|
الرئيس: الذهاب لمفاوضات مباشرة مقرون بالتقدم في ملفي الامن والحدود
نشر بتاريخ: 11/07/2010 ( آخر تحديث: 11/07/2010 الساعة: 11:09 )
بيت لحم -معا- اعلن الرئيس محمود عباس امس رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة دون إحراز أي تقدم في موضعي الحدود والأمن اللذين يجري بحثهما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي بوساطة أمريكية.
وقال عباس خلال احتفال في ذكرى الاسراء والمعراج في رام الله "لازلنا نأمل بتحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود الى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين قبل ان تضيع الفرصة على الجميع وقد اتفقنا ان نبدأ بقضتين خلال الفترة القصيرة تبدأ مع المفاوضات غير المباشرة قضية الحدود والامن وقدمنا رؤيتنا وقدمنا أفكارنا وقلنا اذا حصل تقدم نذهب الى المفاوضات المباشرة انما اذا لم يحصل اي تقدم فما هي الفائدة من المفاوضات ستكون عبثا لا فائدة ولا طائل منها اطلاقا." واضاف "تعاطينا مع كل الجهود الدولية والامريكية الرامية الى استئناف مفاوضات السلام بيينا وبين اسرائيل الفرصة تلو الفرصة ووافقنا على الذهاب الى مفاوضات التقريب من اجل ان نصل الى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة وقلنا اننا على استعداد لذلك اذا وجدنا تجاوبا من الحكومة الاسرائيلية وبالذات في قضتي الحدود والامن". وتابع الرئيس عباس، إن الاستيطان غير شرعي وعلى إسرائيل عند الحل النهائي أن تزيل كل المستوطنات، مذكرا بإصدار مجلس الأمن الدولي أكثر من 15 قرارا تحرم الاستيطان. وأكد أن شعبنا والسلطة الوطنية سيواجهان ممارسات الاحتلال بالقدس من عمليات تهجير وإبعاد، وقال إن 'القدس المباركة تتعرض هذه الأيام لأخطر الانتهاكات وأشد العدوان؛ من مصادرة لأراضها، وهدم لمنازل أهلها، وسحب لهويات مواطنيها، وهو الأمر الذي نرفضه وسوف نواجهه بكل ما أوتينا من طاقة، ولن نقبل به أبداً ولن نقبل بإبعاد أي مواطن مقدسي عن أرضه، ولذلك وقفنا بحزم في وجه القرار الإسرائيلي القاضي بإبعاد نواب المجلس التشريعي المقدسيين عن مدينتهم". وكان الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج الذي أقيم في قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم، بحضور حشد من الوزراء والمسؤولين والشيوخ، قد استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتخلله إلقاء عدة كلمات إلى جانب كلمة الرئيس. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، في كلمته أن ذكرى الإسراء والمعراج، هذه الذكر العظيمة.. ذكرى المعجزة الخالدة التي مهما توقفنا عند دروسها لن نستطيع أن نحصرها لأنها ذكرى ودروس تتجدد. وقال إن في هذه الذكرى عظات كثيرة، ووقفات كثيرة، الوقفة الأولى: الصبر الذي هو مفتاح النصر وأساسه وبوابته، والوقفة الثانية، هي القدس.. القدس عقيدة ودين وتاريخ وحاضر ومستقبل، وان ذكرى الإسراء والمعراج تؤكد حقيقة هذه الأرض. وقال القدس بالنسبة ألينا هي الحياة وهي الوطن وهي الدولة ولا يمكن أن نفرط بذرة واحدة من تراب القدس.. ولا سلام بدون القدس. وفيما يلي نص كلمة الرئيس: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على صاحب هذه الذكرى الخالدة سيدنا محمد، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .. أما بعد، أيها الأخوة والأخوات الأعزاء نحتفي اليوم بذكرى الإسراء والمعراج، هذه الذكرى الإيمانية الخالدة، التي لها شجون وشجون عند المسلمين عامة، وعند شعبنا الفلسطيني على وجه الخصوص، لأنها ربطت بين السماء والأرض، وأكدت على وحدة الرسالات السماوية التي جاء بها أنبياء الله ورسله، ولأنها قررت الهوية الإيمانية والرباط الوثيق بين رموز العقيدة الإسلامية في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد الأقصى في أرض الإسراء والمعراج؛ أرض فلسطين المباركة. قال الله تبارك وتعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} صدق الله العظيم هذه الذكرى، ولا شك، تلهمنا من الدروس والعبر ما يعيننا على