وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"يوتوبيا" يستضيف الكُتاب الشباب .. الواقع والطموح

نشر بتاريخ: 09/07/2010 ( آخر تحديث: 09/07/2010 الساعة: 07:40 )
غزة -معا- استضاف تجمع "يوتوبيا" في لقائه الدوري بجاليري الاتحاد مجموعة من الكُتاب والكاتبات الشباب: أسماء شاكر، محمود أبو غلوة، منال مقداد وأسعد الصفطاوي، وذلك للحديث حول المعيقات التي تواجههم، وطموحاتهم في الكتابة. أدارت اللقاء الباحثة فداء أبو مريم.

وتحدثت أبو مريم في البداية عن تواصل الأجيال وعن بدايات الكتابة، وذكرت بأن الندوة هي مساحة للحكي عن تجارب شبابية إبداعية ومعوقات الكتابة عند الذكر والأنثى. تحدثت بدايةً الكاتبة أسماء شاكر حول أول لقاء لنقاش قصصها، وعن حياتها والترحيل وتجربة الداخل والخارج والحياة في المخيم التي كانت صعبة لكن غنية ومختلفة. وتحدثت عن نشأتها في بيت متدين وتباين الأفكار، وذلك الاختلاف بين رفح وغزة أي الجنوب والشمال في قطاع غزة، وتجربة الحواجز الإسرائيلية.

ثم تحدثت عن الكتابة وتوجهها للصحافة اليومية وأثرها في كتابتها الأدبية والعكس، كما أشارت لتخصصها في الصحافة الثقافية، وتجربتها مع فريق "يراعات" والعمل مع الشباب، وكذلك عن صدامها مع العائلة لعدم الكتابة في موضوعات معينة، وأشارت الى أنه حتى في الوسط الثقافي يحدث تأويل للقصص النسوية بشكل سيء. وتكلمت كذلك عن تأثرها أدبياً بغسان كنفاني وثقافياً بالقاصة أسماء الغول.

ثم تحدث الضيف الثاني الكاتب محمود أبو غلوة عن بداياته في الكتابة والتقليد خاصة درويش وغيره، وتحدث عن مجال دراسته البعيد عن الأدب وطبيعة عمله، مما شكل عائقاً أمام الكتابة. وعن الكتابة في ظل الوضع السيئ في غزة فهو يكتب من معاناته، مشيراً إلى أنه قد يجد البعض الراحة محفزاً للكتابة.

كما أكد أن عمله في المسرح يحفزه أدبياً. وتكلم عن روايته التي يريد أن يبدأ حياته الأدبية بها وهي "خلخال العرجاء" التي تتضمن سياسة ودين وأسطورة. وتحدث عن عمله الآخر "أرواح فوتوغرافية" التي تتناول تبريرات الكذب. الشاب عماد لولو رأى أن الرواية تحتاج خبرة، فتساءل: هل بإمكان شاب كتابتها، فأجاب أبو غلوة بأنه تأثر برواية "عالم صوفي" وأنه يملك الخبرة الكافية للكتابة.

القاصة أسماء الغول رأت الأمر ليس له علاقة بالنضج، فالرواية ليست تتويجاً لمرحلة عمرية. بكما تحدثت عن التناص عند بورخيس. أشار أبو غلوة لنمط قصائد الومضة التي يكتبها ومدى التناص فيها، كما تحدث عن علاقة روايته بالإخراج وتأثره بالدراما. الكاتب عبد الكريم عليان رأى أن من الأفضل نقاش الرواية بعد صدورها حيث يتم تقييمها، وسأل عن مدى حضور الأسطورة في رواية أبو غلوة، وكيف ستقدم شيئاً مختلفاً عن الروايات السابقة. الباحثة أبو مريم نوهت لعلاقة الكتابة بالقراءة، وسألت: هل لا بد من قراءة كل شيء قبل الكتابة؟ أجابها أبو غلوة أن ذلك ليس شرطاً، وربط بين الأسطورة والكفر والوثنية. الكاتبة أسماء شاكر تحدثت عن التناص كما تفهمه: أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، وأن الأسطورة ليست كفراً، وأكدت أن الروائي الشاب قد ينجح أو يفشل. الشاب عماد الخالدي أكد على استفزاز القراءة لملكة الكتابة.

الشاب أنس السعافين تحدث عن التشوه الثقافي والشيزوفرينيا في غزة. فيما الكاتب علي أبو خطاب تحدث عن كلاسيات في القراءة، حيث لا بد لكل كاتب في مجال معين أن يقرأ كتباً معينة أساسية في مجاله. الشاعر عمر الهباش أكد على أن المهم أن نناقش الإبداع وقراءته. الكاتب أبو غلوة أكد أن غزة تنتج مبدعيها وذلك أفضل من الطباعة من الخارج. الشاعر موسى أبو كرش رأى أن الجيل الحالي من الكُتاب الشباب جيل مظلوم بسبب أنانية الجيل السابق، وأكد أن مهمة الاتحادات والمؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية رعاية الإبداع الشبابي، وأنه لا بد من إتاحة الفرصة للكُتاب الشباب للتحدث عن نفسها، وأشار إلى أن أحد سمات تشيكوف البارزة كانت رعايته للكُتاب الناشئين. وأشار أبو كرش إلى فهم مشوه للأسطورة، وأنها حاضرة دوماً في الأدب منذ الإغريق حتى الآن، ونوه إلى أن التناص حاضر في مصطلح التضمين في تراثنا العربي.

