وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام المحطة الرابعة عشر لمعرض شموع الحرية في محافظة بيت لحم

نشر بتاريخ: 11/07/2010 ( آخر تحديث: 11/07/2010 الساعة: 14:59 )
بيت لحم- معا- لم يزل معرض شموع الحرية الذي ينظمه مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، يطوف في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، فقد اطلق مركز ابو جهاد مبادرة معرض شموع الحرية منذ ما يقارب العام، واقيمت المحطة الاولى له في محافظة رام الله ،وقد لاقى الاهتمام والرواج الكبيرين، ومنذ ذلك الحين اخذ طاقم المركز على عاتقه ابقاء جولات مستمرة، لتشمل كافة مواقع الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ما امكن ذلك.

وبالفعل نجح المركز وخلال عام فقط من اقامة المعرض في اربعة عشرة محطة وموقع ،شملت محافظات رام الله ونابلس وجنين وطوباس واريحا وسلفيت وبيت لحم مؤخرا ،كما ونجح المركز في اقامة المعرض في قطاع غزة ليقام له عرضين هناك ،وتجاوز المركز ذلك ليقيم المعرض في الاردن حيث استضافه اللجان الشعبية لمخيم الوحدات ونادي الوحدات.

ومن الجدير ذكره ان مركز ابو جهاد ،يعكف على الدوام في احتضان الفعاليات والانشطة المميزة ،في سياق عمله بالترويج لقضية الاسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ،فبالاضافة الى احتضان المركز لاول متحف من نوعه على مستوى العالم خاص بالاسرى في السجون ،فانه يحتضن ايضا اول مكتبة الكترونية ،تحوي النتاجات الفكرية والادبية والثقافية والفنية ،التي ساغها وانتجها الاسرى داخل السجون ،وليس اقل من ذلك عمل المركز المتواصل في اقامة معرض شموع الحرية ،والذي يعد بمثابة متحف متنقل، ويوفر امكانية عرضه واقامته في اي مكان في العالم متى ما توفرت امكانية ذلك ،مما وفر المرونة في امكانية نقل هذا المعرض محليا وعربيا ودوليا.

وفي هذا السياق سنسلط الضوء على نشاط المركز المتواصل والمتمثل في الاستمرار في اقامة معرض شموع الحرية للاسرى، وذلك من خلال لقائنا بطاقم المركز وتغطيتنا لمحطات المعرض ،ونوضح اهمية الاستمرار في اقامة معرض شموع الحرية، والجهات التي تدعمه، وما يحققه المعرض من اهداف ،وما يلاقيه من نجاح وايضا ما يعترضه من صعوبات او ما يحتاجه من مزيد من الدعم لاستمراره في اداء رسالته.

وحول اهمية استمرار معرض شموع الحرية، يقول أ فهد ابو الحاج مدير عام المركز (ان استمرار محطات معرض شموع الحرية، يبقي اسرانا البواسل داخل السجون حاضرين على الدوام، سواء جماهيريا على مستوى مكونات المجتمع الفلسطيني، ام رسميا على مستوى دائرة صنع القرار فلسطينيا، كما لا تقل اهمية عن ذلك، توفير الرافد الدائم للاجيال الفلسطينية ،ومنحهم الطريقة المثلى في حمل قضية الاسرى والترويج لها في كل بقاع المعمورة، وليس اقل من كل هذا رفع معنويات اسرانا داخل السجون من خلال التفاف الجماهير الفلسطينية وتوحدها حول قضيتهم العادلة ).

