وكان هناك ثلاثة جنود فقط يرتدون زى حرس الحدود الأخضر،وشخص ملقى على الأرض، وقد شاهدت في هذه الأثناء الشاب محمود الجولاني يحاول الخروج من منزله لكن الجنود ضربوه بالعصي على رأسه وكافة أنحاه جسده ، وكان على بعد 15 مترا من مكان وجود الضحية . توجهت نحو الضحية الذي كان ملقى على جانبه الأيسر ويده خلف ظهره ، فقمت بقلبه على ظهره وشاهدت وجهه ملطخا بالدم ، وحتى تلك اللحظة لم أكن اعرف إن كان حيا حينها أو ميتا ! وقد جاء طاقم إسعاف الهلال الأحمر خلال ذلك وحملوا الضحية ، بينما توجهت نحو الشاب محمود وقمت بحمله مع مسعف آخر من الهلال الأحمر ، وكان يعاني من جروح بمنطقة الرأس ! وبعد ذلك جاءت قوة عسكرية كبيرة، واعتقد أنهم نفس أفراد الوحدة التي كانت تنسحب من المكان بعد انتهاء عملية رشق الحجارة ، وتلا ذلك قدوم رجال المخابرات حيث تم طرد المواطنين العرب من المكان وطلبوا من السكان الدخول إلى منازلهم وإغلاق الأبواب خلفهم ، فذهبت لمحلي وبقيت لغاية الساعة 3:30 أي بعد مغادرة قوات الأمن للمنطقة!". |