وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فتيات في الاردن يتابعن مونديال كأس العالم يفضلن إيطاليا لوسامة لاعبيها ويرسمن على خدودهن أعلام الدول

نشر بتاريخ: 20/06/2006 ( آخر تحديث: 20/06/2006 الساعة: 12:02 )
عمّان- الغد - معا- على خلاف ما هو متعارف من تفضيل الشباب للعبة كرة القدم إلا أن الحماسة التي أبدتها الشابة ريم وصديقاتها خلال مباراة ايطاليا واميركا أول من أمس في " البوكس ات كافيه " الذي ازدحم بالمتابعين من الجنسين كان يفوق حماسة كثير من الشباب المتابعين للمباراة.

وتقول إسلام الشوملي في تقرير لها بعمان انه ورغم ما رسمته ريم على وجهها من خطوط ثلاثة باللون الأحمر والأبيض والأخضر وهي ألوان علم ايطاليا وارتدائها تي شيرت الفريق الإيطالي مدونا عليه رقم(5) وهو رقم كابتن الفريق الايطالي سافيو كانافارو المفضل لديها، إلا أن الحماسة والتشجيع لم يقتصرا على الشكل الظاهري كما هو شأن كثير من الفتيات اللائي يجدن في ذلك مجاراة للأحداث تماماً كمجاراة الموضة والأزياء.

ويظهر ذلك بالحديث والتعليقات التي تطرحها ريم على صديقاتها خلال المباراة، فهي مطلعة على قوانين اللعبة وملمة بأسماء اللاعبين وأرقامهم، وتعزو ذلك لتفضيلها الشخصي ممارسة رياضة كرة القدم منذ الطفولة.

وتعتبر ريم التي تدرس العلوم السياسية في سنتها الجامعية الثانية أن من الممتع مشاهدة المباريات التي وصفتها بالحماسية في المقاهي لما يضفيه ذلك من أجواء وصفتها بـ"الاستثنائية". بيد أنها في الوقت نفسه تجد أن احتكار عرض المباريات لمصلحة قناة "اي. ار. تي"، حصر متابعتها بمباريات الفرق التي تشجعها فقط.

بدورها تشجع لاعبة التايكوندو المعتزلة والحكم الوطني زها التلهوني فريق البرازيل وتعزو ذلك إلى الأداء والأسلوب الجيدين وكذلك لامتلاكهم خبرة ومهارات عالية.

وعن متابعتها المباراة تقول "بحكم أنني رياضية فأنا على اطلاع بتفاصيل اللعب ولا أتابعها لمجرد مواكبة الاحداث الرياضية كما هو الحال مع كثير من الفتيات المتابعات".

وفي حين تبدي كثير من السيدات نوعا من الاستياء لهوس أزواجهم بكرة القدم، يختلف الأمر مع الشابة التي تعمل في مجال شؤون الموظفين في إحدى شركات الاتصال الخلوية. وتشرح لم يكن زوجي متابعاً لمباريات كرة القدم فكانت متابعته تقتصر على نهائيات كأس العالم. اما الآن فقد ازداد اهتمامه بمتابعة المباريات نظراً لمتابعتي المستمرة لها.

وتتابع التلهوني(24 عاماً) بأن معظم المباريات في المقاهي خارج المنزل، وفي بعض المباريات ذات التوقيت المبكر تتابعها عبر الانترنت ويكون التعليق بلغات أجنبية.

وتتفاوت كلفة المباراة من مكان لمكان تبعاً للخدمات المقدمة وطبيعة مكان العرض، مشيرة الى تفاوت الحد الادنى للطلب خلال عرض المباريات في بعض المطاعم أو المقاهي ما بين 5-15 دينارا.

وتحصر الطالبة الجامعية رشا ابو عيشة تشجيعها للفرق بفريقين هما ايطاليا والبرازيل، مفضلة بذلك فريق ايطاليا وأعضاءه النجوم الذين يلقون تشجيعاً كبيراً من الفتيات لوسامتهم.

ولا تتابع رشا(20 عاماً) مباريات كرة القدم بشكل عام، لكنها تجد في كأس العالم حدثاً استثنائياً له أجواؤه المميزة.

وبينما تتابع رشا معظم المباريات في المقاهي التي تعرض المونديال مع صديقاتها، تجد أن فترة المباريات شهدت مصروفاً اضافياً سببه تكلفة حضور المباريات التي تتراوح بين(5-8 ) دنانير للشخص الواحد.

