وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكهرباء.. حلم غزة متى يتحقق؟

نشر بتاريخ: 26/06/2010 ( آخر تحديث: 26/06/2010 الساعة: 14:59 )
غزة- معا- لا يمكن التنبؤ بموعد نهائي لأزمة الكهرباء في قطاع غزة، فقد بدأت مع قصف اسرائيلي لمحطة التوليد الوحيدة بالقطاع قبل أربع سنوات لتجعلها تعمل بمولد واحد فقط بدلا عن ثلاثة، ومساء امس الجمعة أعلن عن توقف هذا المولد والسبب ليس القصف الاسرائيلي بل عدم تزويده بالوقود اللازم ليمد المواطنين بالكهرباء ومجددا تشتعل الزمة السياسية جراء الانقسام لتصل إلى أهم أركان الحياة.

وتشتعل الأزمة لتطال كافة مناحي الحياة منبئة بكوارث كبيرة على مستويات متعددة، ليس أولها المجال الصحي حيث توقف تدريجي للمولدات الخاصة بالمشافي إلى كارثة بيئية جراء محاولة المواطنين والمحال التجارية التغلب على الأزمة بمولدات خاصة أو على المستوى التعليمي خاصة بعد دخول طلبة الثانوية العامة أسبوعهم الأخير في امتحاناتهم النهائية.

وبالأمس توقفت محطة التوليد الوحيدة بالقطاع ليحمل رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة المهندس كنعان عبيد المسؤولية لرئيس الوزراء د. سلام فياض الذي يتهم بأنه "لم يورد الوقود الصناعي للمحطة رغم مواصلة دفع الثمن من قبل غزة"، التي قال عبيد إنها أرسلت خلال الأسبوع الماضي 2 مليون دولار أميركي لوقود لم يصل.

وقال إن محطة توليد الكهرباء توقفت تماماً عن العمل مساء أمس، لأنه لم يتم تزويدها بكميات الوقود اللازمة لتشغيلها، مؤكداً أن العجز في الطاقة الكهربائية الموردة لمحافظات غزة سيصل 60 في المائة، محذراً من كارثة إنسانية كبيرة في المؤسسات الخدماتية خاصة المستشفيات.

وحمّل عبيد الحكومة برئاسة سلام فياض المسؤولية الكاملة عن توقف مولدات محطة الكهرباء بالقطاع عن العمل، مشيراً إلى أن قطاع غزة سيقتصر على الكهرباء الإسرائيلية والمصرية ما يعني أن انقطاع التيار الكهربائي سيصل إلى أكثر من 15 ساعة يومياً.

وحسب عبيد فإن ثلاث مصادر تُغذي قطاع غزة بالكهرباء، تتمثل بالخطوط الإسرائيلية التي تُنتج "120" ميغاوات، والخطوط المصرية التي تُنتج "16" ميغاوات، فيما تُنتج محطة توليد الكهرباء في غزة قبل تقليص الكمية "60"ميغاوات.

فيما قال جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة الكهرباء، إنه مع توقف محطة الكهرباء عن العمل سيعيش القطاع أزمة حادة جداً حيث سيرتفع عجز الكهرباء إلى أكثر من 60%.

وأوضح أن البرنامج الذي سيتم اعتماده في ضوء التطورات الجديدة، سيقوم على 6 ساعات كهرباء مقابل 12 ساعة بدون كهرباء في جميع محافظات قطاع غزة دون استثناء، وذلك بالاعتماد على الكهرباء الواردة من مصر وعبر خطوط التغذية القادمة من جهة الاحتلال.

وحذر من التداعيات الإنسانية الخطيرة لهذا الوضع الكارثي لا سيما مع ارتفاع درجة الحرارة، مشيراً إلى أن تداعيات انقطاع الكهرباء ستمس كافة القطاعات التجارية والصناعية والمرافق العامة والخدمات، وستؤثر على خدمات المياه والصرف الصحي المقدمة للمنازل.

وطالب الدردساوي كافة الجهات أن تتحمل مسؤولياتها لحل سريع للأزمة، مناشداً الجامعة العربية بالتحرك لتمويل الوقود اللازم للمحطة.

من جانبها طالبت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بحل عاجل لأزمة الكهرباء في قطاع غزة وإخراجها من دائرة التجاذبات السياسية، وقالت إن استمرار انقطاع التيار الكهربائي ولفترات زمنية طويلة ألحق أضراراً فادحة في كافة مجالات الحياة.

وأكد أنور جمعة الناطق الإعلامي للجبهة في قطاع غزة إن نحو المليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في غزة يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية جراء إنقطاع الكهرباء لنحو 12 ساعة يومياً الأمر الذي أدى إلى شبه شلل في كافة النشاطات الاقتصادية علاوة على معاناة المواطنين خاصة الأطفال و الطلاب و المرضى الذي يعتمد علاجهم على الأجهزة الكهربائية.

وطالب جمعة كافة الأطراف بالالتزام بتنفيذ الاتفاق الذي تم بين الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة وممثلين عن شركة توزيع الكهرباء بغزة قبل نحو شهرين في إبريل الماضي والذي قضى بأن تقوم شركة توزيع الكهرباء بتحويل الإيرادات والأموال التي تحصلها من المشتركين في قطاع غزة وبعد خصم المتطلبات التشغيلية للشركة إلى سلطة الطاقة في رام الله والتي عليها تسديد ثمن الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة.