|
تحت شعار "الشباب رافعة التغيير" اختتام معسكر الشباب الفلسطيني الاول
نشر بتاريخ: 22/06/2010 ( آخر تحديث: 22/06/2010 الساعة: 21:10 )
رام الله -معا- اختتم تحالف السلام الفلسطيني امس الاثنين ، معسكر الشباب الفلسطيني الاول ، الذي عقد في فندق الروكي في رام الله ، خلال الفترة الواقعة ما بين 19-2162010 ، حيث ضم 46 مشاركا ومشاركة من المحافظات الفلسطينية المختلفة.
ويعتبر معسكر الشباب الفلسطيني الاول ملتقى طلابي شبابي يجمع الشباب الفلسطيني من مختلف المناطق الفلسطينية سواء في الضفة الغربية او في القدس التي يعاني شبابها من من التهميش والملاحقة والتمييز وفقدان الحرية في مختلف اوجها ، وبالتالي جاء المعسكر ليكون الوسيلة التي يمكن للشباب من خلالها ان يتحدثوا ويناقشوا همومهم وتحدياتهم ، الى جانب تبادل الخبرات والافكار ، وصولا الى ممارسة حقيقية لدور شبابي يسعى الى التغيير الايجابي. وحسب تحالف السلام الفلسطيني ، يتطلع المعسكر لخلق حالة من تعزيز التواصل بين المشاركين سعيا باتجاه تحقيق الهدف المنشود والمتمثل بتمكين الشباب واعطائهم الفرصة الحقيقية والجادة للمساهمة في إحداث التغيير . جعل تحالف السلام الفلسطيني من " الشباب رافعة التغيير" شعارا لمعسكره الاول، ليكون الشباب بالفعل رافعة التغيير الايجابي والقوة الحقيقية المؤثره ، وقد وفر المعسكر للشباب إمكانية الالتقاء والحديث عن مواضيع تتعلق بجانبين رئيسيين، الاول : هو التدريب على مهارات ذاتية حول مواضيع هامة أهمها كيفية الحشد والتعبئة والضغط وإيجاد شريك ومناصر من اجل السعي لإيجاد تغيير ومهارات بناء الحوار وقبول الآخر ضمن المحيط نفسه ومهارات الاتصال الإنساني الفعال وحل النزاع و مهارات ذاتية حول مواضيع هامة يمكنها إتاحة المجال وإيجاد القدرة لدى الشاب الفلسطيني للخوض في عملية التأثير والمشاركة الفعالة داخل المجتمع و قضايا مجتمعية هامة تتعلق بالشباب أنفسهم . اما الجانب الثاني فهو : العمل على التثقيف السياسي سعيا لإعادة الشاب الفلسطيني إلى محور الاهتمام بقضيته وقضية شعبه وهمه المشترك وعدم القبول بالانفصال عن تلك المسؤولية واستحضار تلك الأهمية تحت أي ظرف حاصل . وقد بدأ اليوم الاول للمعسكر بلقاء تعارفي بين الشباب المشاركين فيه ، حيث نجح المدرب بشار فراشات ، في كسر الجليد بين المشاركين من خلال وضع تفاهمات للمجموعة المشاركة ، وتقديم بعض التمارين والفعاليات حول معرفة الذات وطرق تقبل الاخر ودبلوماسية العمل ، ومن ضمن الامور التي وضحها فراشات للمشاركين ان حرية الشخص تنتهي عند اعتداءه على حرية الاخرين ، طالبا منهم الغاء الفكرة القائلة بأن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين ، كما طلب فراشات من كل مشارك ان يقوم برسم " شجرة حياة " لنفسه يضمنها مراحل حياته المختلفة بدءاً من الطفولة وحتى الان ، وبالمرور على اهم الاشخاص المؤثرين في حياة كل مشارك الى جانب انجازات كل فرد على حدا . اما اللقاء الثاني بالمشاركين خلال اليوم الاول للمعسكر ، فقد كان مع المدربة نفين ابو دية ، التي قامت بتقسيم المشاركين الى مجموعات ، لتعريفهم بمهارات القيادة وانواعها ، جاعلة لكل مجموعة قائد يدير شؤون المجموعة، واوكلت لكل واحدة منها بمشروع لتنفيذه خلال فترة زمنية معينة ، وقد اتم الشباب المشاركين مشاريعهم الفنية والتعليمية ببراعة ملحوظة ، ثم انتقلت ابو ديه الى موضوع قوة الاسئلة ، طالبة من المشاركين بوضع اسئلة معينة تدور في اذهانهم لقضايا قامت بطرحها . وكان ختام اليوم الاول مع المدربة نهاية عبد الحميد ، التي طرحت قضية الانتماء والمواطنة ، للنقاش مع المشاركين ، ومنحت عبد الحميد الفرصة لكل مشار في ان يوضح الاختلافات بين مفهومي الانتماء والمواطنة ، الى جانب وضع كل منهم تعريف محدد لوطنهم فلسطين ، وجاءت الاجابات متنوعة فمنهم من اعتبر فلسطين هويته ، ومنهم من اعتبرها موطنه وامه الحنون. اما بداية اليوم الثاني فقد كانت مع المدربة نفين ابو ديه ، التي تطرقت الى موضوع المشاركة السياسية للشباب ، حيث اعتبرت ابو دية ان العلاقة بين الفرد والدولة علاقة تبادلية ، فالمواطن له حقوق وعليه واجبات ،فحقوق المواطن هي امتيازات وحريات تكفلها الدولة بما يتفق مع تشريعاتها ودستورها والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.