وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورحل أبو داوود: العقل المدبر لـ"عملية ميونخ" ومنفذ محاولة اغتيال الملك

نشر بتاريخ: 05/07/2010 ( آخر تحديث: 05/07/2010 الساعة: 17:02 )
بيت لحم- وكالات- معا- شيع في دمشق اول من امس السبت عضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد داوود عودة، العقل المدبر لعملية احتجاز رياضيين اسرائيليين رهائن اثناء الالعاب الاولمبية السنوية في مدينة ميونخ الألمانية في العام 1972، بعد وفاته عن عمر ناهز 73 عاماً.

وتوفي عودة، الملقب بـ"أبو داوود" وشيع جثمانه عصراً في مخيم اليرموك بدمشق.

وحضر الجنازة بعض قادة الفصائل الفلسطينية ورفاق "أبو داوود" في دمشق، في حين غابت حركة حماس عن التشييع، واكتفت باصدار بيان نعي لعودة، قالت فيه انها "تتقدم من أهله ورفاق دربه بأحر التعازي، لتؤكد ان طريق النضال والمقاومة هو الطريق الذي يتمسك به شعبنا لتحرير أرضه ومقدساته، والدفاع عن حقوقه وثوابته الوطنية".

توحيد الفصائل

وقال ابن الراحل داوود الذي حضر من رام الله بالضفة الغربية الى دمشق للمشاركة في تشييع والده "نذر والدي حياته للثورة الفلسطينية ولأجل قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ورحل عن هذه الدنيا وكان حلمه ان تتوحد الفصائل الفلسطينية وتعمل على تحرير القدس".

وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة "نودع معلماً بارزاً من معالم النضال الوطني الفلسطيني، الذي أدى واجبه تجاه وطنه وشعبه وعمل لأجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر".

وقال أبو محمد، وهو أحد رفاق "أبو داوود" ان عودة "نفذ الكثير من العمليات ومنها محاولة اغتيال الملك الأردني الراحل حسين بن طلال بعد أحداث (أيلول الأسود) في العام 1970، وحكم عليه الملك الأردني بالاعدام وأخرجه بعد عدة أشهر من السجن بطلب من العشائر، كما قاد أغلبية العمليات التي نفذت في لبنان أو ما يعرف بـ (حرب الفنادق) في العام 1976"، بعد عام واحد من اندلاع الحرب الأهلية.

مولده

ولد عودة في أيار- مايو عام 1937 في بلدة سلوان القريبة من القدس، وعمل مدرساً لمادتي الفيزياء والكيمياء في احدى مدارس أريحا، قبل ان ينتقل للعمل في الكويت، ثم تولى قيادة الفصائل الفلسطينية في الأردن التي كانت تضم أربعة عشر ألف مسلح، وشارك في أحداث "أيلول الأسود" التي وقعت في الأردن بين الجيش الأردني والمسلحين الفلسطينيين في عام 1970.

وكان عودة أحد قادة منظمة "أيلول الأسود" الى جانب صديقه صلاح خلف «أبو اياد»، مؤسس المنظمة، ثم انتقل الى بيروت، وعُين قائداً عسكرياً لما كان يعرف بمنطقة بيروت الغربية.

اختلف أبو داوود مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في عام 1978، بسبب قبول عرفات باتفاق وقف اطلاق النار مع الاسرائيليين آنذاك.
ونجا عودة من محاولة اغتيال في العاصمة البولندية وارسو في العام 1981، حيث أصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده.

عملية ميونخ

واقر ابو داوود في سيرته الذاتية "فلسطين: من القدس الى ميونخ" بمسؤوليته الكاملة عن «عملية ميونخ» عام 1972.وروى الكاتب كيف تم التخطيط للعملية التي نفذتها فرقة كوماندوس "ايلول الاسود" وادت الى مقتل 18 شخصا من بينهم 11 رياضيا اسرائيليا في 5 سبتمبر 1972.

ومنظمة أيلول الأسود هي المسؤولة عن عملية اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته جماعة أيلول الأسود مسؤولية أحداث أيلول الأسود حيث كان رئيس الوزراء وزير الدفاع خلال أحداث شهر سبتمبر 1971، حين تصادم الجيش الأردني مع قوات خارجة عن القانون لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت متمركزة آنذاك في الأردن، وطرد أفرادها على أثره من الأردن، وتشكلت على اثر ذلك هذه المنظمة.

المرحوم الشيخ سعد العبدالله

ويشهد العالم العربي للأمير الكويتي الشيخ سعد العبدالله انه قام باخراج ياسر عرفات من الحصار الذي كان مفروضاً عليه في الأردن خلال معارك "أيلول الأسود"، بل كان اللباس الكويتي أحد عناصر التمويه التي ساعدت عرفات على الهروب من تصفية جسدية محتملة في ذلك الوقت.
وفي عام 1999 عند صدور الكتاب، منعت اسرائيل ابو داوود من العودة الى الاراضي الفلسطينية.واكد ابو داوود آنذاك دفاعا عن نفسه «كنا في حالة حرب مع اسرائيل.لم يكن هدفنا مدنيا. استهدفنا رياضيين هم في الواقع ضباط وجنود اسرائيليون.في اسرائيل الجميع جندي احتياط».

أبرز عمليات "أيلول الأسود"

وهنا عرض لأبرز العمليات التي قامت بها منظمة "أيلول الأسود":
1 - 28 نوفمبر 1971 اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن السابق.
2 - 15 ديسمبر 1971 محاولة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق زيد الرفاعي في لندن.
3 – 5 سبتمبر 1972 عملية ميونخ الشهيرة في ألمانيا.
4 – 28 يناير 1973 اغتيال موشيه حنان يشي (بروخ كوهين) وتصفية شبكة الموساد في مدريد، وأوروبا.
5 - 15 فبراير 1973 محاولة احتجاز أعضاء الحكومة الأردنية في عمان.
6 - 2 مارس 1973 عملية الخرطوم التي جاءت لفك أسر الخلية التي أرادت ان تسقط النظام في الأردن وعلى رأسها أبو داوود (محمد داوود عودة).
7 – 8 مارس 1973 اغتيال سمحا غير لتزر في قبرص.
8 – 9 ابريل 1973 هجوم مزدوج في قبرص ضد السفير الاسرائيلي (رحميم تيمور)، وطائرة تابعة لخطوط الطيران الاسرائيلية (العال).
9 - 20 أكتوبر 1974 عملية الدار البيضاء في المغرب أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية، وهي العملية التي أدت الى الاعتراف العربي بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعدها بأسبوعين تقريبا استقبلت الأمم المتحدة ياسر عرفات وتم الاعتراف العالمي بمنظمة التحرير، واعطاؤها صفة (مراقب) في الأمم المتحدة في سابقة هي الأولي في التاريخ ان تعطي حركة تحرر وطني هذه الصفة ويتم قبولها عضوا في هذا التجمع العالمي.
وتعتبر(عملية ميونخ، وعملية الدار البيضاء) من أكبر العمليات التي قامت بها هذه المنظمة.