وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تخريج الفوج الثلاثين من طلبة جامعة بيت لحم يوم من ايام النصر رغم كل الظروف

نشر بتاريخ: 16/06/2006 ( آخر تحديث: 16/06/2006 الساعة: 20:48 )
بيت لحم -معا - رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الاراضي الفلسطينية سواء على صعيد المواجهات مع اسرائيل او الاحداث الداخلية ، يبقى الامل سيد الموقف بالنسبة للفلسطينين الذين يواصلون سعيهم نحو بناء مجتمع مدني بكل معنى الكلمة حيث خرجت جامعة النجاح الوطنية يوم امس فوجا جديدا من طلبتها لترفد المجتمع الفلسطيني بكفائات جديدة تعمل على بناء دولة فلسطينية قوية تعتمد على اسس مهنية واكاديمية.

وهذه المقدمة تاتي استكملا لما جرى في جامعة بيت لحم اليوم حيث قامت الجامعة بتخريج فوجها الثلاثين ، و بلغ عدد الخريجين لهذا اليوم 470 خريجا وخريجة بحضور عدد من الشخصيات الاكاديمية والدينية والسياسية وذوي الطلبة الخريجين الذين جاءوا من مختلف المحافظات الفلسطينية رغم الاجراءات الاسرائيلية التي تعمل على قتل ومحاربة اي فرحة فلسطينية.

فعاليات حفل الخريج الرسمية
.......................................

بدأ حفل التخريج مساء اليوم الجمعة على مدرجات الجامعة بدخول الخريجين بموكب منظم على انغام نشيد جامعة بيت لحم ومن ثم وقف الطلبة دقيقة حداد على ارواح شهداء ابناء شعبنا الفلسطيني مع عزف النشيد الوطني الفلسطيني.

وتولى عرافة الحفل الاستاذ موسى درويش مساعد النائب التنفيذي لرئيس الجامعة الذي تحدث طوال فقرات حفل التخريج عن تاريخ هذه الجامعة ودورها في المجتمع الفلسطيني على مختلف الاصعدة النضالية والتعليمية وغيرها من خلال خواطر الهبت مشاعر الحضور.

والقى نائب الرئيس الاعلى لجامعة بيت لحم الاخ دانيال كيسي كلمة جامعة بيت لحم بمناسبة تخريج فوجها الثلاثين حيث اشار الى اهمية الجامعة منذ اليوم الاول لتاسيسها ومراحل تطورها.

من جانبه شدد السيد حنا ناصر في كلمته التي القاها نيابة عن مجلس امناء الجامعة على ما قدمته جامعة بيت لحم للمجتمع الفلسطيني خصوصا في ظل الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني مشيرا الى محاولات الاحتلال حجب التعليم عنه على مدى عشرات السنين.

واعتبر ناصر يوم تخريج طلبة الجامعة يوما من ايام النصر الفلسطيني في معاركه ضد الاحتلال الاسرائيلي ، وفي حديثه للطلبة اعتبر ناصر طلبة الجامعة الفلسطينية وطلبة جامعة بيت لحم سفراء لبلدهم وشعبهم في مختلف تخصصاتهم التي تخرجوا منها.

وشكر رئيس مجلس امناء جامعة بيت لحم ادارة الجامعة والقائمين عليها من اساقفة وادارة وعاملين على جهودهم وتضحياتهم في انشاء الاجيال الفلسطينية المتعاقبة متنيا التقدم والنجاح للخريجين.

المطران فؤاد الطوال الاسقف المعاون لغبطة البطريرك ورئيس الجامعة والذي كان خطيب حفل تخريج الفوج الثلاثين شكر الحضور الذي تكبد مشاق الطرق للوصول الى الجامعة وحضور حفل تخريج الطلبة في الجامعة التي قال انها الجامعة الكاثوليكية القائمة بالقرب من مهد السيد المسيح باعتبارها مركزا هاما للبحث والتقدم العلمي.

وتحدث المطران طوال عن الاسس التي قامت عليها جامعة بيت لحم صاحبة فلسفة ثبول الاخر مهما كان دينه او انتماءه .

وتوجه طوال الى الخريجين طالبا منهم ابقاء الامل رمزا لهم في مواجهة التحديات المستقبلة معتبرا تخريجهم اليوم ثمرة لجهود الجامعة وكافة العاملين فيها.

كما اعتبر المطران فؤاد طوال العلم الذي تلاقه الخريجين سلاحا لمواجهة التحديات وبناء الوطن خصوصا في هذه الظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني.

وطالب طوال الطلبة بالتحلي بالارادة الحديدة واوصاهم على مختلف اديانهم حمل رسالة محبة وتسامح مشددا على ان العلم حياة والحياة عمل والعمل امل يجب ان يتمسكوا به.

