وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بلير لـ معا: بالإمكان اعطاء ضمانات دولية بان المفاوضات ليست غير منتهية

نشر بتاريخ: 18/07/2010 ( آخر تحديث: 19/07/2010 الساعة: 09:24 )
رام الله -معا- اعلن مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام، توني بلير، عن ان مجموع التحركات والجهود السياسة المبذولة حاليا ترمي الى الوصول لتحقيق المصداقية المطلوبة لتساعد في دفع عملية المفاوضات للامام، وبما يساهم في تعزيز ثقة الفلسطينيين بجدية المفاوضات والتأكيد على انها محادثات ليست من اجل المحادثات فقط.

واكد بلير في مقابلة خاصة مع (معا)، على اهمية توفير المصداقية للمفاوضات وتعزيز ثقة الفلسطينيين بها من خلال التاكيد على ان هذه المفاوضات لن تكون عملية غير منتهية، مشددا على حاجة المجتمع الدولي لمشاهدة نتائج على الارض لهذه المفاوضات، موضحا ان المجتمع يمكن ان يعطي ضمانات حقيقية للمفاوضات اذا ما ذهب الطرفان(الاسرائيلي- الفلسطيني) لمفاوضات مباشرة .

واشاد بلير بالجهود التي بذلها الرئيس محمود عباس ، ورئيس الوزراء د.سلام فياض على مستوى تحقيق الامن في الضفة الغربية ، مشددا في الوقت ذاته على الموقف الدولي الداعم لاقامة دولة فلسطينية واحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة واهمية العودة مجددا الى اتفاقية المعابر عام 2005 بما في ذلك الممر الآمن بين الضفة والقطاع.

وفيما يلي نص المقابلة:
سؤال:التحركات السياسية الحاصلة بعد زيارة جورج ميتشل، وممثلة الاتحاد الاوروبي ، وزيارته الحالية لرام الله، فهل من جديد؟
- نحن نحاول استخدام الاسابيع القليلة القادمة للحصول على خطوات تساهم في مفاوضات حول حل الدولتين، ولذا فكل هذه التحركات هدفها الوصول الى مصداقية تساعدنا في دفع عملية المفاوضات ، ويجب ان يكون الفلسطينيون واثقين ان هذه ليست محادثات من اجل المحادثات ولكنها محادثات جادة.

سؤال: من الواضح ان هناك متطلبات اساسية للدخول في مفاوضات جادة منها ، وقف الاستيطان وتحديد جدول زمني وضمانات واضحة ومحددة؟
- اعتقد ان الشيء المهم للغاية هو ان المعيار الذي نستخدمه لسد الفجوة هي معايير تعطي الفلسطينيين الثقة بان هذه مفاوضات حقيقية ، وانها ليست عملية غير منتهية من المحادثات وانها لن توصلنا لاي مكان.
هذا ما نطمح له ونطمح للوصول الى معايير تعطي الفلسطينيين الثقة بان هذه محادثات جادة لتحقيق الدولة الفلسطينية.

سؤال: الفلسطينيون يتحدثون عن ان الجهود الحالية تركز على شكل المفاوضات وليست على المضمون، فماذا تقول عن ذلك؟
-اعتقد ان الفلسطينيين يقيمون ان المهم هو المحتوى وما يقوله الاسرائيليون هو انهم لن يقوموا بالنقاش في المحتوى الا من خلال مفاوضات مباشرة، وهذا ما سنحاول العمل عليه و اعتقد ان هذا ما سنعمل لتحقيقه ولكن اعتقد ان هناك طرقا لتحقيق ذلك لان القضية الاساسية للرئيس محمود عباس هو مصداقية المفاوضات وهذا ما يهمه حاليا، بل يهمه اكثر شيء الان، والنظر الى القضية بشكل عام فانه قرر المضي في المفاوضات، فهل سيجد الإسرائيليين جادين، وهل رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو جاد، هذه هي القضية .

سؤال: ماذا تعتقد انت بهذا الخصوص؟
- اعتقد اننا بحاجة لتقديم هذه المعايير للثقة للفلسطنيين من خلال المفاوضات المباشرة فاذكر في حالة ايرلندا الشمالية كان الناس يقولون لي بشكل دائم ان الطرف الاخر ليس جاد في مواقفه و كنت اقول لهم هل هناك طريقة اخرى لفحص ذلك من خلال الخوض في المفاوضات المباشرة.

سؤال: من خلال تواجدك هنا واطلاعك، هل ترى ان المشكلة في القيادات السياسية ام في عامة الفلسطينيين والاسرائيليين؟
- رأي ان غالبية الفلسطينيين والإسرائيليين يريدون اتفاقا، ولكن هناك حقيقة وواقع على الطرفين ، فهي عند الإسرائيليين قضية الامن ، وعند الفلسطينيين الاحتلال، وعليه برأي فانه حتى نصل لما يريده العامة يتوجب على رجال السياسة ان يتفاوضوا حول قضايا الحل النهائي ولكن ايضا نحن بحاجة لبناء الاقتصاد تطوير البنية التحتية ، الامن ورفع الاحتلال خطوة خطوة .
واعتقد انه رغم كل ما حدث في العشر سنوات الماضية لايزال هناك غالبية في الطرفين ترغب في السلام.

