وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابرز ما جاء في ورشة العمل النسوية

نشر بتاريخ: 06/07/2010 ( آخر تحديث: 06/07/2010 الساعة: 17:17 )
غزة - معا - محمد حجاج - خلص المشاركون في ورشة العمل الأولى الخاصة حول الرياضة النسوية في محافظات غزة إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات العامة للسلطة الفلسطينية القائمة تجاه كلا الجنسين مع إعادة النظر كذلك في اللوائح والقوانين في الهيكل التنظيمي للرياضة الفلسطينية, وعقد المزيد من الندوات وورش العمل لنشر الثقافة الرياضية النسوية ومعالجة الموروث الثقافي والاجتماعي نتيجة العادات والتقاليد الخاطئة وضرورة مساهمة وسائل الإعلام بشكل عام في التغيير الايجابي فيما يتعلق بالتعامل مع المرأة الفلسطينية واعتبارها عنصرا فاعلا ومؤثرا في المجتمع.
جاءت هذه السلسة من التوصيات في ختام"ورشة العمل الأولى التي نظمتها لجنة المرأة الرياضية التابعة للجنة الاولمبية الفلسطينية في قاعة مطعم السلام بمدينة غزة صباح الاثنين تحت عنوان "الرياضة النسوية في المحافظات الجنوبية واقع وطموح " بحضور أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الفلسطينية ورؤساء الاتحادات الرياضية والأندية الرياضية ومسئول العلاقات الدولية باللجنة البارلمبية د.علاء الشطلي وممثلين عن وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم في حكومة غزة وممثلي رابطة الصحافيين الرياضيين وعضوات لجنة المرأة الرياضية وحشد نسوي بارز من المهتمات بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
ورحبت رانيا الفليت عضو لجنة المرأة الرياضية الأستاذة رانيا الفليت بالحضور الكريم وأعلنت عن افتتاح الورشة بآيات عطرة من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني وتلا ذلك عرض متلفز لأحد الفضائيات حول الأنشطة الرياضية التي أقامتها لجنة المرأة الرياضية مؤخرا في محافظات غزة .
كلمة اللجنة الاولمبية
وكانت أولى الكلمات التي ألقيت في ورشة العمل كلمة أ.وليد أيوب نائب رئيس اللجنة الاولمبية تمنى فيها النجاح والتوفيق للعاملات في لجنة المرأة الرياضية , لافتا إلى ان اللجنة الاولمبية آمنت منذ اللحظة الأولى بأهمية المرأة الفلسطينية في كافة مراحل الرياضة الفلسطينية منذ انطلاق اللجنة مشيرا إلى بروز العديد من النماذج من النساء الفلسطينيات اللواتي شرفن شعبنا الفلسطيني في كافة مراحل النضال الوطني الفلسطيني
وقدر أيوب عاليا "دور المرأة الفلسطينية المثابرة والمكافحة في سبيل رفعة شان وطنها وشعبها ؛ لذا كان من الضرورى ان يكون لها مكانة واضحة وبارزة في أنشطة اللجنة الاولمبية الفلسطينية لافتا إلى إيمانه وتيقنه بان هؤلاء النسوة سينجحن في أداء دورهن في الحياة الرياضة الفلسطينية وإبراز الأصالة الحقيقية لهذا الشعب أمام العالم من خلال الرياضة والرياضيين " .
ودعا أيوب إلى الاقتداء برسولنا الكريم عندما اوصانا بتعليم أبناءنا الرياضات المختلفة المفيدة للعقل والجسم
وتابع أيوب ان المكتب التنفيذي المنتخب في اللجنة الاولمبية عازم على إكمال مسيرته بهمة الرجال والنساء معا رغم حالة الانقسام السياسي التي يحباها شعبنا بفعل حالة الاستقطاب السياسية الحادة .
واعتبر أيوب انه "إذا خلصت النوايا السياسية فسيكون هناك شكل أخر لرياضتنا ؛ لافتا إلى ان الرياضيين كانوا دوما هم السباقون نحو تغليب المصلحة الوطنية العامة فوق المصالح الحزبية والشخصية الضيقة مناشدا السياسيين بإبعاد وتحييد الرياضة والرياضيين عن تجاذباتهم السياسية الحادة" .
كلمة لجنة المرأة
وفي كلمة لجنة المرأة الرياضية قالت منسقة اللجنة في محافظات غزة نيللي المصري ان الرياضة الفلسطينية النسوية قديمة وعريقة وقد برزت منذ أربعينيات القرن المنصرم وهي حافلة بالمشاركات الخارجية في عدد من الألعاب الرياضية المختلفة.