أما أم كريم(48 عاماً) وهي أم لثلاثة أبناء وابنتين فتقتصر متابعتها لمباريات كأس العالم على مشاركة أفراد اسرتها في اهتمام يجمعهم بعد أن تمكنوا من فك التشفير، فهي غير مهتمة بشأن كرة القدم وغالباً ما تشجع الفريق الذي يجمع عليه غالبية أسرتها.

وعلى النقيض منها تبدي عبير خيري(40 عاماً) متابعة قوية لكرة القدم فهي تشجع فريق الأرجنتين منذ الثمانينيات، وخصوصاً الفترة التي لمع فيها اللاعب مارادونا في مونديال المكسيك العام 1986. وإلى جانب الأرجنتين فهي تشجع أيضاً البرازيل وتعزو تشجيعها لهذين الفرق كونهما يصنفان ضمن دول العالم الثالث التي تعاني من الفقر والبطالة كما هو الحال في دول عربية كثيرة.

وعند سؤال عبير عن تشجيعها الفرق العربية في مونديال ألمانيا ممثلة في السعودية وتونس أجابت "بالتأكيد أتمنى الفوز للمنتخبات العربية المشاركة ولكنني لا أدرجهم ضمن قائمة الفرق التي اشجعها لأنني لا أتوقع ان تمنحها هذه الفرق فرصة تشجيعها في الدوري النهائي".

بدورها تشجع الطالبة في تخصص المعالجة الرياضية نور الكالوتي فريق انجلترا وتعزو ذلك إلى"جمالية أداء اللاعبين" أكثر من استناده إلى وسامة لاعبي الفريق وهو السبب الذي يدفع كثيرا من الفتيات إلى تشجيع انجلترا.

واشتركت نور بـ(اي. آر. تي) لتتمكن من متابعة جميع المباريات. وتقول "درست في تخصصي الجامعي قوانين كرة القدم، لهذا أجد متعة أكبر في المتابعة".

وفي حين لم تتابع لغاية الآن المباريات في المقاهي على شاشات العرض تقول "التردد على المقاهي سيكون له نكهة خاصة في المباريات النهائية".

ولإضفاء مزيد من الحماسة تفضل نور متابعة المباريات مع أصدقاء لها يشجعون الفريق المضاد للفريق الذي تشجعه.

وتشجع هبة (22 عاماً) فريق البرتغال وتفضل تحديداً اللاعب لويس فيغو واللاعب البرازيلي رونالدو وتتابع مباريات كأس العالم في المنزل بعد ان تمكنت من فك تشفير القنوات الأوروبية التي تعرض المباريات.

وفي حين تبدي الشابة الجامعية في تخصص ادارة التأمين استياءها لعدم وجود تعليق عربي في المباريات التي تعرض على القمر الأوروبي تقول "حاولت إخفاض صوت التلفزيون والاعتماد على تعليق الراديو ولكن السيئ في الأمر أن الصورة تسبق الصوت فيبدو التعليق غير متناغم مع الصورة".

من جانبه، يبين الطالب الجامعي احمد العبداللات (21 عاماً) أنه تمكن وأصدقاءه من فك تشفير القنوات التي تعرض المباريات على القمر الأوروبي وهي باقة تابعة لسويسرا تتضمن خمس قنوات؛ ثلاث منها تنقل المباريات.

ويشرح بأن ذلك يتم عن طريق رمز مكون من أرقام وأحرف يتم إدخاله على جهاز الريسيفر. ويشير إلى أن صديقه تمكن من الوصول إلى الرمز عن طريق الانترنت، وبإدخاله ونشره بينهم وبين أصدقائه ومعارفه بات بإمكانهم متابعة المباريات بتعليق غير عربي، ويضيف أحمد هذا لا يمنع من الاستعانة بالراديو في هذه الحالة.

ويبين أحمد أن كثيرا من الناس يتابعون المباريات بهذه الطريقة أو حتى على القمر التركي وهو غير مشفر، لافتاً إلى أن هذه الخدمة باتت متوفرة عند المحلات المتخصصة بالستالايت، مشيراً إلى أن بعضهم يقدمها مقابل مبلغ يتراوح من(2-5) دنانير تقريباً.