سؤال: هل ان الحل يقوم بالاساس على الحل الامني خاصة ان الامن مفهوم واسع ويمكن ان يتعرض لضربات بقرار شخص واحد؟
- ما فعله الفلسطينيون من خلال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والرئيس محمود عباس في السنوات الثلاث الماضية كان في غاية الاهمية، اذا انه في المدن يؤمن الفلسطينيون الامن بانفسهم ، ولكن لا يوجد أي نظام امني يمنع أي شخص سيء من القيام بشيء سيء ولكن ما يمكنك فعله هو توفير نظام امني يثق به الناس.
فالان في جنين ونابلس والخليل وغيرها من المدن هناك تغيير عما كان في السنوات السابقة، وأريد ان اؤكد ان الامن ليس فقط قضية تخص الفلسطينيين بل الإسرائيليين ايضا.

سؤال: من خلال تجربتك كيف تقييم مستوى الثقة بين الجانبين؟
- ارى ان الوضع على ارض الواقع افضل، وارى اهمية في تحقيق الثقة على مستوى القادة الإسرائيليين – والفلسطينيين من كلا الطرفين عبر العودة الى المباحثات، ونحن نرى ان الوضع في الضفة الغربية أفضل مما كان عليه منذ سنوات مضت، والان في غزة هناك حاجة لعمل المزيد ولن نستطيع من عمل ذلك الا عند بدء المفاوضات.

سؤال: ما هو موقفكم من الممر الآمن وضمان حرية الاشخاص والمركبات بين الضفة وغزة، خاصة ان اسرائيل اعلنت عن اجراءات جديدة لكن الفلسطينيين مازالوا يشكو من تعقيد هذه الاجراءات ؟
- بداية سيكون هناك دولة واحدة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة وعليه هناك حاجة لهذا الممر، وثانيا فان الوضع في غزة يتحسن بشكل تدريجي بسبب الاجراءات التي تم الاتفاق عليها، كما اننا بحاجة للعودة على ما كنا عليه عام 2005 ، وهذا يتطلب نوعا من الاتفاق بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية.

سؤال: اذا ما ذهب الفلسطينيون والاسرائيليون الى مفاوضات مباشرة ، هل يمكن ان تعطوا ضمانات بان تفضي هذه المفاوضات الى نتائج وفق جدول زمني محدد؟
- اعتقد انه يمكننا اعطاء ضمانات بان هذه ليست مفاوضات غير منتهية، والناس من المجتمع الدولي يريدون ان يروا النتائج لهذه المفاوضات ولهذا أتوقع انه طالما بدأت المفاوضات فان الناس ستجلس وتتحدث في القضايا الهامة والوضع النهائي.

سؤال: احد الضمانات قد تكون التدخل من اجل الضغط على الطرف المعطل لهذه المفاوضات؟
- اعتقد ان الوضع مختلف اذ لا نقول للطرفين اذهبوا وعودوا عندما تتوصلون لاتفاق ولكننا نتابع عن كثب عجلة هذه المفاوضات لضمان كونها جدية وعليه اعتقد ان دورنا هو ان يصل الطرفين لاتفاق بأنفسهم ولكن علينا ان يكون لدينا متابعة يومية لما يحصل على الأرض مما يعطي دعما لهذه المفاوضات.

سؤال: ولكن كان هناك 15 عاما من المفاوضات دون نتائج بعد ان تُرك الجانبان يتفاوضان لوحدهم؟
- صحيح ، ولكن اعتقد ان هناك سبيا اخرا لكون هذه المفاوضات غير مجدية وهو ان بناء الدولة امر مهم فهو لا يتعلق فقط بالاراضي ولكنه ايضا يتعلق بقدرات المؤسسات وكيف تتم إداراتها والسياسة المتبعة فيها، واعتقد بشكل شخصي انه اذا ما اشتغلنا من اجل المفاوضات المباشرة فانه لدينا افق جيد للنجاح.

سؤال: هل انت سعيد هنا، وهل يمكن ان تنهي مهامك كمبعوث اللجنة الرباعية في المنطقة؟
- انا سعيد هنا، نحن الان افضل حالا مما كنا عليه قبل ثلاث سنوات ، واجد وجودي هنا جيدا وهذا افضل شيء افعله وهو تحقيق الدولة الفلسطينية.

سؤال: هل كان هناك تغيير لديك الان كمبعوث للجنة الرباعية، مقارنة مع توليك سابقا منصب رئيس الوزراء في بريطانيا ؟
- اعتقادي وايماني لم يتغيرا ولكن فهمي للأمور تغير.