وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سومكا قاد الـ usaid في فلسطين ويغادرها ليغطس في مياه البحر الكاريبي

نشر بتاريخ: 08/07/2010 ( آخر تحديث: 08/07/2010 الساعة: 20:30 )
رام الله – معا- بعد قرابة اربع سنوات من توليه منصب مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، من المقرر يغادر، هارود سومكا، هذا المنصب خلال الاسابيع الاربعة المقبلة عائدا الى مكان سكنه في واشنطن، ليمارس عمله في المقر الرئيسي للوكالة هناك لمدة اربعة اشهر قبل ان يخرج للتقاعد ويتوجه للبحر الكاريبي لممارسة الغطس فيه- على حد قوله.

سومكا صاحب الشعر الابيض والشوارب الكثيفة، قاد عمل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في الاراضي الفلسطينية على مدار السنوات الماضية حيث اتاح له منصبه وعلاقته مع المؤسسات الفلسطينية والشخصيات الرسمية فيها فرصة الاطلاع الحقيقي على اوضاع الفلسطينيين واغلب احتياجاتتهم ومشاكلهم، ووجد نفسه "متورطا" في العمل تحت وطأة اكثر الاوضاع تعقيدا بسبب الصراع القائم بين الفلسطينيين – الاسرائيليين، ومحاولة كل طرف شد الوكالة وعملها بما يخدم توجهاته.

ورغم كل الظروف الصعبة والمعيقات والتحديات التي واجهت عمل الوكالة، الا ان سومكا يبدي ايمانا باهمية مواصلة العمل نحو الامام ويبدي اعجابه بما حققه الفلسطينيون من انجازات وتطور خلال الاعوام القليلة الماضية التي يصفها بالايجابية وشملت مختلف جوانب الحياة، لكنه في الوقت ذاته يعبر عن بعض ملامح القلق ازاء المخاطر التي قد تلحق بالانجازات التي حققت طيلة هذه السنوات.

في اطار رده على سؤال لـ (معا) حول وجود ضمانات بعدم تعريض كل هذه المشاريع التي مولتها الوكالة في فلسطين للتدمير على غرار ما حدث في المشاريع الاوروبية التي نفذتها منذ تأسيس السلطة الوطنية، قال سومكا " لدينا مشاريع في غزة لم تنجو من التدمير ، لكن الامل يبقى قائما بان يتجنب الطرفين الاسرائيلي – الفلسطيني العودة مجددا في الى دائرة العنف.

وحسب ما اكده سومكا خلال اللقاء الذي جمعه مع الصحافيين المحليين، فان مجموع ما انفقته الولايات المتحدة الامريكية من مساعدات للفلسطينيين خلال الـ (16) عاما الماضية، وصل الى 3 مليارات دولار لدعم مجالات متعددة منها المجالات الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية والمساعدات الانسانية.

واكد سومكا انه سيعود للاراضي الفلسطينية في العام المقبل بعد ان يكون قد خرج على التقاعد من منصبه، وقال " هذه الزيارة سوف تعطيني فرصة اوسع للاطلاع على طبيعة الاوضاع وتطورها بصفة شخصية".

وردا على سؤال اخر لـ (معا)، حول رؤيته لامكانية اقامة الدولة الفلسطينية عام 2011 ، تهرب سومكا من الاجابة القاطعة على هذا السؤال باجابة دبلوماسية من خلال قوله "سواء اعلن قيام الدولة ام لا ، فانا على ثقة بان المؤسسات الفلسطينية قادرة على تقديم الخدمات لمواطنيها بكفاءة وفاعلية "، مشيرا الى حرص الوكالة على العمل المشترك مع العديد من المؤسسات الرسمية وتطوير قدراتها بما يخدم المساعدة في اقامة الدولة الفلسطينية.

وحرص سومكا خلال اللقاء على تقديم عرض مختصر عن ابرز ما قدمته الوكالة من دعم للمشاريع الحيوية في الاراضي الفلسطينية بما في ذلك اشارته الى عزم الوكالة تقديم مشاريع حيوية انسانية في قطاع غزة بقيمة 30 مليون دولار وتخصيص 5 ملايين لتطوير شبكات الصرف الصحي، رغم اشارته الى العقبات والعراقيل التي تضعها حركة حماس التي وصفها بسلطة الامر الواقع في قطاع غزة على تنفيذ الوكالة لمشاريعها.

وحول اشتراط الوكالة الامريكية للتنمية الدولية التوقيع على ما يعرف "بوثيقة الارهاب" مقابل الحصول على الدعم والتمويل للمؤسسات الفلسطينية، اقر سومكا ان هذه الوثيقة تعيق وتحرم العديد من المؤسسات الفلسطينية التي ليس لها علاقة بـ"الاهارب " من الحصول على المساعدات والتمويل لكنه قال :" هذا قانون اميركي ولا اعتقد انه سوف يتغير "، في اشارة واضحة الى تمسك الوكالة باعتماد هذه الوثيقة ومواصلة العمل بها .

وحسب توضيحات بعض العاملين في المؤسسات الاميركية الرسمية، لـ (معا)، فان هذه الوثيقة جرى اقرارها من قبل الكونغرس الاميركي بعد احداث 11 سبتمبر ويجري تطبيقها في جميع الدول وليس في فلسطين فقط ، وقال : هل يعقل ان نقدم تمويل ودعم مالي لمؤسسات تنشط وتعمل في مجال الارهاب ؟".

ولايتردد سومكا في وصف الاعوام الاربعة التي امضاها كمدير للوكالة الاميركية للتنمية الدولية (usaid) في الاراضي الفلسطينية، بانها كانت مليئة بالتحدي كما كانت ممتعة وشيقة ، موضحا ان الولايات المتحدة الاميركية تعمل على مضمارين الاول المساعدة من جل خلق ظروف ملائمة للوصول الى مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني – الاسرائيلي على طريق تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية تعيش بامن وسلام مع جبرانها، والمضمار الثاني العمل من اجل مواصلة دعم السلطة الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين من اجل بناء مؤسسات الدولة.

وقال " المضماران متزامنان مع بعضهما البعض ولا يمكن لواحد العمل دون الاخر "، موضحا ان الوكالة الاميركية للتنمية الدولية تمثل الذراع للحكومة الاميركية في تقديم مساعدات في 80 دولة تعمل بها .

ويفاخر سومكا بالحديث عن احد ابرز الانجازات التي تحققت مؤخرا بفتح حاجز الجلمة الذي يوصل الجليل مع جنين موضحا ان فتح هذا الحاجز استغرق عمل طويل مع الجانب الاسرائيلي من اجل ضمان فتحه . وقال " النتائج التي تحققت من خلال فتح هذا الحاجز كانت اكبر بكثير من النتائج المتوقعة ".