وأكدت المصري ان لجنتها أخذت على عاتقها تفعيل الرياضة النسوية وفق إستراتيجية معدة لدى اللجنة بما يتوافق مع خصوصيات مجتمعنا الفلسطيني لافتة إلى ان اللجنة تعمل بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية بهدف تأهيل الكوادر الرياضية النسوية في مجالي التدريب والتحكيم بهدف إطلاق البطولات والأنشطة الرياضية المختلفة للفتيات في قطاع غزة .
"دور الرياضية الجامعية في تفعيل النشاط النسوي"
وكانت ورقة العمل الأولى المقدمة من الدكتور زياد مقداد نائب رئيس الاتحاد العام للرياضة الجامعية والأستاذ بكلية التربية الرياضية بجامعة الأقصى حول "دور الرياضية الجامعية في تفعيل النشاط النسوي"قال فيها إن هذه المشكلة لن تحل من خلال ورشة واحدة أو عشرة بل إنها ترتبط بموروثنا الثقافي والسياسي وتأثيراته لافتا إلى أن الرياضة النسوية تعاني من العديد من المعوقات منذ نكبة الشعب الفلسطيني رغم ازدهارها في بداية القرن المنصرم
ولفت مقداد إلى وجود بعض المحاولات الخجولة التي جرت في السنوات الأخيرة لتشكيل بعض الفرق النسوية في عدد من الألعاب الرياضية وكانتا هناتك بعض المشاركات الخارجية المحدودة لبعض الفتيات .
وعدد مقداد ابرز معوقات الرياضة النسوية بنها الإمكانيات والشحيحة والفهم الخاطئ للموروث الديني والثقافي وتوفير الخصوصية للفتيات والمرافق الرياضية الخاصة بالإضافة إلى حالة اللامبالاة بالرياضة النسوية منذ الصغر في بلادنا .ودعا مقداد إلى نشر الوعي الرياضي لتغيير النظرة السلبية تجاه الرياضة النسوية وإقامة الأنشطة الرياضة المختلفة والتعاون بين لجنة المرأة والجامعات والمؤسسات التعليمية العليا وتوسيع مجال الألعاب الرياضية
"الرياضة النسوية نحو التطور "
وكانت ورقة العمل الثانية بعنوان "الرياضة النسوية نحو التطور" أكدت الأستاذة انزهار الشوبكي المدرس بكلية التربية الرياضية بجامعة الأقصى فيها أن الرياضة النسوية لم تكن ترفا أو من الكماليات بل إنها أصبحت من الأمور الهامة للمرأة حيث أكدت الأبحاث الرياضية والطبية أن الرياضة تمنع الكثير من الأمراض والأوبئة التي قد تصيب المرأة في وقت مبكر من حياتها
ولفتت الشوبكي إلى بروز" هناك بعض الأصوات التي تنكر حق المرأة في ممارسة الرياضة بفعل الفهم الخاطئ للضوابط الشرعية وتفسيراتها والتي يساء فهمها في الكثير من الأحيان".
ودعت الشوبكي إلى وضع أسس تطويرية جديدة للنهوض بواقع الرياضة النسوية ولابد من الدعم باتجاه جامعة الاقصي فيما يخص النشاط الرياضي وكذلك التعاون والتنسيق المشترك بين الجهات الرياضية المختلفة كالاولمبية ووزارة الشباب والرياضة.
واختتمت الشوبكي ورقة عملها بالدعوة إلى استخدام عوامل التحفيز المختلفة بهدف حث النشاط النسوي الرياضي ودفعه قدما إلى الأمام .
النشاط الرياضي و إبراز الهوية الفلسطينية
وأكدت ورقة خارجية للدكتور عصام الخالدي أكاديمي وباحث فلسطيني مقيم في أمريكا على أن الاحتلال الإسرائيلي يعي جيدا أن النشاط الرياضي هو وسيلة هامة من اجل إبراز الهوية الفلسطينية ووسيلة هامة من اجل تعميق الحس الوطني والقومي وان إسرائيل ما تخشاه هو اسم فلسطين وعلم فلسطين وهي تضع العراقيل دائما أمام الحركة الرياضية الفلسطينية، وأوصى الخالدي على ضرورة وضع الرياضة النسوية على أسس تنظيمية واجتماعية وثقافية متينة تجعلها ركيزة للعمل الرياضي في المستقبل،ومشاركة الاتحادات النسائية في فلسطين في دعمها للرياضة النسوية في قطاع غزة،والتنسيق مع المنظمات العربية والدولية من اجل الحصول على تبرعات ومنح ودعم مالي للتطوير، وبالاستفادة من خبرات الشقيقة مصر ودول عربية أخرى في التنظيم والتخطيط الرياضي.
