وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حمايل في قرية الجبعة - اهالي القرية اكدوا انه اول مسؤول بالسلطة يزورهم

نشر بتاريخ: 04/07/2010 ( آخر تحديث: 05/07/2010 الساعة: 09:41 )
بيت لحم -معا- في زيارة وصفها اهالي قرية الجبعة بالاولى من نوعها لمسؤول فلسطيني كبير منذ تاسيس السلطة الوطنية الفلسطينية زار محافظ محافظة بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل اليوم الاحد، قرية الجبعة الواقعة على حدود الخط الاخضر الى الغرب من محافظة بيت لحم.

القرية الواقعة الى الغرب من بيت لحم وتقع على حدود الخط الاخضر ويعاني سكانها حالة من التيه بالنسبة لتبعيتهم الادارية بين محافظتي بيت لحم والخليل، فتارة تحسب جغرافيا على الخليل وتارة تحسب اداريا على محافظة بيت لحم، يعانون كغيرهم من القرى ذات الموقع الاستراتيجي هجمة اسرائيلية منظمة طالت الغالبية العظمى من اراضيهم، فبحسب رئيس المجلس القروي بلغت مساحة الاراضي ستة عشر الف دونم عام 1948 وظلت تتناقص بعد عام 1967 وانتفاضة الاولى والثانية الى ان وصلت اليوم الى 300 دونم يقع 70 بالمائة منها في مناطق c الخاضعة للسيطرة الاسرائلية الكاملة .

اهالي القرية رأوا في زيارة المحافظ زيارة مهمة ان لم تكن تاريخية باعتبارها الاولى من نوعها لمسؤول على هذا المستوى من نوعها، مشيرين الى ان احد من المحافظين السابقين لم يزرهم ولا اعضاء المجلسين التشريعي الحالي والسابق ولا مسؤولي الدوائر الحكومية الا ما ندر موضحين ان الزيارة الوحيدة التي تمت كانت لرئيس وحدة مكافحة الجداربوارزة مواجهة الاستيطان لكنها مع الاسف لم تحقق شيئا .

وفي تفاصيل الزيارة اكد المحافظ حمايل على اعتذاره الشخصي واعتذاره عن كافة المسؤولين السابقين لعدم الحضور للقرية الا انه اكد ان هذا الغياب لم يكن بالمطلق مقصودا ، مشيرا الى ان الاشكالية حول التبعية ربما كان السبب، مؤكدا ان موقع هذه المنطقة يجب ان تؤدي الى نزاع بين المحافظيتن لمن سيكون المسؤول عنها باعتبارها ذخرا استراتيجيا وموقعا مهما على كافة الصعد السياسية والزراعية الاقتصادية والطبيعية فهذه المنطقة تعتبر من اجمل مناطق فلسطين واكثرها مصادرا للمياه وبالتالي نرى هنا الهجمة الاسرائيلية عليها والتضييق على سكانها .

وعبر المحافظ عن سعادته بزيارة القرية والتعرف باهلها وناسها ، مشيرا الى ان القرية ستكون على سلم اولويات السلطة الوطنية لانها تمثل شوكة في حلق الاحتلال الاسرائيلي الذي يستهدفها بشكل كبير، مشدا على انه ستكون لهذه الزيارة نتائج نابعة من كونها واجب وطني واخلاقي وديني لتعزيز صمود اهلها وتثبيتهم في هذا الجزء الاصيل من الارض المحتلة .

ووعد المحافظ حمايل اهالي القرية بانه سيعمل على ترتيب زيارة الى رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض الذي يهتم كثيرا بزيارة المناطق المهمشة وتقديم الدعم لها، مشيرا الى انه سيعمل ايضا على دعوة الوزراء كافة لزيارتها وعلى راسهم الوزير ماهر غنيم من اجل الوقوف عند حاجاتها الانسانية والسياسية الملحة .

واشار المحافظ الى اهمية تواصل اهالي القرية بمجلسها ومؤسساتها التنظيمية والاهلية مع الجهات المعنية، داعيا اياهم لان تكون القرية نموذجا للالتزام والتواصل محذرا من سياسات الاحتلال الرامية لنشر الفوضى في كافة محالات الحياة خصوصا في المتناطق التي تستهدفها اسرائيل وترمي من وراء هذا الاستهداف الى اجبار سكانها على الترحيل، داعيا في هذا الاطار الى التزام المجلس بنظام جدولة الديون المستحقة على المجلس حتى تتمكن الجخات المعنية من ادراجها على سلم الاولويات مؤكدا ان هذا الموضوع لن يكون عائقا امام تقديم الخدمات للقرية وسكانها .

واكد المحافظ انه ستواصل مع رئاسة الوزراء ووزارة المالية من اجل التخفيف من الديون عبر الغاء جزء منها وجدولة الجزء المستحق الاخر بشروط ميسرة تتوائم مع واقع الناس واوضاعهم الاقتصادية والمالية حتى يتسنى البدء بالعمل الجاد من اجل مساعدة القرية .

