وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"فقدت عائلتي ولا أملك منزلاً"- تزوج رضا الداية ويبقى المنزل

نشر بتاريخ: 23/06/2010 ( آخر تحديث: 23/06/2010 الساعة: 18:50 )
غزة- خاص معا- وأخيرا وجد الشاب رضا الداية ( 24 عاماً) مساحة للفرح فقد عقد قرانه مؤخراً على فتاة من غزة وبدأ يتلمس طريقه نحو حياة ذات معنى آخر، غير ذاك اليوم الذي فقد فيه كل أفراد العائلة في قصف إسرائيلي لمنزلهم أثناء الحرب على غزة.

رضا الداية واحد من أربعة أشقاء بالإضافة إلى شقيقتين نجوا من جريمة استهداف المنزل بشكل مباشر في السادس من كانون ثاني / يناير 2009 في حرب إسرائيل على غزة وهو كما شقيقه عامر الذي نجي من القصف تزوجا مؤخرا ليبدآ حياة جديدة ولكنها لا زالت مطعمة بنكهة ذكريات الأحبة الشهداء والبالغ عددهم 23 فردا استشهدوا جميعا في قصف مفاجئ لمنزلهم ودون سابق إنذار.

رضا لا يشعر بالرضا، وكذلك شقيقه عامر لأنهما يقطنان في بيتين مستأجرين بعد أن كان بيتهما في منطقة الزيتون يعج بالضحكات والحركة، فقد أزيل ركام المنزل بعد قرابة عام ونصف على الجريمة ولكن الحزن باق بالقلب لا تستطيع آلات إزالة الركام إزالة أي شبر منه.. وحين عقد رضا وعامر زواجهما لم تكن الأم "كوكب" على قيد الحياة لتملأ المكان بزغاريد كانت تخبؤها لأبنائها.

حين نجا عامر من البيت الذي انهار فوق رأسه لم يكن يعتقد أنه سيجد طريقه للحياة ولو بعد عشرات السنين، ولكنه استطاع بمساعدة الأشقاء الأحياء أن يبدأ حياة جديدة كما شقيقهما محمد الذي فقد زوجته وأطفاله.

يقول رضا لـ "معا" إن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حين طلب اللقاء مع عائلتي الداية والسموني خلال زيارته لغزة مؤخرا أكد لهم أن الإعمار لغزة على جدول الجامعة ولكن دون موعد محدد، وهذا ما يعتبره رضا موعدا مفتوحاً ودون نهاية لمأساة العائلة المشردة، وكذلك آلاف العائلات التي فقدت منازلها جراء القصف الإسرائيلي.

ويتساءل رضا عن السبب في ربط قضية إنسانية وتهم المدنيين كقضية إعادة إعمار المنازل بقضايا سياسية قد تأخذ أعواماً لحلها.

عائلة الداية بالإضافة إلى ما فقدته من أفراد العائلة الأب فايز "60" عاماً والأم كوكب "57" عاماً، الشقيق اياد وزوجته روضة وأطفالهما علي، وختام، وشرف، وآلاء، ورابعة، ومحمد، ورامز وزوجته صفاء وطفليهما براء وسلسبيل وزوجة الأخ محمد تزال وأطفالها أماني، عمر، أريج ويوسف، والأشقاء رضوان ورغدة وصابرين وطفل جنين في رحم أمه جميعهم استشهدوا في لحظة واحدة، إلا أن الخسارة لم تقف إلى هذا الحد بل تجاوزته إلى عدم البدء سواء بالبناء أو التعويض لهذا العائلة.

يقطن رضا وأشقاؤه الأحياء كل في منزل مستأجر وهو ما يدلل على عدم اهتمام العالم بمعاناة هذه العائلة- كما يقول رضا- الذي يتساءل عن ذنب المدنيين للبقاء في العراء أو في بيوت غير بيوتهم بعد عام ونصف على الحرب.

في الحرب على غزة دمر الاحتلال قرابة خمسة آلاف وحدة سكنية بالكامل وخمسين ألف وحدة سكنية طالها الدمار بشكل جزئي، بعض العائلات تسلمت مبالغ للبدء بإعادة الإعمار، إلا أن عائلة الداية لم تتسلم أي مبلغ وهي تتساءل لماذا؟.