وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة بيرزيت تفتتح المعرض الفني "رام الله- الأكثر فتنة؟"

نشر بتاريخ: 12/07/2010 ( آخر تحديث: 12/07/2010 الساعة: 21:18 )
رام الله- معا- افتتح رئيس الجامعة د. نبيل قسيس اليوم الاثنين 12 تموز 2010، المعرض الفني حول التاريخ الاجتماعي والتحولات المعاصرة لمدينة رام الله " رام الله- الأكثر فتنة؟"، بحضور وزيرة الثقافة سهام البرغوثي ورئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل والقنصل العام البلجيكي في القدس.

وأوضح د.قسيس أن هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة المعارض التي بدأ متحف المقتنيات التراثية والفنية بتنظيمها في العام المنصرم ضمن سلسلة معارض متخصصة عن المدن الفلسطينية، وكان فاتحتها معرض "القدس بيتنا" بمناسبة فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية.

وأشار د. قسيس إلى دور الجامعة كرافد وداعم للإبداع والفكر وفي صون التراث الوطني والمحتفظة على الموروث الثقافي والذاكرة الجماعية الفلسطينية، فجامعة بيرزيت تؤكد على علاقتها الخاصة والمميزة مع مدينة رام الله، وخاصة مع تنامي الدور الذي تقوم به هذه المدينة كمركز تعليمي وثقافي هام على المستوى المحلي والإقليمي.

وأكد أن هذا المعرض يركز على العلاقة الخاصة والتاريخية بين الجامعة ورام الله، ليس من منطلق القرب الجغرافي فحسب، وإنما من منطق الأهمية الكبيرة لرام الله كمركز بارز للتعليم والثقافة، حيث تتجاوب الجامعة من خلال نشاطاتها الثقافية والفنية متعددة الأوجه مع متطلبات الاهتمام المتنامي في الفن والثقافة كأركان لبرامج واستراتيجيات البناء التنموي، وبخاصة تلك التي تستهدف بناء المجتمعات بمشاركة الأشخاص المبدعين والنشطين الذين يعتزون بتراثهم الثقافي وهويتهم الثقافية ويستخدمونها منطلقاً للتجديد والتغيير.

وأضاف: إن دور المتحف لا يقتصر على عرض المقتنيات فحسب بل العمل على تثقيف الطالب وتعليمه، ويغذي فيه روح النقد ويثير فيه حب الاستطلاع والاهتمام بالمشاركة في النقاشات الفكرية، وإثارة الأسئلة حول القضايا التي تهم البشر، إضافة إلى بناء الحس الجمالي وانفتاح لدى الطالب يمكنه من الاستمتاع بما يوفره الفن والثقافة العالمية.

من ناحية أخرى أشارت أ. ميخائيل أن فكرة وين ع رام الله هو امتداد لتقاليد رام الله العميقة واستعادة لذاكرتها ودورها، فهو أكثر من طقس احتفالي سنوي للمدينة وأعمق من عادة صيفية، فهو ساحة لتلتقي وتنفتح على أسئلتها من خلال ورش العمل وحلقات الدراسة وجدل الفنانين والمبدعين والنشطاء حول واقع المدينة ومستقبلها.

وأوضحت أن فعاليات "وين ع رام الله 2010"، تحت 4محاور رئيسية سميت :في الساحة، وشبابيك رام الله، وورش وحلقات، بالإضافة إلى معرض رام الله الأكثر فتنة؟.

وأشارت قيمة المعرض ومديرة المتحف أ.فيرا تماري أن فكرة المعرض نبعت من الرؤية الحديثة لمدينة رام الله ، فرام الله اليوم أشبه بمدينة معولمة تختبر تغيرات سريعة في تعدادها السكاني واقتصادها وفي الطفرة العمرانية التي لم يسبق لها مثيل، فرام الله تشهد هذا التغير في المكان والمشهد والبيئة الطبيعية.

وأضافت أن مدينة رام الله تتذكر في هذا المعرض نفسها وهي تلك البلدة الصغيرة التي تجذرت بتاريخ وأصول عائلاتها وحمايلها، كمكان له جاذبيته الخاصة مغموس بقصص التاريخ، وحكايات الحياة الشخصية والحب والهجرة والزواج والتقاليد وقصص الأبطال، كما تتذكر نفسها كمدينة شهدت تاريخ مضطرب بداية بالنكبة وعانت من تأثير هذا الاحتلال على مجريات الحياة اليومية، وما نتج عنه من تأثير بالاتصال والتواصل وعدم وضوح الرؤية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مسار المدينة.

وأوضح د. يزيد عناني القيم الثاني للمعرض أن هذا المعرض يهدف إلى إظهار العلاقة التي تجمع بين الإنسان والمكان، مع المحافظة على الرواية الخاصة والمتميزة لكل مدينة. كما يحاول المعرض وضع الدلائل الثقافية والبصرية القديمة والمعاصرة في منظور يعكس التباين والتوافق بينهما، ليس لتأكيد التميز والفردية لهذه المدن فحسب بل لتحدي الموضوعات المتعلقة بالذاكرة والهوية والتغيير.

وقال أن المعرض يعكس التساؤل عن التناقض بين الماضي والحاضر، وعن التغيير والتكيف مع وقائع جديدة من خلال معرضين منفصلين لكن مكملين لبعضهما البعض ليخلقا حالة من التحاور في التاريخ الاجتماعي والحداثة التي تعيشها المدينة حالياً.

كما عقد على هامش المعرض ندوة أكاديمية لمعرض "رام الله- الأكثر فتنة"، جمعت عدداً من الأكاديميين والمختصين في الحقل الثقافي والإجتماعي والفني لمناقشة مواضيع وقضايا حول الذاكرة والتغير في سياق التاريخ الاجتماعي وقضايا الحداثة لمدينة رام الله، حيث قدم المحامي الاستاذ رجا شحادة قراءات من كتابه "سرحات في تلال رام الله"، في حين قدم المحاضر في دائرة العلوم السياسية أ. سميح حمودة مداخلة حول الأرشيف البلدي والحياة في رام الله أواخر العهد العثماني، أشار خلالها أن ما تتعرض له فلسطين ليس صراعاً على الأرض فقط وإنما صراع معرفي روائي، مستشهداً بالسجلات الثلاث المنسوبة للعهد العثماني والتي اختصت بسجلات النفوس "للذكور فوق سن 25 سنة"، وسجل قرارات مجلس بلدية رام الله، بالإضافة إلى السجل المالي.

واستعرض د. عصام نصار عرضاً بعنوان "ذاكرة رام الله البصرية: صور ومتصواتية"، أوضح خلاله الصور التي تم توثيقها لمدينة رام الله والتي كانت أقل حظاً من غيرها من المدن الفلسطينية كالقدس وبيت لحم والناصرة.

في حين تناولت الجلسة الثاني قضية رام الله والحداثة، حيث استعرض د. خلدون بشارة التغيرات المعمارية في مدينة رام الله اليوم، في حين استعرضت د. ساندي هلال مشروع "متلازمة رام الله" من حيث الاجراءات والخطوات وصولاً لتعليق يافطات تحمل أسئلة غير مألوفة عن مدينة رام الله، فيما قدمت عميدة الدراسات العليا د. ليزا تراكي مداخلة حول التاريخ الاجتماعي لمدينة رام الله.