وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عائلة أبوناب: من استيلاء بجورة العناب إلى قرار غيابي بالإخلاء من سلوان

نشر بتاريخ: 28/06/2010 ( آخر تحديث: 29/06/2010 الساعة: 09:30 )
القدس -معا- تنتهي في الرابع من تموز القادم المهلة التي أعطيت لعائلة أبو ناب المقدسية لإخلاء منزلها الكائن في حارة الرجبي –بطن الهوى- في سلوان جنوب المسجد الأقصى بعد أن ادعى مستوطنون يهود أن البيت الذي تقيم فيه عائلة أبو ناب منذ العام 1948 مملوك ليهود من طائفة اليمن كانوا تركوه في أعقاب حرب عام 48.

ولعائلة أبو ناب التي حاول مستوطنون يهود الاستيلاء على ممتلكاتها الليلة الماضية وشهد محيطها مواجهات عنيفة أوقعت عشرات المصابين من النساء والأطفال والمسنين، حكاية لا يعلمها كثيرون فيما يتعلق بأملاك هذه العائلة المقدسية التي فقدتها عشية حرب عام 48 والواقعة في جورة العناب إلى الغرب من سور البلدة القديمة حيث كان لهذه العائلة عقار ضخم وأرض تزيد مساحتها عن خمسة دونمات بات العقار أثرا بعد عين لم يبق منه الإسرائيليون سوى قوس حجري، أما الأرض فباتت في مساحتها المتبقية حديقة ومتنزه يعرف بحديقة الجرس.

وفي أفادته إلى وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية روى المواطن عبد الله احمد سالم أبو ناب في الرابعة والخمسين من عمره حكاية هذا البيت الذي فقدته عائلته، ما اضطرها للانتقال بعد الحرب إلى بلدة سلوان المتاخمة لجورة العناب والاستقرار في بيت مهجور كان خرابا وتم استئجاره من قبل أحد المتصرفين فيه، قبل أن تقوم العائلة بترميمه وإعادة بنائه وتحويله إلى مسكن يؤوي أفراد العائلة التي نكبت بفقد عقارها وأرضها في جورة العناب، وظلت تعيش فيه دون أن ينغص أحد عيشها إلى أن ظهر من يدعي ملكية البيت الجديد والإدعاء بأنه كنيس يهودي.

ويقول المواطن أبو ناب في شهادته لمركز القدس" في عام 1948 هاجرت أسرتي المكونة في حينه من 12 نفرا من جورة العناب - غرب أسوار البلدة القديمة من القدس إلى بلدة سلوان حيث تم استئجار بيت من المواطن كايد رجب بمبلغ 18 دينارا أردنيا سنويا، علما أن البيت كان خرابا وبحاجة إلى إعادة ترميم وبناء. وبعد احتلال القدس عام 1967 ذهبنا إلى جورة العناب لرؤية منزلنا وقريتنا ، فوجدنا المنزل على حاله فارغا من السكان وكان عبارة عن طابقين تحيط بهما البساتين .وفي عام 1973 تم هدم القرية بالكامل. وفي العام 1977 زار العائلة موظف من مكتب حارس أملاك الغائبين ، وكنت أنا حينها خارج البلاد ، وطلب من والدتي وأشقائي تقديم إفادة في مكتب حارس أملاك الغائبين حول الكيفية التي انتقلنا فيها للسكن في سلوان، ومتى كان ذلك، علما بأن حارس أملاك الغائبين كان يستدعي والدتي وأشقائي مرة واحدة كل عام ليطلب منهم الرحيل عن المنزل البالغة مساحته 200 م مربع ، مقابل دفع عائد مادي مناسب إلا أن العائلة كانت ترفض هذا العرض .

في عام 1996 كنت قد عدت إلى البلاد من دول الخليج ،فذهبت أنا وأمي وأشقائي هذه المرة ، وقلت لحارس أملاك الغائبين بأننا ندفع بدل الإيجار السنوي لمن سمح لأسرتي بالإقامة في البيت منذ العام 1948 ، وهو كايد رجب ، وكان يملك البيت وخمسة دونمات أخرى تحيط بالمنزل حيث باع أربعة دونمات منها لمواطنين مقدسيين يقيمون في الجوار.

في عام 1999 تلقيت أمرا صادرا عن بلدية القدس الإسرائيلية تطلب مني هدم منزل صغير مساحته 70 مترا مربعا بجانب البيت الأصلي للعائلة ، وقد نفذت الأمر وهدمت المنزل بيدي.

وفي عام 2007 وصلنا كتاب صادر عن جمعية استيطانية لا اذكر اسمها تطالبنا بالرحيل عن المنزل ، لان ملكية المنزل تعود للمستوطنين قبل قيام إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت ونحن نخوض صراعا في المحاكم ، حيث ابرز المستوطنون ورقة تفيد بأنهم أصحاب الأرض الموجود عليها المنزل، ولكن قبل شهرين أو ثلاثة استطاع محامي عائلة دويك التي تقيم بجوارنا إثبات تزوير الورقة التي بحوزة المستوطنين ، وكانت عائلة دويك قد اشترت الأرض من كايد رجب وأقامت عليها منزلها والذي تدعي الجمعية الاستيطانية أنها المالك الحقيقي للأرض المقام عليها منزلنا ومنزلهم، وفي يوم الأربعاء الموافق 23/6/2010 وبينما كنت أشاهد التلفاز، قرأت خبرا على الشريط الإخباري يفيد بأن هناك "قرارا بأخلاء عائلة أبو ناب من منزلها في سلوان "، فاتصلت بالمحامي محمد دحلة على الفور ، وهو المحامي الذي يتابع القضية الخاصة بمنزلنا، لكنه قال لي بأنه لم يستلم أي قرار من محكمة الصلح حول إخلاء المنزل ، وانه لم تعقد أي جلسة محكمة لمناقشة الموضوع، وأنه سينظر في الأمر يوم الأحد القادم الموافق 27/6/2010.

يذكر بأن المحامي دحلة كان قد طلب تأجيل جلسة للمحكمة، وكان من المفروض أن تعقد قبل 3 شهور ، وقد تم ذلك".

ويتكون المنزل من طابقين وتبلغ مساحته 400 متر مربع، ويقيم فيه 10 عائلات، أي 55 نفرا هم أشقائي وأبناؤهم وأنا وعائلتي ونصفهم من الأطفال" .