|
النتشه: ثقافة اختيار التخصص الجامعي بحاجة لاعادة دراسة وتقييم
نشر بتاريخ: 22/07/2010 ( آخر تحديث: 22/07/2010 الساعة: 18:43 )
رام الله - معا - اكد د.ماهر النتشه نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الاكاديمية ان عملية التنسيق بين اختيار التخصصات الاكاديمية الجامعية واحتياجات سوق العمل المحلي، بحاجة الى تضافر جهود مؤسسات المجتمع المحلي، اضافة الى اعداد ابحاث ودراسات علمية تعتمد قواعد بيانية معلوماتية دقيقة.
ودعا النتشه خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، وزارة التربية والتعليم العالي للمبادرة والتنسيق مع الجامعات الفلسطينية، ومؤسسات القطاع الخاص، من اجل ايجاد هيئة فلسطينية مشتركة قادرة على الملائمة بين احتياجات سوق العمل، وما تطرحه الجامعات من برامج تدريسية، وفق قاعدة معلومات وارقام دقيقة ومحددة. كما دعا النتشه الى بلورة علاقة قوية بين القطاع الخاص والجامعات الفلسطينية، لدراسة كيفية التنسيق بين ما تطرحه الجامعات من برامج اكاديمية، وبين احتياجات سوق العمل المحلي. وعن ابرز التحديات التي تواجه التعليم العالي في فلسطين، اوضح النتشه "ابرز التحديات التي تواجه الجامعات الفلسطينية هي قدرتها على استيعاب الاعداد الهائلة من خريجي الثانوية العامة سنويا، اضافة الى قلة الامكانيات المادية كالاجهزة والمختبرات العلمية، وتدني رواتب الكوادر التدريسية، وهو ما يقف عائقا امام استقطاب الكفاءات العلمية في الخارج." واضاف النتشه" الجامعات الفلسطينية تعاني من قلة الكوادر التدريسية ذو الكفاءه، والدرجات العلمية العالية من خريجي الجامعات الاوروبية والامريكية، وكذلك في اعداد الابحاث العلمية، مشيرا الى ان السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم لا توليان الاهتمام الكافي لتطوير البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، رغم زيادة الحكومة لميزانية الدعم المخصصة للجامعات الفلسطينية بشكل عام ." واكد النتشه وجود عجز مالي في الجامعات الفلسطينية فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي ، مشيرا الى ان وزارة التربية والتعليم تشجع البحث العلمي لكن دون توفير الدعم المالي الملائم لذلك." وحول البرامج الاكاديمية التي تطرحها الجامعات الفلسطينية، ومدى ملائمتها للواقع الحقيقي لاحتياجات سوق العمل المحلي، قال النتشه خلال برنامج رأي عام " ان ثقافة اختيار التخصص الجامعي في المجتمع الفلسطيني بحاجة الى اعادة دراسة وتقييم، حيث نجد هناك اقبالا هائلا من قبل الطلبة على بعض التخصصات، فيما نرى احجام كبير عن دراسة تخصصات اخرى." وتابع النتشه حديثه قائلا " على سبيل المثال ، التعليم التقني في فلسطين متوفر ولكن بصورة قليلة، رغم حاجة سوق العمل الفلسطيني له، بسبب احجام الطلاب عن الالتحاق به، اضافة الى الاحجام عن الالتحاق بتخصات اخرى مثل الزراعة والاثار والسياحة، والتي تعتبر عماد الاقتصاد الوطني، مضيفا ان معظم توجهات الطلبة والاهالي تتجه نحو دراسة بعض التخصصات كالهندسة والطب والعلوم." واشار النتشه الى ضرورة تعزيز دور المدرسة في ارشاد الطلاب وتوجيههم نحو اختيار التخصصات في المرحلة الجامعية، بما ينعكس ايجاباً على مستقبلهم العملي ، ما بعد التخرج." وحول كيفية طرح الجامعات للتخصصات الجديدة، واجراءات اعتمادها، اوضح النتشه ان هيئة الاعتماد والجودة في وزارة التربية والتعليم هي المخوله بأعتماد البرامج الاكاديمية في الجامعات الفلسطينية بعد دراسته، والاطلاع على ملف الجدوى الاقتصادية للتخصص، ومدى ملائمته لسوق العمل. وتابع النتشه في نفس الموضوع قائلا "ان وزارة التربية والتعليم لا تستطيع الزام الجامعات بتبني تخصصات معينة كونها جامعات غير حكومية،" مؤكدا "ان جميع الجامعات لديها رغبة في تدريس جميع التخصصات الجامعية، لكن رغبتها تصطدم بمعايير الاعتماد، التي من ابرزها، توفير الكادر التدريسي ذو الكفاءه العلمية،" مؤكدا ان جامعة النجاح عملت على ابتعاث نحو 100 طالب الى الخارج، من اجل نيل الدرجات العلمية العليا، كمحاولة منها للتغلب على هذه الاشكالية. واشاد النتشه بتجربة جامعة النجاح في توفير التخصصات المختلفة، والنماء المطرد في تطورها، مشيرا الى ان الجامعة اصبحت توفر نحو 70 برنامج بكالوريس، و40 برنامج ماجستير عبر 20 كلية علمية وانسانية، مؤكدا ان جميع تلك البرامج خضعت للتقييم الذاتي، والخارجي، وفق معايير الجودة والنوعية واحتياجات سوق العمل . |