وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخارجية المصرية تهاجم الزهار وحماس تنفي الخلافات وترفض الاتهامات

نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 15:40 )
بيت لحم- معا- شنت الخارجية المصرية هجوما لاذعا على محمود الزهار، أحد القيادات في حركة حماس، بعد تصريحات أدلى بها إلى صحيفة مصرية ينتقد فيها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وتدعي أن تصريحاته مستفزة، وقال الزهار "إن الملف الفلسطيني ليس في يد الخارجية المصرية".

ومن جانبه، قال السفير حسام زكي في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": "مع الأسف، إن محمود الزهار يعكس بكلامه عدم فهم آليات العمل المصرية في مجال السياسة الخارجية، وهو يتصور أن الحديث عمن يدير الملف يتم بأسلوب التنظيمات وليس الدول. إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مسؤول عن السياسة الخارجية ولا يحتاج شهادة من أحد ليقول لنا من يدير هذا الملف أو ذاك".

وتابع زكى قائلا: "إن هذه الأساليب المكشوفة لدق أسافين ولكنها ساذجة وسبق أن حاولتها حماس أكثر من مرة دون أن تنجح". وأضاف: "إن الكلام المكرر عن جهة إدارة الملف ثم أسلوب انتقاد وزير الخارجية المصري أمر غير مقبول، وإذا كان الزهار يتصور أنه بهذا الأسلوب يستطيع أن يسترضي أي جهة مصرية تسمح له باستخدام المعبر فإنه لن ينجح في ذلك، وهو يعلم مقدار العلاقة الوثيقة التي تربط ما بين القائمين بالإشراف على العلاقة مع فلسطين".

وأضاف زكي: "إن هذه القيادات تربطها علاقات وثيقة للغاية وهي تسخر وتهزأ من مثل هذا الكلام عندما تقرأه". وقال: "إن الموضوع الأساسي هو أن وزير الخارجية يضع في تصريحاته الأمور في نصابها، ومؤخرا جاءت تصريحاته في موضوع التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها مصر، واليوم نقول لحماس إن التلاعب بالأفكار والتحايل على الدور المصري وعلى تلك الوثيقة أمر لن تسمح به القاهرة". وقال زكي: "أعتقد أنه فهم الرسالة وتصريحاته الأخيرة، (أي الزهار)، تعكس إحباطه من عدم تجاوب القاهرة مع صيغ التحايل المقترحة".

وردا على سؤال عما إذا كان الموقف بشأن المصالحة طرح وثيقة جديدة بجانب الوثيقة المصرية، قال زكى: "إن ما وصلنا هو أن المطروح إقامة مسار حواري جديد بين فتح وحماس ينتج عنه وثيقة جديدة مع إمكانية التوقيع على الوثيقة الحالية، وهذا الأمر يعني عمليا أن الحوار يمكن أن يستمر لفترة مفتوحة من الزمن على نقاط لا يمكن حسمها بشكل سريع أو في أفق قريب، وهو ما يوفر لحماس مخرجا ممتازا يسمح بأن تتخلص من أعباء اللوم الفلسطيني والعربي لها باعتبارها الجانب المعطل للمصالحة، كما يسمح بأن تستمر بالقبض على زمام قطاع غزة حتى ينتهي الحوار الجديد، وهي فترة مفتوحة من الزمن وتبقى المصالحة في مكانها وفي حلقة مفرغة، وهو الأمر الذي يضاعف من الأضرار على الوضع الفلسطيني السيئ أصلا.

وأشار زكي إلى أن مقترح حماس هو الاستبدال بالدور المصري دورا عربيا، من منطلق الزعم بتراجع الدور المصري، وكذلك إعطاء المباركة لجهود يفترض أن تبذل.. وتابع قائلا: "مع الأسف، مثل هذه الأفكار يقصد بها إلهاء الرأي العام عن حقيقة الموقف التي تتمثل في استمرار رفض حماس الانخراط الجدي في عملية المصالحة والتوقيع على الوثيقة والبدء في السماح للسلطة الوطنية الشرعية بالعودة إلى قطاع غزة، وهذه المساعي تهدف إلى محاولة تحميل مصر مسؤولية تعطيل جهد المصالحة وهي محاولات مكشوفة ومرفوضة".

وردا على سؤال من يعطل المصالحة، قال زكي: "إن موقف مصر هو أن تصريحات الزهار، ولو أنه لا يملك من أمر قيادة حماس شيئا، هو مثله مثل آخرين داخل القطاع ليس لهم تأثير على قيادة الخارج التي تتحكم في كل شيء، وهم يسعون قدر إمكانهم للظهور بأن حركة حماس موحدة والحقيقة غير ذلك، ونحن نعلمها تماما، وللأسف فإن الأجندة لها ارتباطاتها غير الفلسطينية وهو ما يعيق تحقيق المصالحة، وبالتالي يعيق استرجاع الفلسطينيين الحد الأدنى من وحدة الصف في هذه الأوقات العصيبة".

وردا على سؤال عما إذا كان الوضع سيبقى على ما هو عليه، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية: "أنصح كوادر الحركة وبعض قياداتها من العقلاء بالكف عن استفزاز مصر، لأن الرد سيكون سخيفا وسوف يضعهم في مزيد من الحرج، كما أنصحهم بأن يتوقفوا عن تحريض مشايخهم داخل القطاع ضد مصر وقياداتها ومسؤوليها، لأن تلك الأمور لا تؤخذ باستخفاف".

حماس: لا خلافات مع مصر وتصريحات زكي مرفوضة

من ناجيته نفى القيادي بحركة حماس أيمن طه اليوم السبت وجود خلافات بين مواقف حركة حماس في الداخل والخارج، مبينا ان تصريحات السفير حسام زكي غير مقبولة ولا تأتي في مكانها.

وقال طه في تصريحات متلفزه لقناة العربية ان الدكتور محمود الزهار لم يدعو الى استبدال الوساطة المصرية في المصالحة الداخلية الفلسطينية، مؤكدا ان حركته دائما ما تقول أن الدور المصري هو دور رائد، مستغربا من تصريحات السفير حسام زكي في هذا الوقت الذي يشهد فيه ملف المصالحة حراكا وان هناك بصيص أمل.

وأوضح ان هذه التصريحات قد تعيد الأمور الى الوراء "ان كل الاتصالات التي تجرى بين فتح وحماس تأتي تحت المظلة المصرية وان القاهرة ليس خارج هذا الموضوع على الإطلاق" متسائلا "ماذا تخدم هذه التصريحات في هذا الوقت؟".

وطالب القيادة المصرية وبالتحديد وزارة الخارجية بوقف هذا التصعيد "لان هذا لا يخدم موضوع المصالحة ولا يخدم القضية الفلسطينية بل تزيد الأمور تعقيداً".