وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم وصابرين:تقييم برنامج الموسيقى للجميع في عامه الرابع بدعم نرويجي

نشر بتاريخ: 19/06/2006 ( آخر تحديث: 19/06/2006 الساعة: 22:13 )
رام الله - معا - ناقش تربويون ومختصون في التربية الموسيقية على مدار الثلاثة أيام السابقة في فندق جراند بارك نتائج تقييم برنامج الموسيقى للجميع، حيث تم عرض آراء المشاركين في البرنامج الذي يطبق بالتعاون ما بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة "صابرين للتطوير الفني"، بحضور بصري صالح مدير عام العلاقات الدولية والعامة وإلهام عبد القادر مدير عام النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم، وممثلوا مؤسسة صابرين، ووفد مؤسسة نوراد الداعمة للبرنامج.

فقد عرض فريق التقييم المكون من خبيرتين محليتين وخبير نرويجي نتاج الآراء التربوية والفنية بناء على ماتم تجريبه في الميدان التربوي.

وقد ذكرت الخبيرتان حنان عاروري وهيفاء أسعد والخبير النرويجي جونز أنه تم الانطلاق من عدة محاور للتقييم منها مدى ملاءمة البرنامج للمدارس الفلسطينية، ومدى فعاليته من حيث تحقيق الأهداف التي وضعت من قبل، والكفاءة والتأثير.

في المحور الأول ذكرت حنان عاروري أنه في ظل التطبيق على مدار سنوات البرنامج ثبت أن هناك حاجة فلسطينية للتربية الموسيقية، والذي كان أصلا استجابة للمؤتمر الأول الذي نظمته صابرين والوزارة عام1998 ، والذي فيه تم وضع الحاجات وفحص الخبرات والقدرات الفنية والذي اتفق مع رؤية الوزارة في النهوض بالموسيقى المدرسية.

وفي المحور الثاني المتعلق بمدى تنفيذ الأهداف وفاعلية الأداء، أشارت عاروري الى أن الآراء المستطلعة من معلمي الموسيقى ومعلمي المرحلة التكاملية والمشرفين ومسؤولي الوزارة، والتي أجمعت على أن التدريب الذي تلقاه المعلمون ساهم بشكل رئيس في تطوير معلوماتهم ووعيهم الموسيقي وقدراتهم كمعلمين، وأنه أصبح لديهم قدرة على إخراج العروض، في حين ذكرت الباحثة المقيمة بشكل خاص رأي معلمي المرحلة التكاملية للصفوف الأولى الذين ذكروا أنهم وظفوا خبراتهم الموسيقية في عملية التعلم الفعال والحيوي، وتقريب المسافة بين المعلم والطالب، مطالبين بتعليمهم على الأدوات الموسيقية ومتابعتهم أكثر حتى يصلوا مرحلة التمكين. كما أشارت الى آراء معلمي الموسيقى في دليل"أفكار في التربية الموسيقية" الذي أنتجته صابرين، حيث طالبوا بتدريبهم عليه أكثر وبلورة الدليل وتعديله بعد التجريب في المدارس المشاركة وتبسيط لغته، والاستفادة من المصادر التربوية في هذا المجال.

كما أشاروا الى الصعوبات التي يقابلونها في العمل من حيث عدم الفهم الكامل للمصطلحات، وزيادة عدد الطلبة في الصف، وكثافة المناهج.
من حيث التأثير التربوي قالت هيفاء الأسعد أنه من الأهمية ذكر ملاحظة رفع الوعي الموسيقي على أكثر من صعيد، منها صعيد المجتمع الذي استجاب للنوادي الموسيقية خارج المدرسة وتشجيع الفتيان والفتيات على السواء للمشاركة فيها، مشيرة الى أن التربية الموسيقية أصبحت مكونا رئيسا وأصيلا في البناء والنظام التربويين.