ومن جانب آخر يتناول مقدم برنامج"عيش القدم" على راديو فن ومالك كافية خطار الكافية الرسمي لقناة "اي. آر. تي" في الاردن محمد المدفعي موضوع متابعة الفتيات لمباريات كأس العالم، لافتاً إلى عدم وجود تفاوت في العدد بين الحضور من الجنسين، ما يؤكد اقبال الفتيات على متابعة كأس العالم.

ويصنف المباريات التي تلعب بها فرق كل من ايطاليا، انجلترا، المانيا، الارجنتين، البرازيل، هولندا، إضافة إلى تونس والسعودية ضمن الفرق التي تحظى بأكبر نسبة متابعة من خلال عدد الحضور في الكافيه.

ويرى المدفعي ان الفتيات يفضلن متابعة نجوم الكرة أكثر من تفضيلهن متابعة كرة القدم كلعبة رياضية تخضع لقوانين وشروط. ويتابع "لهذا نجدهن الأكثر انجذاباً لمتابعة ايطاليا وانجلترا".

بدوره، يبين علي صلاح مدير "الكافيه" في بوكس آت كافيه الذي يعرض المباريات على شاشة ضخمة في الحديقة الخلفية المكشوفة أن حضور المباريات يلقى اقبالاً من الجنسين مع تفاوت الاهتمامات، مشيراً إلى تزايد اقبال الفتيات في مباريات ايطاليا وانجلترا.

وفي حين تتضمن متابعة الشباب للعبة الاهتمام بتفاصيلها وحيثياتها، يجد ان انشداد الشابات يكون أكبر نحو التشجيع والتحميس بعيداً أحيانا عن المعرفة بأبسط قوانين اللعبة.

ويبين أن الشابات أكثر اقبالاً على ارتداء قمصان الفرق المشاركة وحمل أعلامها أو حتى تلوين وجوههن برسومات لأعلام الدول المشاركة.

ويلاحظ علي صلاح أن أعداد الحضور تتأثر تبعاً لفرق المباراة وتوقيتها، مشيراً إلى أن المباريات المسائية تشهد حضورا اكبر من حضور المباريات مبكرة التوقيت، وفي الوقت نفسه لا يخفي أن المباريات المبكرة قد تلقى اقبالاً كبيراً عند اشتراك أحد الفرق الكبرى في المباراة كما حصل في مباراة الأرجنتين الأسبوع الماضي التي فازت فيها على صربيا 6/0.

ومن وجهة نظر علم الاجتماع، لا يربط استاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة د. حسين محادين عنصر الانفعال بالذكور او الاناث بقدر ما يربطه بغريزة الفوز والانتصار والاصطفاف مع القدوة الممثلة في الفريق الذي يشجعه الانسان بغض النظر عن الجمهور المتابع.

ويرى أن لعبة كرة القدم كانت الاسبق في "تجسيد عولمة المشاعر والاداء عند اللاعبين وعند الجمهور بجنسيه بحكم متابعته وانفعاله مع الفريق النجم الذي استطاع ان يعبر الجغرافيا واللغة ليتوحد كونياً على معنى يتمحور في فوز الفريق وهزيمة الفريق الآخر".

وينطلق من ذلك بحسب محادين حرص الدول الكبرى المتفوقة بالعلوم والاسلحة والحياة على فوز فرقها الرياضية المختلفة لاسيما في مسابقة كأس الكون الموحدة.

ويوضح محادين"تبرز هنا أوجه التشابه بين آلية العمل والتدحرج في الكرتين الكونيتين الكرة السياسية وتمثلها اميركا والغرب وكرة القدم بقيادتهما ايضاً، ويبقى على المشاهد العربي الجلوس على مقاعد التلقي السياسي والكروي، إلى جانب الاختصام جراء الانقسام نحو تأييد فريق دون آخر".

ومن جانب آخر، يربط محادين بين تقلص ساعات العمل في الحياة المعاصرة وبين زيادة ساعات الوقت الحر او وقت الفراغ بعلاقة عكسية.

ويجد ان الشباب يبحثون في ظل ارتفاع نسبة البطالة عن نوافذ تجعلهم اكثر تفاعلاً مع جغرافية امكنتهم فيشغلون اوقاتهم الحرة في منافسات هم فيها مشاهدون مستقلون فقط.