وحول محتويات ومكونات معرض شموع الحرية والتي وفرت وحققت له الميزة الكبيرة عن الكثير من الفعاليات الممثالة ،يقول ابو الحاج (ان معرض شموع الحرية ،يعد بمثابة متحف متنقل ،يضم في ثناياه تجربة الاسر بكل ما فيها من آلام وعذابات ،وايضا من نجاحات واشراقات مميزة للاسرى داخل السجون ،وفي هذا السياق فقد جرى تصوير محطات الاعتقال من بدء عملية الاعتقال مرورا بمراكز التوقيف والتحقيق ،وما يرافقها من ممارسة لصنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم ،وكيفية نجاح الاسرى بتنظيم حياتهم داخل السجون وصنعهم ميزات في ذلك ،كما يسلط المعرض الضوء على الادوات التي استخدمها الاسرى في نضالهم ،مثل الاضرابات والاستنفارات وغيرها ،وما كان لها من الدور العظيم في تحقيق المكاسب والانجازات النضالية ،كما تم ذكر ما دفعه الاسرى من فاتورة الدم في سبيل ذلك ،باستشهاد العشرات منهم في دفاعهم عن كرامتهم التي لم تمس رغم طول السنين وبطش الاحتلال ).

ليس هذا فقط ما ميز معرض شموع الحرية،حيث لفت ابو الحاج الى ان المعرض يحمل الكثير من الابداعات فيقول (طيلة الفترة السابقة ،جرى اهمال تجربة الاسرى في سجون الاحتلال البريطاني ،بكل ما حملته هذه التجربة من آلام كبيرة وتضحيات جبارة ،لذا فقد اخذنا على عاتقنا ضم تجربة الاعتقال في فترة الاحتلال البريطاني ،لثنايا معرض شموع الحرية ،لما لذلك من الفائدة الكبيرة في تخليد ذكرى ابطال تلك المرحلة ،وايضا لكشف التشابه الكبير واكتمال الادوار بين الاحتلالين البريطاني والاسرائيلي ،حيث اقتبس الاحتلال الاسرائيلي العديد من الوسائل في بطشه بالاسرى من المحتل البريطاني ،ولذلك وبالرغم من صعوبة جمع الوثائق عن تلك الفترة ،الا اننا آثرنا ضرورة توثيقها وضمها لزوايا المعرض ).

ومما اضاف ميزة اخرى للمعرض، انه اشتمل على مزيج رائع ما بين تجربة الاعتقال وكيفية تصويرها من الاسرى انفسهم ،من خلال مشغولاتهم اليدوية واعمالهم الفنية، وايضا كيف حمل الفنانون الفلسطينيون معاناة الاسرى من خلال لوحاتهم ،بالاضافة الى العديد من البوسترات التي كانت ولا تزال تصدرها منظمة التحرير الفلسطينية بمكوناتها المختلفة عبرت النظمة عن مطالبها بحرية الاسرى وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وحول اهداف اقامة المعرض يقول ابو الحاج (المعرض من خلال جولاته ومحطاته المحلية ،هو خطوة اولى باتجاه اعادة النظر في الطرق المتبعة وطنيا بالتعامل مع ملف الاسرى ،وهو ايضا محاولة لتجاوز بعض الاخطاء في هذا السياق ،ونحن بدورنا نطلع ونشرك على الدوام القيادة الفلسطينية بانشطتنا كماهو حال معرض شموع الحرية في بيت لحم الذي افتتحه عدد من المسئولين على راسهم الاخ نبيل شعث ،والتي يجري من خلالها اطلاعهم على ملاحظات مكونات الراي العام ،والاستماع الى ذوي الاسرى ،الذين يجدون المرونة الكافية بالتواصل معهم ،وبالطبع سيقود هذا الى تعديل بعض الممارسات وملامسة قضايا اهالي الاسرى).

ويضيف ابو الحاج (يتلو ذلك من اهداف ان معرض شموع الحرية ،سينقل قضية الاسرى الى ارجاء العالم ،وذلك لاعادة الترويج السليم لقضية الاسرى كقضية حقوقية سياسية لصيقة بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية ،والتي اقرتها المواثيق والاعراف الدولية ،ونصت عليها الامم المتحدة في العديد من القرارات).

