وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خانيونس- الأولى على فلسطين تهدي نجاحها لروح والدتها

نشر بتاريخ: 22/07/2010 ( آخر تحديث: 22/07/2010 الساعة: 14:40 )
غزة - خاص معا - " لروح والدتي الممرضة التي ماتت بالسرطان" هكذا أهدت الطالبة الأولى على مستوى الوطن نور نجاحها وبرقية حب لمن دعمتها طيلة سنوات العمر وفارقت الحياة قبل عامين.

الأولى على فلسطين مكرر بالفرع العلمي نور جاسم إسماعيل من محافظة خانيونس هي الفرحة الأولى في بيتها الصغير وبين أشقائها فهي الابنة البكر لوالد يعمل بالشرطة المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية ولأم فارقت الحياة قبل عامين بعد معاناة مع مرض السرطان استمرت ستة أعوام كاملة.

اليوم عم البيت صخب ولعب ومرح وحبور بتفوق نور، فالأب جاسم استمر لعامين وحيداً باذلاً أقصى جهده لتحقيق حلم ابنته بدراسة الطب ولذلك كان لا بد لها ان تحقق معدلا يؤهلها لهذا الحلم فكان ما لم يتوقعه الجميع ، المرتبة الأولى على فلسطيني بمعدل يفوق خيالها 99.5%.

كرم " 17" عاماً وحسن " 12" عاماً هما شقيقا نور كانت أكبرهما وبالتالي وقع عليها امتحان الأمومة قبل أن تجربها فعلياً ، إلا أن صبر الأب جاسم ملأ عليهما ولو نذرا يسيرا من ألم فراق الأم.

لم يكن وفاة والدتها قبل عامين هو الحافز الوحيد لإصرارها على النجاح والتفوق وإنما حلمها بتحدي المرض الذي كان سببا لوفاة والدتها هو الدافع الأكبر لهذا النجاح.

قالت نور لمعا بلهجة واثقة:" أشعر بفرحة كبيرة فقد كان نتيجة اجتهاد ودراسة مستمرة ودعم أبوي وأسري كبير ووقفة ممن أحبني فلهم جميعا أهدي هذا النجاح وأهديه لروح والدتي التي فراقتني ولها أقول سأدرس طب الأورام لتحدى المرض الذي انتزعك من بيننا".

نور تشتاق اليوم لعناق الأم رحاب حسن دحلان التي عملت مدرسة تمريض في كلية فلسطين للتمريض بمحافظة خانيونس ولكن قد يكون عوضها قليلا عناق الأب جاسم الذي تزوج بعد إنهاء ابنته امتحانات الثانوية العامة قبل اسبوع واحد قال:" انا فخور جدا وأشعر بأنني حققت حلم زوجتي التي توفت بعد صراعها مع المرض، أتمنى أن تحقق فتاتي حلمها بدراسة طب الأورام كما رغبت منذ وفاة الأم".

وكانت نور تتلقى القبلات من أقاربها الذين هبوا إلى منزلهم بخانيونس وتجيب معا:" لم أكن أتوقع هذا المعدل رغم أنني عملت له فالشكر للجميع ولوزارة التربية والتعليم وخالاتي وأخوالي وكل من دعمني واهدي هذا النجاح لفلسطين ولقطاع غزة وأهله المحاصرين:".