الكاتبة منال مقداد بدأت تجربتها بتحديها لمعلمة في قصيدة عمودية، وقالت أن ما استفزها للكاتبة هو عودتها من الخارج واختلاف المناخ الثقافي حولها، فاتجهت للعزلة والكتابة. أما عن القراءة فقد بدأت لديها مؤخراً. وتحدثت أيضاً عن تجربة مرضها وعلاجها، وعن نشرها في المواقع الالكترونية وديوانها الذي سيصدر قريباً، وأكدت أنها تكتب ما تحسه، وأن الكتابة لا بد أن تكون ببساطة دون تعقيد ودون الإخلال بالشروط الإبداعية. كما أكدت أن فكرة الموت لديها أدت إلى حالة إبداعية. القاصة أسماء الغول سألتها: هل الاقتراب من الموت يُري المبدع الأشياء بشكل أكثر تفحصاً؟ فأجابت مقداد بأن الموت يُوسع المدارك، فقبل تجربة مرضها كانت الأشياء تمر عابرة عليها.

الكاتب أبو خطاب نبه إلى خطورة النشر المتسرع خاصة على شكل كتاب، وعلى خطورة أن يعيش الكاتب في عالم افتراضي أكثر من عيشه في واقعه. كما أكد أن الثقافة هي ثقافة أفقية زمنية، في حين أن التجربة هي ثقافة عمودية. الكاتبة سماح الشيخ سألتها عن حالة الإبداع الشبابي بين جيلها في غزة، فأجابت مقداد بأنها موجودة لكن لا بد من العمل والمواصلة رغم المعوقات. الكاتب أبو غلوة أشار إلى إبداع الموت. الشاب حمزة الصفطاوي تحدث عن الاحتراف في الكتابة وهل ثمة مواعيد ثابتة لها؟ الشاعر ياسر الوقاد أكد أنه لا بد من التعرف على المبدع الشاب من خلال نصوصه، وأن تجربة الحياة رافد من روافد الإبداع.

الكاتب أسعد الصفطاوي أكد أن هوية الكاتب هي نصه، وتحدث عن بدايته في "يراعات" وعن تجربة المراهقة الأولى في الكتابة حيث كان يصر على الكتابة يومياً. ثم تكلم عن تعرفه بكُتاب من خلال "يراعات" وتحضيره لمجموعة شعرية ثم انقطاعه عن الكتابة لشهور بدلاً من أن يعد للعشرة قبل الكتابة حسب نصيحة أحد الكُتاب له، وقد استغل الصفطاوي انقطاعه للقراءة وتكوين لغته. وقد تحدث عن تجربته في الكتابة السياسية. القاصة الغول تحدثت عن معاناة المدونين، وأكد أبو خطاب على أن حرية التعبير يجب أن تكون مكفولة لكل المبدعين. الكاتب عليان أكد أنه لا بد من شجاعة الكاتب عموماً، وكذلك أكد عليها الشاب حسن أبو هدة.

وتحدثت القاصة الغول عن انتقال الكاتب من مرحلة لأخرى، فأجاب الصفطاوي أنه لا بد للكاتب من محاولة التجديد والتطور دائماً والتميز عن الآخرين. ونصح الكاتب عليان الصفطاوي بالتركيز على الشعر بدلاً من المقال لأن الإبداع هو الإرث الإنساني الباقي. الشاب عماد لولو تحدث عن تهمة الغموض أما القاصة الغول فتحدثت عن عدم الثقة في النص عند البعض، ودعمت النشر الافتراضي بعيداً عن المؤسسات. الشاب حمزة الصفطاوي تحدث عن انقطاع الكتابة عند الكاتب. الكاتب عليان أكد أنه لا بد من القلق الدائم للمبدع على مستوى نصه.

القاصة الغول أشارت أنه حتى الكُتاب الكبير يعطون نصوصهم لآخرين ليعلقوا عليها قبل النشر ومنهم محمود درويش. الكاتب محسن الخزندار أكد على الشجاعة في الكتابة وتحدث الكاتب أسعد الصفطاوي عن الفرق بين "شاعر" و"الشاعر".

الكاتب وسام عويضة رأى في الإنترنت أكثر وسيلة متاحة للنشر مثل المنتديات والمواقع والـ"فيس بوك"، وأشار إلى أننا في غزة تجمعات ثقافية ولسنا حالة ثقافية، وأكد على ضرورة احتكاك الكُتاب ببعضهم وبالمجتمع. الكاتب أحمد عاشور فرّق بين الكاتب الهاوي والكاتب المحترف، فالثاني يريد خلق جيل وتغيير حقيقي، وأكد على دور الثقافة في زمن فشل السياسة. ختمت اللقاء القاصة الغول ممثلة يوتوبيا بدعوتها كل الكُتاب والكاتبات الشباب المشاركة في "أيام قصيدة النثر" التي تنظمها يوتوبيا بالتعاون مع مركز غزة للثقافة والفنون وبمساهمة من مؤسسة عبد المحسن القطان- برنامج الثقافة والفنون.