وحول آلية الوصول الى نقل قضية الاسرى الى المحافل الدولية ،تحدث ابو الحاج انه يجري التحضير لاطلاق سفينة شموع الحرية ،التي ستجوب العديد من الشواطيء الاوروبية ،وقال في هذا السياق ( لقد اتممنا اعداد تفاصيل برنامج السفينة ،حيث يجري الترتيب ان يكون معرض شموع الحرية على متن سفينة تجوب الشواطيء الاوروبية ،على ان يتزامن ذلك مع ما تكون قد اتمته المؤسسات والقطاعات المتضامنة مع ابناء شعبنا من ترتيبات لزيارة المعرض وهو على متن السفينة ،ونتوقع في ختام جولات السفينة ان نكون قد حشدنا الكثير من القطاعات المؤثرة بالرأي العام ،وكل ذلك سيمكننا من الذهاب الى المحافل الدولية مثل الامم المتحدة لانتزاع قرار ينص على اطلاق سراح كافة الاسرى الفلسطينين في السجون الاسرائيلية ).

وقد اكد ابو الحاج على انه من اجل البدء بالتنفيذ ،توجد حاجة الى دعم القطاع الخاص الفلسطيني ،فالشركات الفلسطينية ورجال الاعمال يستطيعون تمويل اطلاق سفينة الحرية ،ومن اجل ذلك ايضا سنتواصل مع الجاليات الفلسطينية والعربية والاسلامية وخاصة في اوروبا ،من اجل مساعدتنا في البدء بالتنفيذ )، وختم ابو الحاج بالقول (ان اطلاق سفينة شموع الحرية ،يعد بمثابة نقلة نوعية في الترويج لقضية الاسرى ،وفي حشد الرأي العام الدولي ،وصولا الى حشر اسرائيل بالزاوية ،واجبارها على اطلاق سراح الاسرى القدامى منهم بالذات والذين مضى على اعتقالهم عشرات السنين كما هو حال عميد الاسرى الفلسطينين الاسير نائل البرغوثي ،لذا نأمل من الجميع مساعدتنا ومد يد العون لنا لانجاز هذه المهمة والبدء بالتنفيذ ).

شموع الحرية في بيت لحم
كانت آخر محطة لمعرض شموع الحرية ،هي محافظة بيت لحم ،حيث تم افتتاح المعرض يوم الاثنين 5_7 ،في قاعة مركز السلام في المدينة ،وذلك بحضور د نبيل شعث ،عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية فيها ،وعطوفة محافظ بيت لحم الاخ عبد الفتاح حمايل ،ود فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم ،والاخ نايف سويطات عضو المجلس الثوري لحركة فتح ،وهبة درويش مديرة العلاقات العامة بشركة باديكو القابضة ،وبحضور العديد من الشخصيات الرسمية والشعبية واهالي الاسرى والاسرى المحررين.

وقد اكد المشاركون بالافتتاح على اهمية اقامة مثل هذه الانشطة على الدوام نلما لها من الاهمية الكبيرة في ابقاء قضية الاسرى حاضرة ،وللتواصل مع اهالي الاسرى والاستماع لهمومهم ،وتنفيذ مطالبهم ،وفي هذا السياق اكد د شعث ان قضية الاسرى هي اولوية وطنية ،وانه لن يجري الحديث عن اي سلام حقيقي دون اطلاق سراح كافة الاسرى من السجون ،واكد بان اسيرا اسرائيليا واحدا ،ليس باهم من اي اسير فلسطيني من ضمن آلاف الاسرى في سجون الاحتلال ،وعلى ذلك تكون حرية شاليط مرهونة بحرية الاسرى الفلسطينيين من سجون اسرائيل.

ووجه المشاركون في كلمات لافتتاح التحية للاسرى وذويهم نواكدوا بان قضيتهم جزء لا يتجزء من القضية الوطنية ،وان قضية الاسرى عرفت على الدوام الاجماع الوطني من كافة مكونات الشعب الفلسطيني .

وفي سياق افتتاح المعرض ،ذكر ابو الحاج الى ان اقامة معرض شموع الحرية في بيت لحم ،قد جاء لتوجيه عدة رسائل تضامن ،اولها الى كافة الاسرى داخل السجون الاسرائيلية ،بان حريتهم قادمة لا محالة مهما طال الزمن ،كما وجه رسالة تضامن الى مبعدي كنيسة المهد وطالب بالاسراع في حل قضيتهم بعوتهم لاهلهم ،واكد تضامنه مع نواب القدس واللذين تنوي اسرائيل ابعادهم خارج المدينة المقدسة.