من جهة أخرى عرضت الأسعد رأي الدكتورة جاكلين صفير من جامعة بيت لحم حول وجود تعددية في فهم الأطراف المشاركة في البرنامج، بالإضافة الى تميز النظام الرسمي في التربية الموسيقية بالتعليم الذي يتم عن طريق الإرسال والاستقبال، وتميز برنامج الموسيقى للجميع بالتعلم الفاعل الذي يمنح الطلبة دورا أكبر في التعلم والممارسة، مطالبة في الوقت نفسه بتجاوز مفهوم توظيف الموسيقى في تعليم المباحث الى تعليم الموسيقى كعلم.

وكانت رلى دغمان منسقة البرنامج في مؤسسة صابرين قد استعرضت نشاة وإنجازات البرنامج على مدار سنواته الأربع، وأهدافه بالنهوض في التربية الموسيقة عن طرق التدريب والتشبيك والإنتاجات الفنية وتطوير المصادر والموارد، مشيرة الى ملامح تطور البرنامج في العام المقبل من حيث التركيز على الإنتاجات الموسيقية في مجال أغاني الشباب والأغاني الدينية والفلكلورية، وأغاني الأطفال، وتوفير موارد لمعلمي الصفوف الأولى من الأول حتى الرابع الأساسي، وعقد مهرجانات وتوسيع الأندية الموسيقية والتدريب على مهارات تقنية العروض في الصوت والإضاءة، وتفعيل عرض الموسيقى من خلال الفنون الأخرى كالفن التشكيلي والدبكة والدراما، وذلك استجابة لحاجة الطلبة لسماع موسيقى وغناء وعدم الاقتصار على الحصة الصفية، والتفكير بإنشاء مركز خاص للتربية الموسيقية في كل مديرية يتواجد فيه مدربون وموسيقيون وأدوات كي يستفيد منها المعلمون في المديرية وذلك لصعوبة التنقل والحصار.

في السياق نفسه، ثمن جورج غطاس المدير الإداري لصابرين دور الوزارة في تعيين معلمي موسيقى ومشرفين في المديريات يتابعونهم، مبينا أن أسلوب العمل في البرنامج اعتمد على النظرة الشمولية والتي وضعت في اعتبارها المعلمين والمشرفين والأماكن والمواد والمصادر والأدوات والموسيقيين.

أما سعيد مراد مدير عام "صابرين فقد علق على أسلوب ومنطلقات التقييم وذكر أن ما ميز الندوة التي عرضت فيها الآراء الأولية لتقييم برنامج " الموسيقى للجميع" هو أن التقييم لم ينطلق من المؤسستين: التربوية الحكومية والفنية غير الحكومية، بل جاء من خبراء من خارجهما، وذلك لمنح البرنامج مزيدا من المصداقية والحيادية.

وأضاف مراد أن التقييم لم يكن خارجيا فقط بل واستند في الوقت نفسه الى جميع الأطراف المشاركة في تنفيذ البرنامج، سواء أكانوا معلمي موسيقى، أو معلمي المرحلة التكاملية، أو مشرفي الموسيقى في المديريات ومسؤولي الأنشطة التربوية في الوزارة، والفنانين الموسيقيين والمشرفين الفنيين والإداريين في صابرين وقسم الموسيقى في الوزارة، بحيث لم يستثن أي مشارك، ليعبر عن رأيه عما عايشه من تطبيق للبرنامج على مدار سنواته الأربع.

ورأى مراد أن نشر البرنامج وتعميمه يحتاج الى إمكانيات أكثر لتواكب متطلبات المعلمين والمدارس والنوادي، حيث تطالب المدارس بإنشاء الفرق والجوقات، وامتلاك آلات موسيقية، كما أن البرنامج بحاجة لعاملين ومختصين ليصبح متمكنا قادرا على الاستمرار والمراكمة.

وقد شكر الفنان سعيد مراد معهد ريكونسيرتنه شريك مؤسسة صابرين ووزارة التربية في تطبيق البرنامج والذي تدعمه مؤسسة نوراد النرويجية.
وقد أثنى ساهر ياسين رئيس قسم الموسيقى في الوزارة على التقييم، ورأى أن التقييم يعد رائدا في مجال التعاون بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، مضيفا أن الوزارة سعيدة أن البرنامج يتم بالتعاون معها في جميع المستويات من حيث التخطيط والتنفيذ والتقييم المستمر.