وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"حفر البرك" مهنة جديدة للنساء في غزة

نشر بتاريخ: 21/07/2010 ( آخر تحديث: 22/07/2010 الساعة: 00:06 )
غزة- تقرير معا- المنافسة في العمل بدت واضحة بين السيدات والرجال في غزة، من اجل توفير احتياجات أسرهم، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها سكان القطاع.

"حفر البرك" مهنة صعبة وجديدة احتضنتها السيدات بكل فخر، من اجل توفير احتياجات أسرهن، ولاحداث تغيير ايجابي في توفير المياه، ومساعدة العمال العاطلين عن العمل، ونتيجة للحالة الزراعية السيئة والفقر المدقع ومحدودية العمل في القطاع وللتخفيف من معاناة العمال والفلاحين.

الحالة المعيشية الصعبة التي جعلت السيدة أمينة أبو مغاصيب (37 عاما) العمل في حفر البرك هي نفس الأسباب التي جعلت باقي السيدات يعملن العمل في هذا المجال.

أمينة التي تعيل 7 أفراد قالت لمراسل "معا" في غزة: "إن ظروفي أصعب من العمل في حفر البرك والصخر، وأنا على استعداد للعمل في حفر الصخر لإيجاد لقمة العيش لأفراد عائلتي ولتلبية احتياجاتهم".

عائلة أمينة تعيش وضعا صعبا في ظل منزل لا تتوفر فيه إمكانيات العيش الكريم، وفي ظل زوج لا يستطيع العمل بسبب مرضه الشديد وطفل يعاني من الغدة الدرقية التي تحتاج لعملية، وناهيك عن قدوم شهر رمضان والمدارس التي تحتاج إلى متطلبات كثيرة، على حد قولها.

السيدة امينة من سكان وادي السلقا بدير البلح عبرت عن فخرها لأنها استطاعت توفير بعض احتياجات منزلها.

أما الآنسة نعيمة أبو سليسل (27 عاما) التي لأول مرة تعمل في حياتها، قالت: "أنا مبسوطة في هذا العمل من اجل توفير لقمة العيش لأهلي، في ظل ظروف صعبة يعاني منها أفراد عائلتي"، مشيرة إلى أن والديها كبيران في السن ولديهما أمراض ومشاكل صحية.

من جهته المدير التنفيذي لاتحاد لجان العمل الزراعي في غزة محمد البكري قال: "إن اللجان النسوية الموجودة في المناطق عملت على مشاركة المرأة في العمل وخاصة الأسر الفقيرة التي لا تمتلك أراضي لإيجاد فرص عمل".

وأضاف انه تم الإعلان لكلا الجنسين خاصة شرق دير البلح والغازي، بسبب سوء أحوالهم الاقتصادية.

وبين البكري انه تم تشكيل فرق عمل في البداية للنساء، وبدأ العمل في مشروع حفر البرك لتجميع مياه الأمطار الممول من المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي بالشراكة مع المؤسسة الاسبانية العمل ضد الجوع.

وأكد البكري وجود نشاط غير عادي لدى السيدات في العمل بهذا المجال الصعب إلا أنهن نجحن في حفر برك تتسع إلى 120 كيلو متر مكعب في ظرف 5 أيام مقابل 1500 شيقل.

وعن هدف هذا المشروع أشار إلى توفير مياه عذبة من اجل تنويع المحاصيل الزراعية وزيادة دخل المزارعين.

وقال سنستمر في العمل وسنحاول زيادة مشاركة المرأة في العمل حيث هناك إحصائية تفيد إلى ارتفاع نسبة البطالة عند النساء إلى 95% والرجال فوق 70% والفقر فوق 85% وفقر مدقع 62%.

وحمل البكري حكومتي غزة والضفة الغربية نتيجة هذا التدهور الخطير، مطالبا إياهما بلعب دور كبير من اجل تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، ومطالبا بتخفيف المشاريع الاغاثية لصالح المشاريع التنموية.

من جهتها مسؤولة اللجنة الزراعية والنسوية في وادي السلقا حنان أبو مغاصيب بينت أن الفكرة جاءت لمحاربة ظاهرة التسول النسوي، مطالبة المؤسسات الأهلية توفير أدنى متطلبات الحياة للأسر الفقيرة، رافضة في الوقت نفسه الجانب الاغاثي.