ووجه ابو الحاج شكره لشركة باديكو القابضة ممثلة بالاخ منيب المصري والاخ سمير حليلي ،وذلك لدعمهم اقامة معرض شموع الحرية في بيت لحم ،والذي قال عنه ابو الحاج انه يدل على اخلاصهم لقضايا شعبهم واستعدادهم لتقديم كل ما يلزم من اجل ينعم الاسرى بحريتهم والتي لا تقدر بثمن.

وقد ام المعرض والذي استمر لثلاثة ايام العديد من الشخصيات الوطنيةوممثلي المؤسسات الوطنية والثقافية والفنية ،كا لاقى المعرض الحضور والاهتمام الكبير من المؤسسات الشبابية والمخيمات الصيفية ،وزار المعرض العديد من الوفود الاجنبية وذلك تبعا لمكان اقامة المعرض حيث يتواجد العديد من الوفود الاجنبية الزائرة للمدينة في مثل هذا الوقت من السنة .
كما زار المعرض العديد من الاسرى المحررين وذوي الاسرى نوالذين اكدوا سعادتهم وشكرهم للقائمين على المعرض .ومؤكدين بالوقت ذاته بان حرية ابنائهم والتي ضحوا فيها لن يكون لها ثمن اقل من حرية الارض والانسان الفلسطيني ، وان ابنائهم الاسرى في السجون يكملوا دورهم النضالي من مواقعهم .

ووجه العديد من ذوي الاسرى رسائل الى المسئولين الفلسطينين والى المؤسسات الحقوقية التي تعنى بقضية الاسرى حول عدة قضايا تخص ابنائهم والاسرى بشكل عام ،فقد وجهت مريم نصار (ام الاسير وليد نصار ) والمحكوم عليه بالسجن المؤبد ومسجون حاليا في سجن رامون ،وجهت امنياتها بالفرج القريب للاسرى ،وان معرض شموع الحرية يلامس قضية الاسرى ويعبر عن تجربتهم ،وحيت صمود الاسرى داخل السجون ،ووجهت شكرها للقائمين على المعرض ،كما وجهت رسالة الى كل الجهات المسئولة بضرورة المطالبة برفع الحضر الامني عن بعض اهالي الاسرى وتمكينهم من زيارة ابنائهم .

كما نوهت والدة الاسير (ربيع ربيع )والمحكوم عليه بالسجن المؤبد والمسجون بسجن عسقلان ،الى ما يلاقيه ذوي الاسرى من معاملة وحشية اثناء زيارتهم لابنائهم ،من خلال التفتيش المهين والتصوير اثناء التفتيش ،ووجهت رسالة الى كل ذوي الاسرى بضرورة الرفض الجماعي لمثل هذه الاجراءات ،وطالبت المسئولين بضرورة التحرك لفضح ووقف ممارسات دولة الاحتلال .

اما والدة الاسير (عدنان الافندي) والمحكوم علية 30 سنه وامضى منها 19 سنه ولا يزال داخل السجون ،فقد اشارت الى انها ممنوعة من زيارة ابنها للمرة الثانية على التوالي ،وذلك بسبب صلاتها صلاة الجامعة اثناء احدى زياراتها لابنها الاسير .

اما الاسير المحرر ابراهيم عساكرة (ابو حافظ)، فقد تلا جزءا من قصيدة مؤثرة، كان قد كتب الجزء الاول منها لابنه حافظ اثناء سجنه، ثم كتب الجزء الثاني منها بعد ان عقبه ابنه حافظ الى سجون الاحتلال، ويقول في جزء منها:

قبل ثرى الاوطان يا اسمر ... والتين والزيتون والزعتر
قبل رذاذ الزهر في وطني ... قبل رضاب القيم ان امطر

ثم يقول في جزء اخر من القصيدة

السجن مهما طال يا ولدي .. لا بد للسجان ان يقهر
السجن للاحياء مقبرة .. كالطين فيه الدر والجوهر