وطالب المحافظ حمايل اهالي القرية ممثلين بمجلسهم القروي وفصائلهم الوطنية وعلى راسها حركة فتح بتقديم طنب تتعلق بكافة القضايا التي تحدثوا عنها حتى يقوم بمتابعتهم لها مع كافة الوزارات ذات العلاقة بنفسه من اجل العمل على انهاء ما يمكن انهائه في اقرب وقت ممكن ووضع الخطط المستقبلية لدعم القرية والوقوف الى جانبها .

من جهتهم رحب اهالي القرية بالمحافظ حمايل والوفد المرافق له حيث رحب امين سركة حركة فتح بالقرية وسام حماد بالمحافظ وقدم له شرحا مفصلا عن تفاصيل القرية ومعاناتها المستمرة جراء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وابرزها اغلاق القرية ومحاولة عزلها عن محيطها الفلسطيني سواء في الخليل عبر اغلاق الطريق الرابط قريتهم بقرية صوريف او عبر الاجراءات على الطريق بين القرية وبيت لحم هذا بالاضافة الى تصنيف اراضي القرية المتبقية ضمن الاراضي المعروفة بجيم، مؤكدا ان اهالي القرية سيواصلون صمودهم فيها رغم هذه الهجمة والاهمال الذي يامل اهالي القرية بان لا يكون متعمدا
من ناحيته رحب رئيس المجلس المحلي احمد حمدان بالمحافظ حمايل، معربا عن امله وثقته باهتمام المحافظ مع اخالي القرى النائية والمهمشة مشيرا الى ان هذه الزيارة تعكس مدى الاهتمام بهذه القرى متمنيا ان تساهم هذه الزيارة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للقرية وسكانها .

وقدم رئيس القرية للمحافظ شرحا عن اهم احتياجات القرية وابرزها تعبيد مدخل القرية وشوارعها وتوسيعها وتعبيد ساحات المدارس وعدم كفاية الصفوف مثمنين تعاون مديرية التربية والتعليم ومديرها الاستاذ عبد الهس شكارنة الذي يتواصل مع القرية مشيرين الى وعد التربية ببناء طابق ثاني لمدرسة البنات للتخفيف من ازمة الطلاب وتوجههم لتلقي تعليهم في مدارس صوريف حيث يضطر الطلبة الى المشي نحو كيلو مترين للوصول الى صوريف نتيجة اغلاق الطريق بين القريتين ..

كما قدم حمدان للمحافظ شرحا عن الاشكالية مع شركة الكهرباء التي تطالب بمبالغ مالية عالية جدا لربط المناطق الجديدة بالقرية بالكهرباء وصلت الى مبالغ اعلى من تكلفة المنازل نفسها مما يثقل على اهالي القرية ويجعل من هذه البيون عرضة للهدم لعدم وجود سكانها فيها .

كما قدم اهالي القرية شرحا مفصلا عن وضع العيادة الطبية التي من المفروض ان يناوب بها الاطباء يومين في الاسبوع لكن على ارض الواقع لا يداوم الاطباء فيها مما اضاف اشكالية جدية لهم هذا بالاضافة الى افتقار هذه العيادة لاي مقومات طبية او ادارية، مطالبين المحافظ بحث الموضوع مع مديرية ووزارة الصحة الفلسطينية .

واكد رئيس مجلس الجبعة ان الحكومة لن تقدم اي دعم مباشر للقرية، مشيرا الى ان الدعم الذي تلقوه قادم من مؤسسات اجنبية ومؤسسات اهلية وان الدعم الوحيد من السلطة جاء عن طريق التعاون الالماني الذي قدم الطابق الاول من المدرسة كهدية عبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي وجه هذا التبرع الى القرية فيما لم يتم تلبية الوعود بالمساعدة التي قطعتها وزارة مواجهة الاستيطان للقرية خلال زيارة رئيس وحدة الجدار الاخ علي عامر قبل نحو عام .

كما دعا اهالي القرية المحافظ حمايل الى المساعدة في موضوع المواصلات من خلال تخصيص حافلات للنقل العام للقرية حيث لا يوجد حتى الان اي مجرى للخطوط بين القرية ومحافظة بيت لحم او محافظة الخليل هذا بالاضافة الى مطالبته بالعمل على فتح الريق بين قريتهم وقرية صوريف مما سيسهل عليهم وعلى ابنائهم الشيء الكثير .

بعد ذلك قام المحافظ برفقة اهالي القرية ومسؤوليها بجولة في الاراضي الزراعية واطلع على المؤسسات في القرية حيث زار مدارسها والعيادة الطبية فيها وزار الشارع الرابط بين الجبعة وصوريف والمغلق من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي حيث وعدهم بالعمل الجاد على حل كافة الاشكاليات التي تم طرحها مؤكدا ان زيارات حثيثة ومفيدة ستنفذ من قبل مسؤولي السلطة لقريتهم.