كلمة الخريجين القتها الطالبة داليا سمير بشارة خاروفة والتي حصلت على اعلى معدل في هذا الفوج حيث حييت الحضور وعلى راسهم اخوة دالاسال الذين اسسوا الجامعة والاساتذة والعاملين في جامعة بيت لحم.

واوضحت بشارة ان الخريجين سيعملوا على مساعدة ابناء شعبهم في مواجهة الممارسات الاسرائيلية ومواصلة طريق من سبقوهم مشيرة الى المعاناة التي تعرض اليها الطلبة على مر السنين للوصول الى هذا اليوم.

تسليم الشهادات في لحظة تاريخية للطلبة الخريجين
.......................................................................

بعد انتهاء كلمة الطلبة الخريجين سلمت الشهادات على الخريجين حيث قام عميد كل كلية بالمنادة على طلبته الخريجين لاستلام شهاداتهم من نيافة الاسقف انطونيو فرانكوا القاصد الرسولي الى القدس وفلسطين رئيس جامعة بيت لحم الاعلى و الاخ فرجس مكاردل نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية ورئيس مجلس الامناء والمطران فؤاد طوال الاسقف المساعد لغبطة البطريرك وعدد من الشخصيات الحاضرة.

مشاعر وكلمات بعض الطلبة لمعا
............................................
بعد خروج عدد من الطلبة الخريجين التقى مراسل وكالة معا الاخبارية بعدد من هؤلاء الطلبة الذين عبروا عن فرحتهم بهذا اليوم الذي اجتهدوا وسهروا له على مدار السنوات الاربع الاخيرة من عمرهم .

وقالت الطالبة فاطمة عمر وهي خريجة ادب انكليزي انها سعيدة جدا بهذا اليوم الذي اعتبرته نقطة تحول في حياتها شاركة ادارة الجامعة والمحاضرين فيها على الجهود التي بذلوها للوصل بالطلبة الى هذا اليوم ، وعبرت الطالبة فاطمة عمر عن املها في تحسن الاوضاع ليتمكنوا من مواصلة طريقهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

اما الطالب اياد عايش علي وهو خريج كلية ادب انكيزي فقد عبر عن فرحة كبيرة بهذا اليوم متنميا استقرار الاوضاع الفلسطينية لاعطاءهم فرصة تنفيذ ما درسوه في مؤسسات مجتمعهم الخاصة والعامة.

اما الطالب محمد جوابرة فقال انتظرنا هذا اليوم اربع سنوات وانا اعتبره انجازا شخصيا مهما على المستوى الشخصي ، واشار جوابرة الى انه غير متفائل بالنسبة لحصوله على وظيفة في المستقبل القريب بسبب الاوضاع السياسية والاقتصادية مشيرا الى انه سيعمل جاهدا لاستكمال دراسة الماجستير بدل الجلوس على مقاعد البطالة الممتلئة اصلا.

الطالب جمال حساسنة خريج علم الاجتماع لم يكن بافضل حالا من الجوابرة عندما سئل عن مستقبله العملي فقال ان المستقبل غير مبشر وفرص العمل في تخصص علم الاجتماع غير كبيرة وانتهز حساسنة فرصة حديثه بوكالة معا ليطالب المؤسسات باعطاء فرصة لخريجي هذا التخصص مشددا على ان لا حياة مع اليائس وان الامل ما زال موجودا.

ذوي الطلبة يتحدثون
............................

من جانبهم تحدث ذوي الطلبة لوكالة معا عن فرحتهم بهذا اليوم الذي يعتبر يوما تاريخيا بالنسبة لهم حيث عملوا المستحيل لايصال ابناءهم الى هذا اليوم رغم كل الصعاب التي واجهتهم سواء السياسية او المادية مشيرين الى ما عانوه خلال السنوات الاربع الاخيرة جراء الحصار على الشعب الفلسطيني وعدم استطاعتهم تسديد الاقساط في بعض الاحيان هذا الى جانب مشاعر الخوف والقلق على ابنائهم خلال فترات الاجتياحات.

وقال خليل الطري وهو من بلدة بيت صفافا في القدس المحتلة انه سعيد جدا بهذا اليوم لكنه لم يخفي مشاعر القلق على زوجة ابنه الخريجة ومستقبلها مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني يفرح اليوم رغم كل محاولات الاحتلال قتل هذه الفرحة.

اما اسامة سليم القدومي وهو والد اثنتين من الخريجتين فاشار الى المشاعر الرقيقة الممزوجة بالفرح تلازمها مشاعر الخوف على المستقبل الصعب الذي ينتظر الخريجين معتبرا الايام التي مر بها الطلبة وذويهم اياما من ايام الجهاد الاكبر في مواجهة الاحتلال والظلم لما تعرض له الطلبة من مشاكل يومية على الحواجز والطرق من مضايقات اسرائيلية الى جانب ما عاناه كوالد طلبة عملوا وجاهدوا للوصول الى هذا اليوم التاريخي.