"الإعلام و التنمية الرياضية"
أما رابطة الصحافيين الرياضيين الفلسطينيين فأكدت من خلال الإعلامي شاهر خماش على أن الإعلام الرياضي هو فاعل شريك في التنمية الرياضية ونشر الثقافة الرياضية، ونشر الألعاب الرياضية على مستوى محلي ودولي، و قادر على تصحيح النظرة الضيقة لمفهوم المجتمع حول الرياضة النسوية، وأوضح انه أي نشاط رياضي بدون إعلام لا قيمة له، وأكد على ضرورة أن يسلط الإعلام الرياضي الضوء على الأنشطة الرياضية النسوية وأشار إلى أن العديد من الإعلاميات امتهن اليوم مجال الإعلام الرياضي وأصبحن على دراية أكثر بمشاكل الرياضة النسوية ومعوقاتها واحتياجاتها، وأصبحن يتابعن النشاط الرياضي عن كثب كمثل نيللي المصري وسامية شعبان، وطالب خماش بضرورة عمل الإعلاميات في الحقل الرياضي مساهمة منهن في تطوير الرياضة النسوية ونشرها على مستوى الوطن والخارج.
معوقات الرياضة النسوية في قطاع غزة
وقدم الدكتور اسعد المجدلاوي مدير دائرة التخطيط والتطوير باللجنة الاولمبية الفلسطينية ورقة حول رؤية اللجنة الاولمبية لتطوير الرياضة النسوية، أوضح أن معوقات الرياضة النسوية في قطاع غزة تمثلت في الهيكل التنظيمي لمنظومة الرياضة الفلسطينية، والسياسات العامل للسلطة بخصوص الرياضة وبشكل عام والرياضة النسوية بشكل خاص،وشدد على انه من اجل التغلب على كافة المعيقات انه لابد من إعادة النظر في السياسات العامة للسلطة تجاه الرياضة لكلا الجنسين وإعادة النظر في اللوائح والقوانين الخاصة بالهيكل التنظيمي للرياضة الفلسطينية بما يتناسب مع حجم المرأة ودورها في المجتمع، عقد المزيد من الندوات وورش العمل للمساهمة في نشر ثقافة الرياضة النسوية، ومساهمة الإعلام بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص في التغيير الايجابي في الموروث الثقافي والاجتماعي لتوفير بيئة سليمة لنيل المرأة الدور الرياضي الذي يليق بها.
"توفير الخصوصية والمنشات للفتيات"
أما وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة فأكدت مروة المنسي مديرة الأنشطة الرياضية بالوزارة في وورقتها على أن الوزارة مازالت تواصل أنشطتها،وان لدى الوزارة خطة للتنفيذ للأنشطة الرياضية خلال الإجازة الصيفية وأعربت عن سعادتها بوجود مساقات رياضية تدرس وتطبق في صالات مغلقة بجامعة الأقصى، وطالبت بتوفير صالات مغلقة للفتيات.
"التفاعل بين الفتاة والمجتمع المحلي"
أما خولة أبو ريدة مديرة دائرة المرأة بوزارة الشباب والرياضة في حكومة غزة أوضحت انه لا يوجد مكان مناسب لممارسة الفتاة الفلسطينية الرياضة وان خريجات التربية الرياضية لم يتفاعلن مع المجتمع وبالتالي يعتبر هذا الأمر معيق لعملية تطوير الرياضة النسوية، وطالبت أبو ريدة بتشكيل وعمل فرق رياضية نسويه مختلفة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضية والمؤسسات المحلية الرياضية، وإعداد دورات لتطوير المرأة وتمكينها،وأوضحت أبو ريدة انه حاليا قامت الوزارة بالاهتمام بالرياضة النسوية وانه تم استئجار قاعة صعد صايل للياقة البدنية للسيدات كخطوة أولى نحو تطوير الرياضة.
"دور الإعلاميات في صقل الجانب الرياضي"
فيما أكدت حنان أبو دغيم إعلامية وناشطة نسوية على أهمية دور الإعلاميات في صقل الجانب الرياضي والتوجه إلى هذا المجال مساهمة منهن لرفع شان الرياضة النسوية، وأوضحت أنها تدرك مدى الصعوبات الجمة التي تقف عائقا أمام تطوير الرياضة النسوية لكنها ليست بالمستحيلة، وأوضحت أبو دغيم أن المجتمع نفسه مطالب بتغيير نظرته للإعلامية الرياضية وان هذا يحتاج إلى تثقيف مجتمعي على مدى بعيد لتغيير الموروث الثقافي، وطالبت بفتح المجال أمام الإعلاميات المهتمات بالقضايا الرياضية ، وضرورة تنظيم دورات متخصصة في الإعلام الرياضي، وطالبت بدور مهم للمؤسسات النسوية الفلسطينية وان تضيف إلى أجندتها الجوانب الرياضية لرفع شأن الرياضة النسوية الفلسطينية.