وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 19/07/2010 ( آخر تحديث: 19/07/2010 الساعة: 19:57 )
هنيئا لعشاق المستديرة !

أطفئت الأضواء في ضواحي جوهانسبورغ ، وأسدلت الستائر في محيط كيب تاون إيذانا بانتهاء فعاليات مونديال إفريقي مميز ، أكد للقاصي والداني أن المظلومين السمر بإمكانهم المساهمة الفاعلة في إرساء مداميك الحضارة الإنسانية في زمن العولمة !

الصحافة العالمية ، ومنها الصحافة العربية واكبت بخطى حثيثة فعاليات المونديال ، ونقلت ما بين سطوره بشكل غير مسبوق ... ونجحت الصحافة الفلسطينية في ربط عشاق هذا الوطن مع الأحداث المونديالية ، من خلال تفاعل فاهم مع كل كبيرة وصغيرة في هذا المونديال ، الذي مثل نجاحا هاما لفلسطين ، كونه نظم في بلاد شركاء النضال والمعاناة ، رجال مانديلا ... ولأن ممثلي العرب الوحيدين ، أبناء الثورة الجزائرية ، عوضوا مشاركتهم غير المؤثرة فوق المستطيل الأخضر ، بمكرمة أخوية لا تقدر بثمن في المدرجات ، حين رفعوا العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري ، فأصبح علمنا المفدي العلم الثالث والثلاثين في جنوب إفريقيا ، مما أثار حنق سالبي هذا الوطن !

وفي خضم المونديال انخرط الإعلاميون في رصد ما تركته الأحداث في الجنوب الإفريقي ، وشارك الإعلاميون الفلسطينيون في رصد ايجابيات وسلبيات كأس العالم ، وحك عدد من إعلاميينا رؤوسهم موردين لائحة المنغصات ، التي تتصل بالخروج المبكر للقوى المونديالية العظمى ، وضعف أداء قضاة الملاعب ، وكرة جابولاني المنبوذة ، وزنين الفوزوفولا .. وغيرها .

ولم ينظر الإعلاميون إلى النصف الفارغ من الكأس فقط ، ووقفوا عند انجازات منتخبي آسيا كوريا واليابان ، وانجاز ممثل أفريقا منتخب غانا ، وتحدثوا عن قطع الغيار الجديدة للماكينات الألمانية ، وعودة الطواحين الهولندية للدوران ، وفرض سماوي أورغواي نفسه في المربع الذهبي .. وغيرها من الأمور الايجابية ، التي تحسب للمونديال التاسع عشر !

والحق يقال : إن الإعلاميين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين نجحوا في تقييم المونديال ، وأعطوا الحقوق لأصحابها ، باستثناء عدم إنصافهم الاعلام الرياضي العربي ، وخاصة ما يتعلق بتغطية الجزيرة الرياضية ، التي عوضت بحضورها غير المسبوق المشاركة العربية غير المجدية في هذا المونديال ، الذي نظم في قارة يملك العرب ما يقرب من ثلث مساحتها شمالا ، بمعنى أنها نظمت في عقر الدار ، في غياب أهل الديار !

ولا يختلف اثنان على أن قناة الجزيرة الرياضية نجحت في نقل المؤثرات المونديالية ، من بيت إلى بيت ، ونجحت في لمّ بسطاء الأسرة الفلسطينية وأغنيائها حول المائدة المنقولة على الهواء مباشرة ، في بث عربي حصري مميز ، بمشاركة مختصون من معظم الجنسيات ، وخاصة من البلدان المشاركة في المحفل المونديالي !

ولم تكن هذه الوجبة الكروية الدسمة التي حضرتها الجزيرة الرياضة خبط عشواء ، وإنما جاءت نتيجة تحضيرات مكثفة ، واستثمار جيد لقدرات المختصين العرب والعجم ، لدرجة أن أكثر من ثلاثمائة فني في الإعداد والتقرير والإضاءة والصوت والإخراج شارك في انجاز ما يصلنا ... يضاف إلى ذلك مثلهم من المعلقين والمقدمين والمحللين والخبراء ، الذين تابعوا النقل المباشر ، من الاستوديوهات في قطر وفي جنوب إفريقيا ، ومن منصات التعليق في جميع الملاعب التي احتضنت المباريات ، وإذا ما أضيف إلى هؤلاء طواقم الجزيرة ، التي نشطت في كل البلدان ، وخاصة في الدول المتأهلة ، قد يصل العدد إلى أكثر من ألف من الكوادر في مختلف المجالات ، بما يؤكد أهمية الجهد الذي بذل ، وتفسير النجاح الذي تحقق !!

هنيئا لجنوب إفريقيا هذا النجاح الباهر، وهنيئا لفلسطين مشاركتها الفاعلة في المونديال ، بفضل الوفد الإداري الذي قاده اللواء جبريل الرجوب ، وبفضل السواعد الجزائرية التي رفعت راياتنا ، وبفضل الإعلام الرياضي الفلسطيني الذي واكب كل تفاصيل المونديال ... وهنيئا للجيرة الرياضية هذه الاحترافية ، التي تغطي أي نقيصة ، في انتظار جولة جديدة للجزيرة ، ترعى فيها الدوري الفلسطيني ، لان قائد سفينة كرة القدم الفلسطينية أعلمنا أن هذه القناة المحترفة تعرض رعاية دورينا !

والحديث ذو شجون