إصلاح أوضاعنا، وترشيد مسيرتنا، ونحن نحث الخطى نحو استعادة الأمل والثقة، بأن شعبنا سوف يتمكن بإذن الله من استعادة أرضه وبناء دولته الحرة المستقلة في أرضه المباركة؛ أرض الإسراء والمعراج، وعاصمتها القدس الشرقية القدس الشريف بأقصاها وقيامتها، كيف لا، وهذه المعجزة الخالدة التي سجلها القرآن الكريم، قد أكسبت أرضنا وقدسنا خلوداً لا يمحوه عدل عادل ولا جور جائر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. أيها الأخوة والأخوات لقد ظلت القدس منذ الإسراء والمعراج، وما بعد العهدة العمرية الخالدة، وإلى يومنا هذا رمزاً للتكاتف والتعاون بين المؤمنين من أهلها؛ مسيحيين ومسلمين، في الوقوف معاً، ويداً بيد، لحماية المسجد الأقصى المبارك، وكنيسة القيامة، وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحماية الأرض المقدسة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، لتبقى موئلاً لجميع المؤمنين، وواحة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني الذي بشر به ودعا إليه جميع الأنبياء منذ آدم عليه السلام، إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لكن هذه القدس المباركة تتعرض هذه الأيام لأخطر الانتهاكات وأشد العدوان؛ من مصادرة لأراضها، وهدم لمنازل أهلها، وسحب لهويات مواطنيها، وهو الأمر الذي نرفضه وسوف نواجهه بكل ما أوتينا من طاقة، ولن نقبل به أبداً ولن نقبل بإبعاد أي مواطن مقدسي عن أرضه، ولذلك وقفنا بحزم في وجه القرار الإسرائيلي القاضي بإبعاد نواب المجلس التشريعي المقدسيين عن مدينتهم، فهذه جريمة خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو التهاون في مواجهتها، لأننا نرى فيها مقدمة لتهجير قسري لمواطني القدس، هدفه تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي للمدينة المقدسة، واستباق نتائج المفاوضات السياسية بإجراءات أحادية تجحف بتلك النتائج، وتتناقض تناقضًا صارخًا مع القانون الدولي، ومع الشرعية الدولية، ومع الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. تعلمون إن إسرائيل قررت إبعاد خمسة من النواب المقدسيين بدون أي سبب يذكر، حتى لو كانت هناك أسباب تذكر فهذا محرم بالقانون الدولي، لا يجور لأي دولة من كانت أو تكون هذه الدولة لا تستطيع أن تبعد مواطن عن وطنه، يمكن أن تحاكمه يمكن أن تسجنه أن تعتقله، لكن الإبعاد محرم دوليا، ولقد وقفنا وقفة رجل واحد مع هؤلاء الأخوة الخمسة لأننا لن نسمح بإبعادهم وبسحب هوياتهم مهما كلف ذلك من ثمن، إن مثل هذه الأعمال أحادية الطرف ممنوعة ومحرمة، هناك اتفاقات مكتوبة بيننا وبينهم (الإسرائيليين)، يخرقون هذه الاتفاقات ويقومون بإبعاد هؤلاء الإخوة، ونحن نعرف أن هذا الإبعاد إنما هو مقدمة لإبعاد آخرين، هذه لن نسمح بها إطلاقا. إننا مع السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وبهذا نضع حداً لسنوات الصراع والضياع، لكننا نحذر في الوقت نفسه من ضياع فرصة لتحقيق هذا السلام، إذا استمرت سياسات الاستيطان والاحتلال والإذلال التي تمارسها إسرائيل ضد شعبنا. وأيضا مسألة الاستيطان ممنوعة غير مقبولة، ومنصوص عليها بالاتفاقيات، منصوص عليها أنه لا يجوز القيام بأي عمل من شأنه أن يجحف في مفاوضات المرحلة النهائية، وهذا الاستيطان يجحف بمفاوضات المرحلة النهائية، يجحف في قيام كيان شرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة لذلك نحن نرفضه، إضافة إلى ذلك فقد ورد في خطة خارطة الطريق أنه على إسرائيل أن توقف النشاطات كل الاستيطانية التي تقوم بها. إضافة إلى ذلك هنالك أكثر من 15 قرارا صدر في مجلس الأمن تحرم الاستيطان، ونقول أن الاستيطان غير شرعي وعلى إسرائيل عند الحل النهائي أن تزيل كل هذه المستوطنات. لقد أعطينا الجهود الأمريكية والدولية، الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بيننا وبين الإسرائيليين، الفرصة تلو الأخرى، ووافقنا على الذهاب إلى مفاوضات التقريب من أجل أن نصل إلى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقلنا إننا