وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خطر يحيط الصحفيين أيضا: لا تقترب فالرصاص في كل مكان

نشر بتاريخ: 10/07/2010 ( آخر تحديث: 10/07/2010 الساعة: 12:18 )
غزة - معا - خضرة حمدان - صرخ الجميع " لا تقتربي، سيظنون أن الكاميرا بيديك ليست إلا سلاحاً، هكذا ظنوا في الصحفي فضل شناعة فقتلوه قبل عامين".

في السادس والعشرين من إبريل للعام الجاري حملت بيدي الكاميرا وتحمست مع متظاهرين مدنيين قرروا الاحتجاج على الحزام الأمني على السلك الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والحدود الغربية للخط الإسرائيلي الفاصل عام 1967 أو ما يسمى بالخط الأخضر، غلبهم الحنين للأراضي الزراعية التي صادرها ذاك الحزام فهبوا في تظاهرة سلمية ينددون بإجراءات الاحتلال الإسرائيلي عل صوتهم يصل إلى صانعي القرار فتعاد لهم حريتهم لزراعة أملاكهم المصادرة ولكف الاحتلال عن اصطياد كل جسم متحرك على بعد 300 متر من هذا السلك الحدودي الإلكتروني.

اقترب مني الشاب محمد أبو دقة في العشرينات من العمر سأل:" هل تودين التصوير" أجبت : نعم، قال إذن حاولي الاختباء خلفي سأقوم بدور الحماية والتغطية، وبدأ التقاط صور بعض الشبان المتحمسين الذين حاولوا نصب العلم الفلسطيني على ذاك السلك إلا أن طلقات نارية فرقت شملهم فأخذوا بالفرار وكنت من بينهم.

أما السيدة نعمة عبد الكريم الفرا مواطنة فلسطينية يقع منزلها الذي يضم 11 فرداً على بعد يتراوح بين 500-600 متر عن الحدود، شعرت بقلق كبير لتقدم المتظاهرين بالمسيرة السلمية قرب السلك الحدودي وقالت :" لا يمكن للصحفيين الاقتراب من هذا المكان فهو خطر للغاية".

مكان مغلق ومحاصر ولا يجرؤ احد على الاقتراب حتى تباغته الطلقات النارية فإما يقع جريحا أو قتيلا وهناك قد يستغرق المسعفون وقتا لانتشاله بعد أن يكون الارتباط الفلسطيني والإسرائيلي واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قاموا بالتنسيق المناسب لفرق الإسعاف لإنقاذ الجرحى في ذاك المكان الحدودي.

مواطنون مدنيون عزل هم سكان منطقة الفراحين من عائلات ابو دقة، أبو رجيلة، فرحان وغيرها تشجعوا بشكل لافت حين بادرت لجنة شعبية للخروج معهم وبهم إلى عشرات الدونمات الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي يمنع ملاكها من فلاحتها بشكل مطلق وإلا يتعرض من يقترب منها للموت المحقق والاستهداف المباشر بنيران اسرائيلية حية وبذلك اصبحت هذه الأراضي عبء على اصحابها ومكان مقلق وخطر لمن يجرؤ على الاقتراب منها.

تقع منطقة الفراحين إلى الجنوب الشرقي من قطاع غزة وبالتحديد بمنطقة عبسان الكبيرة القرية الهادئة شرقي محافظة خانيونس، تشكل هذه المنطقة مع مناطق خانيونس الشرقية والتي تضم " عبسان الكبيرة والصغيرة، خزاعة، بني سهيلا" تشكل جميعها مصدراً زراعياً هاماً للسلة الغذائية لسكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة مليون وسبعمائة ألف نسمة، إلا أن قرار الاحتلال بإقامة حزام أمني على مسافة ثلاثمائة متر يجعل من آلاف الدونمات الزراعية بلا فائدة.

ويتشابه مع هذه المنطقة كافة الحدود الشرقية للشريط الحدودي لقطاع غزة البالغ طوله 360 كيلو متر بدءا من محافظة شمال القطاع حيث تضم مناطق التماس بلدة بيت حانون وشرقي مخيم جباليا للاجئين، ومحافظة غزة حيث المناطق الشرقية لحي الشجاعية، ووسط القطاع مناطق شرق مخيمي البريج والمغازي وجنوبا اربع قرى شرقي خانيونس والشوكة شرق رفح، وتكاد جرافات الاحتلال الإسرائيلي تشاهد بشكل شبه يومي بهذه المناطق للقيام بعمليات تجريف وتمشيط للمناطق القريبة من الحدود وتتوغل لمسافات قريبة من منازل المواطنين الذين يضطرون لإخلاء منازلهم في ساعات المساء والمبيت لدى أقاربهم داخل المحافظات خشية من توغل إسرائيلي مباغت ليلا كما العادة.

في السادس عشر من ابريل/نيسان في العام 2008 استشهد الصحفي الفلسطيني فضل شناعة مصور وكالة الأنباء العالمية "رويترز" حياته أثناء محاولته تغطية أحداث الاجتياح الإسرائيلي لمنطقة جحر الديك الحدودية وسط قطاع غزة، وبعد مرور عامين ونصف تقريبا لا زال الجندي الذي حرق سيارة الصحافة وقتل شناعة حراً طليقاً.

وبعد عام ونصف من مقتل شناعة فقد خمسة من الإعلاميين الفلسطينيين حياتهم أثناء تغطيتهم لأحداث الحرب الإسرائيلية على غزة شتاء 2008-2009 وهم المذيع بإذاعة ألوان المحلية علاء مرتجى قتل بتاريخ 9/1/2009، المصور بتلفزيون فلسطين ايهاب الوحيدي بتاريخ 8/1/2009، ، والصحفي باسل فرج مصور التلفزيون الجزائري في 6/1/ 2009، والصحفي عمر السيلاوي يعمل في فضائية الأقصى قتل في 3/1/2009، والصحفي حمزة شاهين من وكالة الأنباء المحلية شهاب قتل في 26/12/2009.