الفروسية في غزة ... هواية للحسناوات والفرسان

غزة- معا – ايمن ابو شنب - في ساعات مساء جميل يفوح بعطر مساء بارد على ارض خضراء مبتسمة, حيث كانت أمواج البحر على موعد مع صهيل الخيول وهواة الفروسية التي تحيطهم أهازيج من المشجعين.

اللهفة كانت واضحة على الفتيات والفتية الذين يأتون لنادي الفيصل للفروسية الذي يطل على ساحل بحر مدينة غزة مبكرا لممارسة هوايتهم ويقومون بغسل خيولهم تمهيدا لركوبها داخل مضمار التدريب .

حواجز القفز متعددة الأشكال والأسماء تنتظر من ينجح في قفزها ليقوم المشجع المدرب والأحبة بالتصفيق له ، ركوب الخيل هواية جمعت حسناوات وفرسان في غزة لإخراج طاقتهم الكامنة, تعبيرا عن حبهم لهذه الهواية العربية الأصيلة.

الفارس طاهر الخزندار 19 عاما الذي كان يستعد لركوب الخيل قال:"أنا أمارس هوايتي الفروسية منذ عام وتعطي الشجاعة والشهامة للشاب, ولا ارغب في غيرها" ، وأشار الفارس الخزندار لمراسل معا في غزة إلى أن : الفروسية أصالة العرب خاصة والفلسطينيين, ومعربا عن سعادته عندما يكون في التدريب.

أما الفارس نضال أبو كرش ابن 11 عاما أضاف :" أنا وصلت في التدريب مرحلة الجري السريع واستطيع التحكم بالخيل تمام", موضحا أن الفروسية هوايتي المفضلة. وتابع :"انه سيستمر في التدريب على الخيل حتى أصبح فارسا وامثل فلسطين في الخارج.

الإرهاق والتعب كان واضحا على إحدى المشاركات في النادي شادن البيومي 17 عاما عندما أنهت تدريبها على الخيل والتي قالت لمرسل معا :"إن الفروسية هوايتي وهي رياضة ممتعة, وهي أيضا فرصة للترفية ومسلية. وأضافت شادن إن هذه الهواية أخذتها من أخي الأكبر مني سنا وسام الذي كان يتدرب بالنادي والذي شارك في عدة بطولات.

وأوضحت روان الدردساوي التي كانت تستعد للصعود على الخيل أنها أصبحت متمكنة وتجيد ركوب الخيل منذ 3 سنوات, مشيرة أنها تدربت في عدة نوادي في غزة .

ريم الحافي بنت 20عاما قالت هذه هواية جديدة للفتيات ولم تكن في السابق بسبب العادات والتقاليد".

المدرب احمد عبد العال الذي يعمل منذ 5 سنوات في تدريب الفروسية أكد أن الهدف نشر جميع أنواع الرياضة في غزة دون الاقتصار على شي معين, مشيرا إلى وجود إقبال شبة يومي خاصة في الإجازة الصيفية على ممارسة هذه الهواية لدى الجميع.

وبين المدرب يوجد بالنادي30 طالب و15 طالبة دائمين يقومون بممارسة هواياتهم والذين اصحبوا قادرين على التعامل مع الخيل, مشيرا إلى وجود تفاوت في الأعمار من 10 عاما حتى 40 عاما, مشيرا إلى أن رسوم الاشتراك بالنادي 250 شيقل شهريا.

وأكد المدرب أن العمل في هذه المهنة تحتاج إلى شهادات وخبرة وليس باستطاعة أي إنسان أن يكون قادر على التعامل مع الخيل, موضحا أن الشهادات تأخذ من النادي أو الاتحاد الفلسطيني للفروسية والمشاركة في المسابقات خارج الوطن لزيادة الخبرة.

وقال احمد عبد العال:" انه يوجد في النادي 40 خيلا من ذكر أو أنثي ذو خبرة ومهارة في التدريب".

وتحدث المدرب لمراسل معا في غزة عن مراحل التدريب : التي تتمثل في تأسيس الفارس على ركوب الخيل, ومهارات الفارس أثناء ركوب الخيل مثل قفز الحواجز ولتي يقوم النادي بتدريبها لمشتركيه.

وعن مواصفات الزي الخاص بالفروسية بين المدرب منها الخوذة والحذاء الطويل والعصا, مشيرا إلى أسماء الحواجز التي يتم القفز عنها مثل لايت, اوكسر , تربل, عنكبوتي, مائي, وحواجز طبيعية.

واضاف المدرب انه يوجد بالنادي مضمار للتدريب طوله 60 مترا في عرض 40 متر ذو مقياس دولي, وموضحا ان النادي يقوم بالمشاركة في المسابقات الداخلية والخارجية, مشيرا إلى أن النادي سيقوم النادي بتاريخ15 /7 بعقد بطولة إلى جمع مشتركيه.

وتابع :"شاركنا في خارج الوطن بمسابقات وهناك عدد من فرسان النادي حققوا نتائج وانجازات مهمة مثل الفارس مصطفي الغلاييني طارق الريفي دانه ابو رمضان رانية السقا.

وعن تأثير الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أربعة سنوات قال :"عبد العال هناك تاثير كبير الذي منعنا من إدخال خيول سواء من إسرائيل وسوريا ومصر". وأضاف المدرب أن رياضة الفروسية تدخل في علاج الغضروف وتخفيف الوزن والياقة البدينة العالية.