وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ميتشل وعباس ونتنياهو في ضيافة مبارك بالقاهرة

نشر بتاريخ: 18/07/2010 ( آخر تحديث: 18/07/2010 الساعة: 18:12 )
القاهرة - معا - يجري الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاحد في القاهرة محادثات منفصلة مع الرئيس محمود عباس والموفد الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث امكانية الانتقال الى مفاوضات فلسطينية اسرائيلية مباشرة.

مبارك- ميتشل:
فقد بحث الرئيس المصري محمد حسني مبارك والمبعوث الامريكي للسلام جورج ميتشل سير المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وامكانية الانتقال الى مفاوضات مباشرة.

وقالت مصادر مطلعة ان ميتشل اطلع مبارك خلال اجتماعهما اليوم الاحد في القاهرة على نتائج المباحثات التي اجراها خلال اليومين الماضيين مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وكان الرئيس محمود عباس اكد رفض الجانب الفلسطيني الدخول في مفاوضات مباشرة لان اسرائيل لن تقم بمتطلبات ذلك حيث ان الانتقال الى مفاوضات مباشرة يتطلب انجاز تقدم في المفاوضات غير المباشرة واجابات اسرائيلية واضحة على ملفي الامن والحدود وهو الامر الذي لم يتحقق.

ولكن ميتشل قال من جانبه ان ما سمعه خلال مباحثاته مع المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين يشجع على الاستمرار في العمل عل اقامة السلام الذي ينبغي أن يبدأ باتفاقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على إقامة دولتين تعيشان بأمن وسلام، ويتضمن أيضا السلام بين إسرائيل وسوريا والتطبيع مع كافة الدول العربية.

عباس - مبارك:
ثم عقدت، بعد ظهر اليوم، جلسة مباحثات بين الرئيس محمود عباس ونظيره المصري محمد حسني مبارك، في مقر الرئاسة المصرية بالقاهرة.

وحضر جلسة المباحثات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وسفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية د. بركات الفرا، بحضور عدد من المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم وزير الخارجية احمد أبو الغيط.

وقال سفير فلسطين في القاهرة إن جلسة المباحثات هذه تأتي في سياق التنسيق المتواصل بين قيادة البلدين الشقيقين، وأن الرئيس عباس حريص دائما على التواصل مع الأشقاء العرب وخصوصا مع قيادة مصر الشقيقة والتشاور معها في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشار إلى أن هذه الجلسة تكتسب أهمية خاصة نظرا لوجود المبعوث الأميركي لعملية السلام السناتور جورج ميتشيل في المنطقة، نظرا لوجود لقاءات مصرية وإسرائيلية وأخرى مع جهات أخرى معنية بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وكان ميتشل قد وصل قبيل ظهر الاحد الى القاهرة قادما من القدس حيث اجتماع صباحا مع نتانياهو.

وكان الرئيس قد وصل الى القاهرة مساء السبت حيث التقى مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان المسؤول عن الملف الفلسطيني الاسرائيلي وكذلك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

ومن المقرر ان يلتقي ميتشل موسى بعد ظهر الاحد في القاهرة ليبحث معه في الموقف العربي من اقتراح الانتقال الى المفاوضات المباشرة.

وستعرض هذه المسألة على اجتماع وزاري للجنة مبادرة السلام العربية يعقد في 20 تموز/يوليو الجاري في القاهرة بحضور محمود عباس.

وتأتي هذه المحادثات في الوقت الذي تأمل فيه ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المحادثات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل 26 ايلول/سبتمبر المقبل موعد انتهاء التجميد الجزئي المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية الذي كانت حكومة نتانياهو اعلنته لعشرة اشهر.

ورغم الضغوط الامريكية على عباس للانتقال الى المفاوضات المباشرة، التي تطالب بها اسرائيل، الا انه مازال يضع عدة شروط للموافقة على طلب واشنطن.

وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه للصحافيين في ختام لقاء بين عباس وميتشل في رام الله السبت "حتى الان لا يوجد وضوح في الموقف من عدد من القضايا المتعلقة بالانتقال الى المفاوضات حول الوضع النهائي" مع اسرائيل.

واوضح عبد ربه اثر اللقاء وهو السادس في اطار المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في ايار/مايو ان "الاجتماع الذي استغرق ثلاث ساعات بين عباس وميتشل كان مهما لكن هناك جملة من القضايا، اهمها الاستيطان واوضاع مدينة القدس، تحتاج الى مزيد من الوضوح".

وشدد عبد ربه على ان "الوقت ليس مهما بل المهم اسس عملية السلام وموقف واضح من الاستيطان والقدس والانتهاكات الاسرائيلية في عموم الاراضي الفلسطينية كي تتخذ القيادة الفلسطينية قرارها بشان المفاوضات المباشرة".

ورفض ميتشل الادلاء بتفاصيل بعد اللقاء مكتفيا بالقول "انهينا اجتماعا بناء ومثمرا جدا مع الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية".

واكد ميتشل كما خلال زياراته السابقة، التزام ادارة باراك اوباما باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

وقال "نتطلع الى مواصلة نقاشاتنا التي بدأت اليوم لتحقيق رؤية الرئيس اوباما للسلام الشامل في الشرق الأوسط، هذا السلام الذي ينبغي ان يبدأ باتفاقية بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اقامة دولتين تعيشان بامن وسلام، ونامل بازدهار ايضا".

وكرر عباس خلال الاسابيع الاخيرة القول انه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة قبل تحقيق تقدم في قضيتي الامن والحدود وهما من القضايا الشائكة التي تتعثر بشانها عملية السلام، الى جانب القدس واللاجئين والمياه.

وفي مقابلة نشرت السبت، قال الرئيس الفلسطيني ان على اسرائيل القبول بوجود طرف ثالث في الاراضي الفلسطينية قبل بدء مفاوضات سلام مباشرة حول الحل النهائي.

وقال عباس في المقابلة التي نشرتها صحيفة "الغد" الأردنية "قدمنا للاسرائيليين موقفنا في مختلف قضايا المرحلة النهائية، خاصة قضيتي الحدود والأمن، وقلنا ان الحدود يجب ان تكون على اساس العام 1967 مع الاتفاق على التبادلية في القيمة والمثل، وقدمنا رؤيتنا بالنسبة للأمن".

واضاف "المطلوب من اسرائيل ان تقول ان هذه الافكار مقبولة من حيث المبدأ، بمعنى هل يقبلون ان الارض هي حدود 1967 وان يكون في الأرض الفلسطينية طرف ثالث؟ اذا وافقوا على ذلك، فهذا نعتبره التقدم الذي نريده ويجعلنا نذهب به الى المفاوضات المباشرة".