وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون ** بقلم: فايز نصار

نشر بتاريخ: 28/06/2010 ( آخر تحديث: 28/06/2010 الساعة: 12:56 )
خيبة دومنيك !!

لا يختلف اثنان على كون المدرب الفرنسي ريمون دومنيك هو الخائب الأكبر في المونديال الإفريقي ، ليس لكونه بهدل ديكة فرنسا الزرق ، وأخرجهم من الباب الخلفي فقط ، وإنما لقيامه بتصرفات رياضية توصف بالمشينة في دفاتر كرة القدم .

ولا اعني هنا أن مسيو دومينيك تنكر لخلق الفرسان ، برفضه مصافحة الدمث كارلوس البرتو بيريرا ، بعد موقعة انهزم فيها الفرنسيون شر هزيمة ، وإنما اقصد جملة الخيارات الفنية التي أقدم عليها خائب فرنسا ، قبل وأثناء وبعد المشاركة الفرنسية الهزيلة في مونديال العم مانديلا .

وما يهمنا هنا الخيار الفني ، الذي لأي يبدو بريئا ، ووصف بالعنصري ، بعد رفض دومينيك استدعاء أي لاعب فرنسي من أصول عربية ، فكان الضحية كريم بن زيما وسمير نصري من أصول جزائرية ، وحاتم بن عرفة من أصول تونسية ، والثلاثة – يا جماعة الخير – يستطيعون اللعب في أي منتخب من المنتخبات التي زينت لوحات المونديال ، وأي مدرب في هذه المعمورة يتمنى لو أن نجم ريال مدريد بن زيما بين نجومه ... وأي فني مبتدئ يعلم أن رسام الارسنال سمير نصري يستطيع أن يكون من العشرة المبشرين بالتألق في جوهانسبورغ وبريتوريا ، وأي مراهق رياضي يدرك أن أشول مرسيليا حاتم بن عرفة قادر على قلب كل الأمور المونديالية عندما يلعب بالتجلى !

كل هذه الأمور لم يفهما دومينيك ، وفضل خيار تيري هنري ، الذي أتى عليه حين من الدهر أصبح فيها رهين دكة الاحتياط ، وجبريل سيسسي ، القادم من دوري اليونان، دون ان يقدم في حياته إضافة تؤكد انه أفضل من الثلاثي العربي !

والقضية هنا تطرح ملف التجنيس العربي في منتخبات أوروبا ، حيث يتألق الآن التونسي الأصل سامي خضيرة مع المانشافت ، الى جانب الجار التركي مسعود أوزل ، وقبل ذلك لم يثبت عربي نفسه في المنتخب الفرنسي كما فعل الكابتن زين الدين زيدان ، الذي نطح مرمى البرازيل مرتين في مونديال باريس ، محققا الفوز بكأس العالم ، ونطح في الثالثة الايطالي غير المحتشم ماتيرازي ، لتخرج فرنسا وصيفة ، وذلك اضعف الايمان ، قبل البدع الدومينيكية ، التي بهدلت أحفاد جول ريمه .. ولا ننسى هنا التألق المحدود لسليل الخضراء التونسي صبري العموشي ، الذي لعب فترات متقطعة في الصفوف الفرنسية .

اذكر بن زيما وزيدان على وجه الخصوص ، بعد مشاركة الجزائر في المونديال ، وخروجها من الدور الأول ، بالنظر للعقم الهجومي غير المبرر ، لأن منتخب الجزائر قدم في المونديال حارسا رائعا ، وخطي دفاع ووسط جيدين، فيما أصاب الشلل التام خط الهجوم ، الذي لم يعرف طريقا للمرمى ، لأن الشيخ الدمث رابح سعدان راهن على المحترفين غزال وجبور ، على حساب نجم اتحاد جدة زياية ، ونجم وفاق سطيف حاج عيسى ، فخيب المحترفان أمل الشيخ الجليل ، وخرجت الجزائر بانتكاسة في الخط الأمامي ،، جعلت محبي محاربي الصحراء يترحمون على أيام كان فيها مهاجمو الجزائر يصنعون الحدث ، عندما كان في صفوفهم ماجر وبلومي وعصاد ومناد وبن ساولة وجمال زيدان ومصطفى دحلب ... وغيرهم من النجوم الذي طالما جلدوا الحراس العرب والعجم !

نعم كان الخط الأمامي للجزائر عقيما ، ولم يكن ينقصه الا نجوم من طينة ماجر وبلومي ، أو من طينة بن زيمة ونصري ، وكلاهما ينحدران من أصول جزائرية ، ولم يدر بخلدهما أن الخيارات العنصرية لدومنيك ستبعدهما عن المونديال ، ويبدو أنهما الآن يضربان الكف بالكف ، نادمين على عدم اختيارهما للمنتخب الأخضر ، الذي كان سيكفل لهما الحظوة المونديالية ، وكانا سيضمنان له المطاليب الهجومية ، التي قد تغير وجه المشاركة الجزائرية ، وتذهب بالخضر بعيدا ، لأنه لم يكن ينقص الجزائر إلا النجم الذي يهز الشباك .

تصرف دومينيك مع نجوم العرب لن يمر مرور الكرام ن لأن نجوم العرب سيفكرون ألف مرة مستقبلا قبل اختيار الأزرق الفرنسي ، كما فعل نجم لازيو الجزائري مراد مقني ، الذي اختار المهاجمة مع الجزائر ، قبل أن تحرمه الإصابة اللعينة من محاولة فك العقدة الهجومية لأبناء سعدان .

وقبل ذلك ينبغي على الاتحادات العربية ، وخاصة في شمال إفريقيا التحرك مبكرا ، والتعرف على النجوم المهاجرين ، وجلبهم لمنتخبات الفئات السنية ، لضمان تسجيلهم .. وهذا ما يعمل عليه رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة ، الذي قد يقترح على الفيفا تغييرا في القوانين يسمح للجزائر باسترجاع بن زيما ونصري ، ويسمح لتونس باسترجاع بن عرفة ؟

والحديث ذو شجون .