اما واجباته فهي افعال مطلوبة منه ليساهم في تنمية مجتمعه وتطوره ، وهي واجبات تفرضها القيم الأخلاقية والاجتماعية إضافة الى تلك التي يحددها الدستور والقوانين مع الاخذ بعين الاعتبار الطرق الصحيحة للتعبير عن الاحتياجات. وفيما يتعلق بمراحل المشاركة السياسية فقد اجملتها ابو ديه بأربعة مراحل تبدأ بالاهتمام السياسي ، انتقالا الى المعرفة السياسية ثم التصويت السياسي وصولا الى المطالب السياسية ، وقد قامت ابو دية بشرح كل مرحلة من المراحل للمشاركين . الجزء الثاني من هذا اليوم ، فقد كان للفن فيه نصيب ، حيث اقام قائد المعسكر الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد شريف ، ورشة رسم ، ابدع خلالها برسم الطبيعة الخلابة ، ومن ثم انتقل المشاركين لرسم لوحات خاصة بهم بمساعدة الشريف . وفي نهاية الورشة قدم الشريف عرضاً لبعض التقارير المصورة التي اعدت حول معارض اقامها في مناطق مختلفة من فلسطين ، ثم استمع الى انطباعات المشاركين حولها ، حيث ابدوا اعجابهم الشديد بما ترسمه يداه . وحول دور الفنان الفلسطيني في تعزيز الصمود ن قال الشريف : " دوري كفنان فلسطيني هو الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال توثيق التراث الوطني الفلسطيني وايصاله الى العالم بشكل حضاري يليق به، فالفن جزء لا يتجزا من رسالتي". اما ورشة الرسم التي قدمها للمشاركين فقد اعتبر الشريف بانها غذت الروح الشبابية واستطاعت ان تعرفهم على الفن بشكل موسع . اما اللقاء الثالث لليوم الثاني للمعكسر ، فقد خصص للقاء صاحب قرار ، حيث استضاف المعسكر الدكتور سميح العبد ، وزير الاشغال الفلسطيني السابق ، وعضو في مفاوضات طابا وانابوليس ، الذي شرح بداية وضع القضية الفلسطينية ووضع الفلسطينين بشكل عام ، ثم استمع العبد الى اسئلة المشاركين التي تمركزت حول المفاوضات وما توصل الي الفلسطينين من وراء التفاوض ، بالاضافة الى اسئلة حول اسطول الحرية وكيف سيدعم قضيتنا الشرعية ، وغيرها الكثير. وقد عبر العبد عن سعادته بهذا الانفتاح الشبابي الذي لمسه من خلال الاسئلة، قائلا : " انا سعيد بانفتاح الشباب ، فحرام ان لا نقدم لهم اجوبة حول ما يدور في عقولهم من افكار وتحليلات ، فلا بد ان يكون لهم مصادر اخرى غير الكتب يستقون منها المعلومات " . واضاف العبد بأنه لمس وعي عند المشاركين بنسبة 100 % ، داعيا اياهم الى ان يبادروا الى العمل والعلم والمعرفة . وعن رؤية التحالف وكيف تم ترجمتها خلال المعسكر ، اعتبر الاستاذ نضال الفقهاء ، المدير التنفيذي لتحالف السلام الفلسطيني ، بأن هذا النوع من المعسكرات يهدف الى توصيل رسالة السلام ونبذ العنف في اوساط المجتمع ، والتفكير بطرق بناءه، فحسب الفقهاء ، الشباب اداة ورافعة لبناء قدرة وطاقة تعبر عن قوة مؤثره في التغيير. من جانبه تحدث غسان الشيخ ، منسق الانشطة والبرامج في تحالف السلام الفلسطيني ، عن وجود رغبة لدى الشباب بوجود واقع ايجابي جديد لهم ، واستثمار طاقاتهم في مجالات كثيرة خاصة فيما يتعلق بالتغيير الايجابي في المجتمع ، وحسب الشيخ فإن تنوع المشاركين بتنوع المناطق ، ساعد على انجاح المعسكر ، خاصة وان كل منهم تميز بشيء عن الاخر كما كانت لهم الرغبة في تقبل الاخر . كمان كان للمشاركين من الشباب رأي ، فقد عبر الشاب سمارة عبيدي من مدينة جنين عن سعادته بالمشاركة ، معتبرا انه قد استفاد من خلال ما قدم من برامج تثقيفية زادت من نسبة الانتماء والمواطنة لديه ، بالاضافة الى سعادته بالتعرف على شباب من محافظات مختلفة ، متمنيا المشاركة في معسكرات لاحقة . اما الشابة رنا عبد القادر من طولكرم ، فقد اعتبرت ان المعسكر نجح في ايصال الفكرة التي اقيم من اجلها، فقد ساعد في تنمية وعي الشباب وافكارهم ، كما تحدثت عبد القادر عن غياب القيود والحرية في طرح الاراء والافكار. اما اليوم الثالث والاخير من المعسكر فقد اختتم بتقييم منسقي المعسكر للمشاركين ، وكذلك تقييم المشاركين للمعكسر ومدى تحصيلهم من فائدة خلاله ، وقد وعد المشاركين بمعسكرات جديدة مستقبلا لتشبيك العلاقات فيما بينهم والابقاء على التواصل . وقد تضمن اليومين الاول والثاني من المعسكر امسيات ، حضر لها المشاركون بشكل جيد ، بحيث تضمنت القاء الشعر و الزجل ، والغناء والتمثيل والقاء نشرات اخبارية من اعداد المشاركين ، والتي نمت بمجملها عن تنوع المهارات والمواهب الشبابية . |