على استعداد لذلك إذا وجدنا تجاوباً من الحكومة الإسرائيلية، وبالذات في قضيتي الحدود والأمن؛ حدود الدولة الفلسطينية التي نريدها، وترتيبات الأمن التي ستلي إقامة وإعلان هذه الدولة، ولا زلنا نأمل في تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود إلى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، قبل أن تضيع الفرصة على الجميع. نحن منذ أن بدأنا المفاوضات مع الحكومة السابقة تحدثنا عن النقاط الست المعرفة بقضايا المرحلة النهائية، واتفقنا على أن نبدأ بقضيتين خلال الفترة القصير التي تبدأ مع المفاوضات غير المباشرة؛ قضية الحدود وقضية الأمن، وقدمنا رؤيتنا وقدمنا أفكارنا، وقلنا إذا حصل تقدم نذهب للمفاوضات المباشرة، إنما إذا لم يحصل أي تقدم فما هي الفائدة من المفاوضات، ستكون عبثا لا فائدة منها ولا طائل منها، ولذلك أبلغنا كل الأطراف الدولية أننا نريد هذا (التقدم) فهذه أفكارنا وهذه آراؤنا وننتظر الجانب الإسرائيلي أن نسمع منه رأيا أن نسمع منه موقفا، إنما تعالوا ألينا ونتفاوض ونبدأ من الصفر فهذا عبث لا يمكن أن نقبل به. أيها الإخوة والأخوات لقد علمتنا تجاربنا وتجارب غيرنا من الأمم والشعوب، كما تعلمنا من ديننا الحنيف وسيرة نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم، أن الوحدة الوطنية هي أساس النصر والنجاح، وأن الفرقة والاختلاف لا يفضيان إلا إلى الضعف والهزيمة، ولأجل ذلك فإننا لا يمكن أن نرى في الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، وما خلّفه من فرقة وانقسام، إلا إثماً كبيراً يجب الرجوع عنه وجوباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً، فالوحدة الفلسطينية فرض علينا جميعاً، وفلسطين وقدسها أكبر من الجميع، أكبر من الأحزاب وأكبر من المنظمات أكبر من الأفراد، أكبر منا جميعا، إن التاريخ سيلعننا إذا لم نعد للوحدة الوطنية، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فإلهنا واحد، ووطننا واحد، وقبلتنا واحدة، وقدسنا واحدة، وهمنا واحد، وليس هناك من سبب لهذه الفرقة المحرمة. لماذا نحن متفرقون ما هي الأسباب من أجل السلطة...!، كل السلطات!، فعلا عندما ننظر إلى الأمور فيما بعد نرى كم تلك الأسباب تافهه تلك التي تفرقنا، تلك التي لا تجمعنا وسنبكي على هذه الأيام ضيعناها أضعناها ونحن متفرقون...، لكن فعلا إذا كانت المسألة شهوة السلطة فلعن الله السلطة. ولأجل ذلك فقد وقعنا على ورقة المصالحة التي أعدتها الشقيقة مصر بعد التشاور مع جميع القوى والفصائل، لأننا نريد لهذه الحالة المؤسفة من الفرقة والانقسام أن تزول وإلى الأبد، ولأننا نريد لشعبنا أن يكون قوياً متماسكاً في مواجهة الأزمات والمصاعب، ونحن نأمل أن تحتكم حركة حماس إلى صوت الدين والعقل والمصلحة الوطنية، وأن توقع على الورقة المصرية، لنذهب بعدها سوياً إلى تطبيق بنودها، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ولنطوي معاً هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا ووطننا. نحن شعب يؤمن بالديمقراطية وعملنا من أجل الديمقراطية ولنا تجارب كثيرة في هذا المجال، ولدينا من النزاهة والشفافية ما شهد لنا به كل العالم، ونحن نقر ونعترف أن حماس في عام 2006 نجحت بالانتخابات وبالتالي سلمناهم الحكومة، والآن نقول تعالوا إلى كلمة سواء لنحتكم للشعب، للشعب الذي انتخبكم فيقل الشعب كلمته، لماذا لا نقبل، لماذا قبل في العام 2005 والعام 2006 الانتخابات واليوم لا نقبلها، هل الانتخابات لمرة واحدة؟ هل الديمقراطية مرة وتنتهي؟ لا، مادمنا قبلنا بالديمقراطية فالديمقراطية متتالية، بعد سنتين بعد ثلاث بعد أربع لا بد أن تجري انتخابات ولا بد أن يأتي أناس ويذهب ناس وتلك الأيام نداولها بين الناس، فلماذا لا نقبل الاحتكام للشعب إلا إذا كنا نخاف من الشعب، ونحن لا نخاف من الشعب، لأننا منه، فإذا قرر الشعب أي قرار نحترمه ونقبل به ولن نحيد عنه أبدا، ولكن ما هو الحل، كيف نتصور المستقبل، هناك حجج عند إسرائيل تقول الفلسطينيون منقسمون-حجة جاهزة يخرجونها من الطاولة في أي وقت ويقولون مع من نتفاوض، لماذا لا نقفل هذا الباب أمامهم وأمام غيرهم، لماذا لا نسد عليهم الذرائع، هناك في الفقه الإسلامي سد الذرائع، لماذا لا نسد عليهم هذه الذرائع ونقول نحن موحدون، جهة واحد وقلب واحد وعقل واحد، إنما لا تبحثوا عن الحجج من أجل أن لا تصلوا للسلام من أجل أن تضعوا العراقيل أمام السلام. إن هذا الانقسام الآثم لا يرضي ربنا، تأكيد لا يرضي ربنا رحيم يغضب علينا جميعا ولا يحقق مصلحتنا، ولا يخدم إلا مصالح أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر، فكيف بالله عليكم يمكن لفلسطيني أن يقتل أخاه؟ وكيف بالله عليكم يمكن لفلسطيني أن يخذل شعبه لأجل من لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة من غير توضيح! وكيف يمكننا أن نتقدم باتجاه النصر ونحن نرزح في أغلال الانقسام والفرقة؟ لا يمكن، إذن علينا أن نرفع صوتنا جميعا ونقول للجميع الوحدة هي الأساس ولا يوجد ما تختلفون عليه. إخواني أخواتي إن من أوجب واجباتنا الدينية والوطنية اليوم أن نعمل على تثبيت شعبنا على أرضه ووطنه، فالأرض لا يصونها إلا أبناؤها، ولا يعمرها إلا أهلها، ولأجل تحقيق هذا الهدف العظيم، فقد وضعنا نصب أعيننا أن نوفر لشعبنا كل مقومات الصمود والبقاء والنماء، عبر تعزيز الأمن والاستقرار، وبناء الاقتصاد الوطني القادر على مواكبة متطلبات المرحلة، منطلقين في ذلك من قول الله تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، لا يمكن للإنسان أن يعمل إن لم يكن آمنا في وطنه، اللهم آمنا ف أوطاننا، فإذا لم يكن الإنسان آمنا في وطنه لن يفعل ولن يقضي ولن يذهب إلى مدرسة ولن يذهب إلى جامعة ولن يذهب إلى متجر ولن يفعل شيئا، ولذلك فإن الأمن ثم الأمن ثم الأمن أساسا، ثم بعد ذلك أن نطعم الأفواه، والحمد لله أن هذه هي السياسة الآن أن نبني أمنا وأن نبني وطننا، ونحن نبني الأمن ونبني الوطن استعدادا لإعلان الدولة وإن شاء الله أن نتمكن من إعلان الدولة قريبا. ولعل ما يبعث على التفاؤل والثقة بالمستقبل أننا نجحنا في توفير الأمن لمواطنينا بشكل أذهل الجميع، حقيقة بشكل أذل الجميع، لم يخطر ببال الكثير أننا قادرون على أن نحمي أنفسنا، ولماذا لا نستطيع؟ بل استطعنا أن نبني أمنا من أبنائنا من أهلنا من إخواننا، وبالتالي نبني الوطن. كما نجحنا في إطلاق مسيرة التنمية الاقتصادية والعمرانية التي تبشر بمستقبل واعد لشعبنا على طريق التحرر والاستقلال، فمشاريع البناء والصناعة والزراعة الواعدة أصبحت علامة بارزة في وطننا، ورؤوس الأموال الفلسطينية والعربية والأجنبية أصبحت أكثر إقبالاً على الاستثمار في فلسطين، مطمئنة إلى أجواء الأمن والاستقرار الداخلي التي يمكن لها، بعد زوال الاحتلال، أن تكون الأكثر سطوعاً وإشراقاً وأملاً في المنطقة بأسرها، تحت سيادة القانون والنظام. تعلمون أيها الأخوة أننا قبل أشهر عقدنا المؤتمر الاقتصادي الثاني رغم كل العقبات والعراقيل، حضره 1700 مستثمر من الفلسطينيين هنا ومن الفلسطينيين بالخارج وكثير من العرب وكثير من الأجانب، اطمأنوا وجاءوا ليشاركوا معنا في بناء هذا الوطن، هذه الظاهرة بحد ذاتها هي التي تشجع أكثر وأكثر على أن نقول إن الأمل قادم لا محالة. أيها الأخوة والأخوات رغم الألم لابد أن يشرق الأمل، فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج تسرية وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم بعد عام الحزن الذي فقد فيه زوجه خديجة رضي الله عنها، وعمه أبا طالب، ولذلك لابد أن نتحلى بالصبر، وألا نفقد الأمل في غدٍ أفضل لشعبنا ووطننا، فبيت المقدس لا يعمّر فيه ظالم، الظلم لن يبقى، والنصر قادم بإذن الله، فهذه الأرض هي خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده كما جاء في كلام المصطفى عليه السلام. بسم الله الرحمن الرحيم {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون} صدق الله العظيم. أيها الأخوة نحييكم في هذه الذكرى، ونسأل الله أن يرحم شهداءنا وأن يفك قيد سرانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |