وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاتحاد الاوروبي: بأموال قليلة نستطيع احيانا تحقيق الكثير

نشر بتاريخ: 15/07/2010 ( آخر تحديث: 15/07/2010 الساعة: 21:34 )
رام الله- تقرير معا- "بأموال قليلة نجحنا في تحقيق فرق كبير في حياة المواطنين"، هكذا عبّر ممثل الاتحاد الاوروبي لدى السلطة الوطنية، كريستيان بيرغر، عن فخره للاثر الواضح الذي حققته العديد من المشاريع التي جرى تمويلها من قبل الاتحاد الاوروبي في كل من بلدة سلواد شرق رام الله، وبلديتي بدو وقطنة شمال غرب القدس المحتلة.

واكد بيرغر لـ (معا)، ان ما شاهده وما سمعه من المواطنين الذين يمثلون الفئات المستهدفة يؤشر الى فارق كبير احدثه تمويل هذه المشاريع في ذهنية المجتمع المحلي تجاه التعامل والتعاطي مع الفئات المهمشة.

وعبّر بيرغر عن سعادته للنتائج التي شاهدها من خلال زيارته الميدانية الى العديد من المؤسسات التي حصلت على الدعم لتطوير خدماتها للفئات المستهدفة التي منها فئة المعوقين والنساء والاطفال، مشيرا الى انه يشعر بالرضى الكامل عن هذه الانجازات التي تحققت على الارض وساعدت هذه الفئات في الحصول على خدمات لم تكن موجودة من قبل.

وشدد بيرغر على حرص الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الشريكة على تشجيع تنفيذ المشاريع المرتبطة باحتياجات الفئات المهمشة ودمجها في المجتمع، مؤكدا ان ما شاهده على الارض يبعث على الكثير من الامل نحو بناء مستقبل افضل للشعب الفلسطيني.

وحظيت زيارة بيرغر للبلدات الثلاث باستقبال وتفاعل واضحين من قبل المواطنين والمسؤولين في تلك القرى، وسط اشاداتهم وتقديرهم للدعم الذي حصلوا عليه لتطوير عمل مؤسساتهم وانعكاسه المباشر على تطوير نوعية وجودة الخدمات المقدمة لهذه الفئات.

مركز سلواد للتأهيل
لم يتردد بيرغر في احتضان العديد من الاطفال المعوقين عقلياً الذين باتوا يلتقون العديد من الخدمات الارشادية والنفسية التي يقدمها المركز لهذه الفئة، بل حرص على التقاط العديد من الصور الفوتوغرافية معهم في الحديقة الخاصة بالمركز التي جرى تمويل اقامتها من قبل الاتحاد الاوروبي وبالتعاون مع الصليب الاحمر الالماني والهلال الاحمر الفلسطيني ضمن مشاريع "لجنة الام الآمنة" التي ينفذ في العديد من القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورحب رئيس المجلس البلدي في سلواد نائل حامد بهذه الزيارة للبلدة وشكر بيرغر على الدعم الذي يستهدف دعم فئة الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة التي بحاجة للدعم المتواصل من الجهات المانحة والجهات الفلسطينية الرسمية.

واكد استعداد المجلس البلدي لتقديم كل التسهيلات وبذل المزيد من الجهود لانصاف هذه الشريحة وقال " هذه الشريحة هم مواطنون ولهم الحق الكامل في العيش وسلام وامن ".

واشار حامد الى ان قرابة 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يستفيدون من خدمات المركز منهم 65 طفلا يعانون من صعوبات في التعلم و35 طفلا يعانون من الشلل الدماغي، مؤكدا ان بلدة سلواد تعاني من مشكلة الاعاقات التي تصل نسبتهم في البلدة الى قرابة 15% من مجموع السكان الذين يقدر عددهم بقرابة 10 الاف نسمة.

من ناحيتها اكدت مديرة مركز سلواد للتأهيل على تحقيق تفاعل كبير من قبل المجتمع المحلي مع الخدمات والجهود التي يبذلها ويقدمها المركز في خدمة هذه الشريحة، مشيدة بالدعم والمساندة التي يقدمها الاتحاد الاوروبي من خلال الصليب الاحمر الالماني والهلال الاحمر الفلسطيني، بما يطور عمل وخدمات المركز ويعزز ثقة المواطنين.

وقالت " نتمنى المزيد من التعاون واستمرار الدعم لتنفيذ مشاريع جديدة لتطوير الخدمات"، مؤكدة ان الحديقة التي جرى اقامتها وتاهيلها لخدمة هذه الفئة اتاحت المجال امامهم ممارسة الالعاب والتنفيس عليهم، مشيرة ان العمل جاري من اجل الافتتاح الرسمي لهذه الحديقة التابعة للمركز التي تصل مساحتها الى نصف دونم.

من ناحيته اكدت مسؤولة "لجنة الام الآمنة" التابعة للهلال الاحمر في قرية سلواد فاطمة صالح، على اهمية الدعم الذي قدمه الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الصليب الاحمر الالماني والهلال الاحمر الفلسطيني لمركز سلواد للتأهيل في تطوير مستوى الخدمات لفئة المعوقين علقيا، مشددة على اهمية مواصلة هذا التعاون واستمرار دعم المركز بما يمثله من حاجة فعلية للمواطنين في القرية.

واشارت الى حرص الجمعية على اقامة العديد من الانشطة والفعاليات التثقيفية وزيارة النساء في المنازل وارشادهم في التعامل مع القضايا الصحية والنفسية، موضحة ان اللجنة نجحت في نشر الوعي المجتمعي حول العديد من القضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة.

واضافت ان اكثر ما يميز عمل المركز (الذي يتبع لجمعية سيدات سلواد الخيرية تأسست عام 1991)، هو نجاحه في استقطاب المتطوعات والمتطوعين للعمل في المركز والمساهمة في تحقيق اهدافه التي منها رعاية الطفولة المبكرة ورعاية المعوقين وايجاد برامج داعمة وتأهيلهم على اكثر من مستوى.

واشارت المتطوعة في المركز، اوليفيا حماد الى الدور الكبير الذي تعلبه لجنة الام الآمنة في تنمية الوعي حول هذه الفئات وطرق رعايتها اضافة الى تأهيل المدربين والمتطوعين للعمل في خدمة المجتمع.

حضانة الطفولة الآمنة في قطنة
"لم اكن اجد مكانا آمنا لترك اطفالي فيه، لكن بعد افتتاح الحضانة اصبح بامكاني تركهم وانا مطمئنة"، هكذا قالت الموظفة جيهان شماسنة، في اطار تعبيرها عن اهمية افتتاح هذه الحضانة في البلدة ما يتيح للنساء الموظفات والعاملات الاعتماد عليها في احتضان اطفالهن اثناء فترة العمل.

واضافت شماسنة، وهي أم لطفلين: "اليوم أشعر بالامن على اطفالي خاصة ان الحضانة توفر حقيقية بيئة آمنة للاطفال اضافة الى مربيات محترفات".

واشارت الى ان افتتاح هذه الحضانة التي جاءت في اطار عمل "لجنة الامومة الآمنة" التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني وبدعم من الاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر الالماني، يساعد العديد من الأمهات على التخلص من الضغط الناجم عن رعاية الاطفال خاصة حينما تكون الام موظفة عاملة.

واشاد القائمون على هذا المشروع بالدعم الأوروبي وحرص المؤسسات المشاركة في دعم هذا المشروع على استمراره من خلال تمديد دعمه لمدة 6 اشهر جديدة.

وتتولى متطوعات من السيدات والمربيات ادارة عمل الحضانة اضافة الى القيام بالعديد من الانشطة والزيارات للمدارس وزيارة الامهات في المنازل، في اطار رفع مستوى التوعية الصحية والاجتماعية في القرية.

من جانبها شددت عضو المجلس القروي سارة طه على اهمية عمل لجنة الامومة الآمنة في توعية النساء وتشجيع انخراطهن في المجتمع، مؤكدة ان نشاط اللجنة المتواصل داخل القرية ساهم في تشجيع النساء للانضمام الى اللجنة وساهم في تطوير مستوى العلاقات الاجتماعية بين النساء في القرية خاصة ان جملة النشاطات التي تنفذ ساهمت في رفع مستوى النساء في العديد من المجالات وارشادهن حول الامراض المتعلقة بالاطفال وسبل مواجهتها.

وقالت: "لقد اصبحنا نشعر بأهمية المرأة في القرية "، مؤكدة ان هناك العديد من النساء متشجعات جدا للترشح في الانتخابات المحلية المقبلة.

من جانبه شكر رئيس المجلس القروي في قطنة حسن ابو زايد، كل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز، مشيرا الى استعداد المجلس للمساعدة في تنفيذ مشاريع مستدامة وتوسيع عمل هذه الجمعية من خلال ايجاد مقر ثابت لها ضمن مجمع المؤسسات في القرية بما يتيح المجال لكافة النساء الوصول اليه بأمن وسهولة.

واكد بيرغر الذي حرص على الاستماع بعناية لمجموع الملاحظات التي عبرت عنها القائمات على تنفيذ هذا المشروع، مشددا حرص الاتحاد الاوروبي على تنفيذ المشاريع التي تنعكس على تحسين تفعيل مشاركة المرأة في المجتمع واخذ دورها المبادر.

وقال بيرغر: "نحن سعيدون لدعم هذا المشروع "، مؤكدا التزام الاتحاد الاوروبي باستمرار تقديم الدعم لمثل هذه المشاريع الحيوية التي تقوم على اساس تقديم الدعم الخدماتي للاطفال والنساء على حد السواء.

من جانبه اكد مارتن ميندر مدير مكتب التعاون في الصليب الاحمر الالماني، ان هذه المشاريع جرى تنفيذها في اطار العمل الحثيث من اجل بناء مؤسسات مستدامة في المجتمعات القروية بالتعاون مع الهلال الاحمر الفلسطيني ودعم الاتحاد الاوروبي، بما يساهم في توفير خدمات حيوية للمجتمع المحلي.

واشار الى الحرص على تقديم الدعم للنساء في القرية وتوفير متطلبات والادوات اللازمة لذلك، مشيدا بالتعاون المشترك بين الهلال الاحمر الفلسطيني والصليب الاحمر الالماني.

واكد ميندر على اهمية اعادة البناء من القاعدة، ضمن مشروع مساعدة المجتمعات المحلية على مواجهة الكوارث، موضحا ان الصليب الاحمر قدم العديد من المساعدات للهلال الاحمر الفلسطيني الذي يحظى بمصداقية وثقة اغلبية الفلسطينيين، بما في ذلك سيارات الاسعاف وانشاء غرف الطوارئ وتقديم الدعم الفني لتطوير المشاريع المجتمعية.

واشار الى ان هذا المشروع يشمل فتح 75 مركزا للامومة الآمنة اضافة الى 35 مشروعا صغيرا في الضفة وغزة منها 6 مشاريع في قطاع غزة.

مركز الحياة للرشاقة في قرية بدو
"لقد خسرت 17 كغم من وزني خلال فترة شهر واحد، وبدأت اشعر بتغيير نفسيتي "، هكذا عبرت المواطنة ام فهمي عن رضاها عن مستوى الخدمات التي يقدمها المركز ضمن عمل لجنة الامومة الآمنة، الذي جرى تمويله من الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الهلال الاحمر الفلسطيني والصليب الاحمر الالماني، موضحة انها كانت تعيش اسيرة حزنها على فقدان ولدها الشهيد الامر الذي قاد الى زيادة وزنها بصورة كبيرة بسبب جلوسها الدائم في المنزل.

وقالت:"لكن بعد فتح هذا المركز اصبحت الامور تتغير وانخرطت بجدية في نشاطاته الى حد انني فقدت من وزني 17 كغم اضافة الى نشاطي مع نساء القرية الامر الذي اراحني كثيرا وخلصني من الضغط الصحي"، مؤكدة ان ممارستها للرياضة ساعدها كثيرا في التغلب على العديد من المشاكل الصحية.

وقالت رئيس لجنة "الام الآمنة" سميحة زهران، ان اقامة هذا المشروع جاء بناء على احتياجات النساء في القرية، موضحة ان تنفيذ مثل هذه المشاريع يشجع النساء على الانخراط المجتمع وابراز قدراتهن في تنفيذ برامج وانشطة تعود على المجتمع بالفائدة وتخفف من الاعباء التي تقع على كاهل النساء.

ونجحت ادارة المركز على حث وتشجيع النساء في القرية للاقبال على الاستفادة من الخدمات التي يقدمها في هذا المجال حيث خصصت ادارة المركز مدربة متخصصة للاشراف على تدريب النساء على ممارسة الرياضة الامر الذي شجع العديد من نساء القرية على الاقبال عليه والاستفادة من خدماته.

واشاد رئيس المجلس القروي اسماعيل قعدان بتنفيذ هذه المشاريع، مؤكدا استعداد المجلس توفير كل متطلبات تنفيذ مثل هذه المشاريع الحيوية.

وعبّر بيرغر الذي تعهد بمواصلة دعم مثل هذه المشاريع، عن رضاه الكامل للمستوى الطيب الذي تحققه مثل هذه المشاريع، قائلا: "باموال قليلة نحقق فارق جوهري في ذهنية المواطنين وطريقة تفكيرهم تجاه انفسهم وتجاه مجتمعهم".