وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طفل 6 سنوات بغزة ينتظر دخول موسوعة جينس كأصغر "فواخرجي"

نشر بتاريخ: 06/07/2010 ( آخر تحديث: 06/07/2010 الساعة: 23:36 )
غزة - خاص معا- ابراهيم قنن - لم يكن يخطر في باله أن أناملة الصغيرة وكلتا يديه الغضتين التي يصنع بهما الأواني الفخارية سوف تدخلانه باب النجومية ويكون محل أنظار وسائل الإعلام استعدادا لدخوله لموسوعة (جينس ) كأصغر طفل في العالم يمارس مهنة الفواخرجي وإحياء التراث القديم .

ورغم التفاف اقرانة الأطفال من حوله إلا أن الطفل محمود عطا الله 6 أعوام ، الذي أجاد مهنة الفواخرجي قبل عامين انشغل بتطويع وتشكيل الطين بدقة متناهية لا تخلو من اللمسات الفنية، وكأنه فواخرجى محترف منذ سنوات طويلة .

ويقول الطفل محمود "انا سعيد بهذه المهنة وأحبها كثيراً ، وقد تعلمتها عن والدي الذي ورثها عن جدي ، وكنت دائما أراقبه وهو يعمل بصناعة الأواني الفخارية دون أن يدري او يشعر بأنني انظر إليه للتعلم المهنة، وذات مرة شاهدني وأنا جالس على الدولاب اقوم بصناعة إحدى الأواني الفخارية ومنذ ذلك الوقت بدأ تعلقي بمهنة الفواخرجي " .

ويضيف متلعثما وبحياء شديد "أتمنى أن اكبر وأصبح طبيباً" بجانب مهنة (الفواخرجي)،الذي يؤكد أنه لن يتخلى عنها بداً، ويأمل ان يستطيع أن يطور هذه المهنة وان يرفع اسم فلسطين عاليا من خلال الدخول في موسوعة (جينس) كأصغر طفل يقوم بصناعة الأواني الفخارية .

طفل متميز:
ويؤكد مصطفى عطا الله 33 عاما والد ( محمود)، أن ابنه متميزا منذ صغره ومطيع ويتمتع بذكاء شديد وقد حصل على معدل 97% في الصف الثاني الابتدائي ، وأنه تعلم مهنة صناعة الفخار وهو في عمر أربع سنوات . حيث كان ينتهز عدم وجوده ليحل مكانه على (الدولاب ) جهاز التصنيع ويبدأ بتشكيل الطين بطريقة محترفة.

ويقول الوالد :"أن أكثر ما أدهشني هو ذكائه الشديد في صناعة الأواني الفخارية، وأن أول شيء صنعه هو غطاء إبريق الماء وهو من أصعب الأشياء التي يمكن صناعتها، ثم بدأ بعدها بصناعة الأواني بمختلف إشكالها وإحجامها، موضحا أن لدى ابنه نظرة عجيبة وغريبة في الصناعة ويستطيع أن يتقن اى شكل ممن أن تقع عينية عليه".

وأعرب الأب عن سعادته وافتخاره بابنه البكر،كونه يعد اصغر طفل في العالم يجيد صناعة الفخار، متمنيا أن يتمكن من تسجيل ابنه في موسوعة جينغس وان يكمل تعليمه الجامعي ليستطيع أن يطور هذه الحرفة المهمة بطريقة عملية وعلى اسس مهنية، كونها من الحرف الأثرية والتراث الوطني الفلسطيني.

مهنة مهددة:
ويشير عطا الله إلى ان مهنة "الفواخرجي"، المهددة بالانقراض، والاختفاء من المشهد الفلسطيني ، بسبب التطور الهائل الذي لحق بقطاع الصناعة خاصة تلك القادمة من الصين، مشيرا إلى أن اعتماد المواطنين على الأدوات المنزلية وأدوات المطبخ المصنوعة من ( البلاستيك والصيني) وغيرها دفع بالناس لهجر الأواني الفخارية .

ويؤكد عطا الله ان هناك اهتمام كبير بصناعة الفخار على الرغم من قلة استخداماتها المنزلية وهناك طلب عليها للاستخدام في الديكور والزينة والعرض خلال المهرجانات ذات العلاقة بالتراث الفلسطيني .

ويوضح انه مطلوب من كافة الجهات الحكومية والأهلية، لإعادة الاعتبار لصناعة الفخار، وإنشاء معاهد ومدارس خاصة للتعليم التراث الفلسطيني القديم ، لان ذلك واجب وطني مقدس في ظل الصراع الكبير على التراث والتاريخ مع الاحتلال الإسرائيلي .

موسوعة جينس :
وتؤكد نجوى الفرا مدير نادي الشروق والأمل بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة ، الذي يتبنى موهبة الطفل محمود، يقوم الآن بالبحث والتدقيق في الدول العربية وغيرها من الدول لمعرفة أعمار الذين يقومون بصناعة وممارسة مهنة (الفواخرجي) في العالم ، وذلك استعدادا لتسجيل الطفل محمود عطا الله ضمن موسوعة (جنيغس ) .

وتشير الفرا لوجود فتي في المملكة المغربية يقوم بممارسة هذه المهنة يبلغ من العمر 12 عاما ، وفي السعودية هناك اصغر رجل يقوم بممارسة هذه المهنة وهو شاب يبلغ من العمر 23 عاما.

وتؤكد الفرا ان نادي الشروق والأمل، يقوم بتجهيز وإعداد ملف كامل عن محمود وتجميع كافة البيانات المتعلقة بدخول موسوعة (جينس) ، مؤكدة من ان الطفل سيتمكن من تسجيل اسمة في الموسوعة كأصغر (فواخرجي) في العالم .

وتوجهت الفرا برسالة لكل دول العالم واللجنة الرباعية والأمم المتحدة بضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وإعطاء فرصة لأطفال غزة كي يعيشوا بأمن وسلام دونما خوف أو رعب من دبابات او طائرات ، مؤكدة أن أطفال غزة محرومين من كل سبل الحياة الكريمة .

وتؤكد الفرا ، ان أطفال غزة مبدعون ومتميزون ولديهم القدرة على الإبداع والتطوير، لكنهم محرومون من الفرصة التي من الممكن أن تفجر طاقاتهم وإبداعاتهم، فهم ممنوعون من التنقل والحركة ، ومن الحصول على الأدوات اللازمة للابتكار والاختراع وتنمية القدرات والمواهب .

وتضيف : أطفال غزة يعيشون بسجن كبير، وان الحصار الخانق عليهم يؤدي إلى تدمير أبدعاتهم وقدراتهم ولذلك مطلوب من أحرار العالم ان يطلقوا العنان لهؤلاء الأطفال لكي يعبروا تلك القدرات بطريقة ايجابية وإبداعية .