وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

‏‏‏‏البرامج التلفزيونية الملائمة تسهم بتحسين العمليات الابداعية للطفل

نشر بتاريخ: 18/07/2010 ( آخر تحديث: 18/07/2010 الساعة: 19:01 )
بيت لحم-معا- كشفت نتائج دراسة تحليلية عن إمكانية إسهام البرامج التلفزيونية التعليمية الملائمة لخصائص الطفل النمائية والمعرفة في تحسين عملياته وقدراته العقلية والمعرفية والإبداعية.

وصدرت الدراسة، وهي للإعلامي الدكتور سعيد عياد مدير عام الإدارة العامة للأخبار في تلفزيون فلسطين، في كتاب بعنوان (دور التلفزيون في تنمية قدرات التفكير الإبداعي عند أطفال ما قبل المدرسة).

وانطلقت الدراسة كما يقول عياد: "من رؤية مستقبلة من أن الاستثمار في الطفولة يمثل هدفا، فتنمية العمليات العقلية المعرفية وقدرات التفكير الإبداعي لدى أطفال ما قبل المدرسة، يلقي الضوء على تطلعات وملامح المستقبل من خلال ارتقاء المجتمع من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. ذلك أن انجازات الأفراد وتقدم الأمم ترجع بالأساس إلى توافر قدر مناسب من مستوى التفكير الإبداعي".

ويضيف عياد الذي يحاضر في عدة جامعات فلسطينية: " من الأهمية بمكان تنمية شخصية الطفل الفلسطيني المتكاملة في جوانبها الأربعة المعرفية والوجدانية والاجتماعية والنفس حركية، حتى يكون قادرا على مواجهة تحديات المستقبل في ظل عصر المعلومات وعصر المقدرة العقلية. يتطلب ذلك تنمية قدراته الإبداعية، فتطور الإنسان وتقدمه مرهون بما يمكن أن يتوفر له من قدرات إبداعية تمكنه من أن يكون حساسا للمشكلات غير المتوقعة وقادرا على البحث عن الحلول والتنبؤ، وتكون لديه القدرة على التفكير في بدائل متعددة ومتنوعة للمواقف المتجددة، مما قد يعينه على التغلب على مشكلات الحياة التي تواجهه".

ويرى عياد فيما سبق أنها: "تمثل إحدى أهم الغايات العليا للتربية. وتحقيق ذلك يحتاج إلى عدة متغيرات هامة بما يتلاءم مع المرحلة النمائية للأطفال. خاصة أن الأطفال لا ينمون معرفيا وإبداعيا من تلقاء أنفسهم إذ أنهم بحاجة إلى رعاية وعناية وتعهد لهذا النمو حتى يسيروا في الاتجاه المرغوب فيه، ومن بين هذه المتغيرات تنويع مصادر التعلم وتنويع استراتيجيات ووسائل التعليم والتعلم بالاستفادة مما توفره البيئة الثقافية المحيطة، وأيضا توفير بيئة تعليمية تعليمة جاذبة للمتعلمين بتوفرها على أنشطة حافزة للطاقات الكامنة. على أن تكون هذه الأنشطة مشوقة مثيرة للدافعية ومحفزة للرغبة والميل والاهتمام والانتباه التي تعد هذه العوامل أساسا وضرورية لتنمية التفكير الإبداعي".

وخلصت الدراسة إلى توصيات وجهها الباحث إلى عدة جهات، فرأى مثلا فيما يخص الأسرة أنها يمكن: "أن تعتمد البرامج التلفزيونية التعليمية الملائمة كمتطلب تعليمي وتحفيزي لأبنائها في المنزل وجعلها ضمن برنامج نشاطهم اليومي، بحيث يتم توجيههم وتشجيعهم على مشاهدتها".

ويعتقد أن: "تعود الطفل على مشاهدة البرامج التلفزيونية التعليمية ستساعده على التعامل الانتقائي الرشيد مع برامج التلفزيون، فهو بالتدريج سيتعلم انتقاء البرامج التي تحقق له الفائدة وتلبي توقعاته وتشبع حاجته للتسلية والمتعة والترفيه في الوقت ذاته".

وأوصى الباحث الروضة بان تخذ عوامل عديدة في الاعتبار لدى صياغة منهجها: "خاصة أن جل رياض الأطفال في فلسطين وربما في دول عربية أخرى لم يعد دورها يقتصر على اعتماد اللعب الحر والمناشط المطلقة غير المقيدة أو ما يعرف بالمنهاج الخفي غير المباشر كوسيلة وحيدة لإعداد أطفال الرياض".

ورأى عياد أن مشاهدة طفل الروضة لبرامج مناسبة: "توفر له إحساسا بالاستقلالية والمتابعة وفق قدراته التعليمية والخاصة فيشعر بالأمان والثقة بنفسه والطمأنينة والحرية النفسية في ممارسة هذا النشاط بتحرره من مراقبة المعلمة والزملاء، مما يزيد من مستوى الكسب المعرفي والخبراتي لديه".

وأوصى الباحث بدمج البرامج التلفزيونية التعليمية الملائمة لخصائص الطفل النمائية والمعرفية بالمنهج الفعلي ضمن الأنشطة المتعددة بالروضة كالمناشط القصصية والفنية والحركية والموسيقية واللعب الحر".

واقترح الباحث تعاونا بين التربويين والإعلاميين، وأوصى بضرورة إعداد برامج تلفزيونية تعليمية ملائمة لفئة أطفال ما قبل المدرسة، على أن تلائم خصائصهم المعرفية والعقلية والنفسية، وتلبي حاجاتهم في الحصول على المعرفة والمتعة المفيدة وحب الاستطلاع والتخيل والانجاز.