وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في البرتغال -بط وبرتقال

نشر بتاريخ: 23/07/2010 ( آخر تحديث: 24/07/2010 الساعة: 11:24 )
البرتغال- لشبونة -تقرير ناصر اللحام- بدعوة من دائرة الاعلام في الامم المتحدة شارك العشرات من الصحافيين والدبلوماسيين ورؤساء البلديات من دول البحر المتوسط بينها فلسطين واسرائيل في ورشة عمل مكثفة تحت "عنوان وسائط الاعلام الجديدة ودورها في الصراع وحوار الحضارات".

والى جانب الحضور النوعي والرفيع من جميع الجهات شارك الرئس البرتغالي السابق خرخيه"جورج" سمبايو ووكيل الامين العام للامم المتحدة كياو اكاسكا ووكيل وزير الخارجية البرتغالي واعضاء كنسيت ورؤساء بلديات وسفراء وصحافيين وناشطات نسويات .

الامين العام للامم المتحدة حث الصحافيين في فلسطين واسرائيل على استخدام وسائط الاعلام الجديدة مثل الفيس بوك والتويتر من اجل تبادل الثقافات ومن خلال كلمة ممثل الرباعية ووزارة الخارجية البرتغالية بدا واضحا ان الجميع يدفع باتجاه العودة للمفاوضات المباشرة وهو ما بدا مثل ولادة قيصرية للمفاوضات المجمدة حاليا.

ورغم وجود جلسات مطولة وتبادل الاتهامات الا ان الانطباع العام عن المؤتمر يمكن على النحو التالي:
-المتحدثون الفلسطينيون وعلى راسهم مدير عام وكالة وفا الرسمية رياض الحسن اكد ان الجمهور الفلسطيني مفتوح امام الاعلام الخارجي وان 65% من الجمهور الفلسطيني يستقي معلوماته من الفضائيات العربية وبالتالي لا ينغلق على وسائل الاعلام المحلية فحسب.

-المتحدثون الاسرائيليون بينهم مدير اخبار التلفزيون الاسرائيلي اكدوا ان الجمهور منغلق على نفسه وان غالبية الجمهور في اسرائيل لا تثق سوى بوسائل الاعلام الاسرائيلية.

-هاجس الامم المتحدة ودائرة الاعلام قالت ان وسائط الاعلام المجتمعي مثل الفيس بوك وتويتر والتشات والهواتف النقالة يمكن ان تستخدم ضد الحضارة وبالتالي يجري الطلب من الصحافيين وحثهم على استخدام هذه الوسائط للتاثير ايجابيا.

-مع اثارة الموضوع جرى التطرق الى موضوع الاحتلال وتعرضت اسرائيل لانتقادات شديدة في هذا البند ما حدا ببعض القادة الاسرائيليين للقول انهم على قناعة ان اتفاقا سياسيا يمكن احرازه في غضون عام!- مشكلة الاعلام على الفيس بوك والمدونات انه غير موثوق ويمكن نشر الاكاذيب من خلاله والاستهانة بالم الطرف الاخر.

وقد اكد اساتذة اعلام في الجامعات البرتغالية وصحافيون من تلفزيون البرتغال خلال كلماتهم على ان الصحافي يمكن ان يكون حارس للخبر لكنه لا يتحكم بالمعلومة ام لم يعد يتحكم بالمعلومة.

-البروفيسور ادمون غريب والسفير رياض منصور والاعلامي جورج حشمة جاءوا من نيويورك للمشاركة في المؤتمر والقوا محاضرات غاية في التخصص الاعلامي الى جانب منى خليلي وفيليتسا البرغوثي من رام الله ووليد اللوح واياد ابو رمضان وعبد الباسط خلف وعصام عقل وهاني الحايك وعزمي ابو السعود من فلسطين شاركوا بقوة في اظهار معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

-الفلسطينيون اتهموا المراسلين الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينييةانهم يحتكرون المعلومات ولا يوصلونها للجمهور الاسرائيلي وانهم يعملون على ابراز انفسهم كنجوم تلفزيون على حساب الموضوعية الصحافية، كما اتهم كل المثقفين الاسرائيليين انهم لا يعرفون ماذا يريدون؟

-واضح تماما ان الامم المتحدة والدائرة الاعلامية فيها قلقة من استخدام واستغلال "المتطرفين" لوسائط الاعلام وشبكة الانترنت لذلك تحث الصحافيين على عدم ترك هذه الادوات بين المتشددين.

-شارك في المؤتمر اردنيون ومصريون وبرتغاليون وامريكيون وقد نالت كلمة وزارة الخارجية البرتغالية رضى الوفد الفلسطيني لانها اكدت على ثوابت النضال الفلسطيني وكانت وزارة الخارجية البرتغالية كريمة في استضافة الوفد علما ان الامم المتحدة اقامت حتى الان حلقة دراسة حول الموضوع وان البرتغال استضافت هذه المرة وقبلها كان في العام 1992.

-الرئيس السابق للبرتغال خورخيه سمبايو والذي شغل منصب الرئيس بين 1996-2006 وقبلها شغل منصب بلدية برشلونة 5 سنوات والان يعمل ممثلا للامين العام للامم المتحدة وكان صديقا لياسر عرفات دعا الصحافيين لمساعدة السياسيين في انشاء حوار ثقافي بين الحضارات وحثهم على استخدام الفيس بوك والتويتر واليوتيوب للصالح الانساني وقال( ان العلاقة الطيبة بين الناس هي السلام الحقيقي وان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني معقد ولكنه صراع سياسي يحل بالحوار السياسي والالتزام الشامل بالمجتمع المدني ومفاهيم التعايش وان على المثقفين والصحافيين تغيير عقول وقلوب الناس وكذلك اقترح على المؤتمر 3 اقتراحات:
اولا: المشاركة في مشروع لدعم حوار الحضارات يسمى "مقهى الحوار" وان الامم المتحدة ستعمل على نشره قريبا في الشرق الاوسط.
ثانيا: تنظيم دورات عالمية للصحافيين ودعا الحضور للمشاركة في مؤتمر مالطا للاعلام لوضع خطة عمل للاستجابة السريعة والمبادرة rmm في اشراك كبار المحللين والصحافيين في ابداء رايهم بالمشاكل خارج حدود بلادهم.
ثالثا: العمل على فتح قنوات التعاون بين رؤساء البلديات في البلدان المختلفة لخلق شعور مشترك.

وعلى هامش المؤتمر، ان البرتغال 13 مليون نسمة تتحدث اللغة البرتغالية (250 مليون ناطق بالبرتغالية في العالم) تعتبر من الدول الفقيرة في الاتحاد الاوروبي تفاخر بتاريخها ورغم ذلك تطمح وترنو الى رغد اوروبا وبالقرب من لشبونة العاصمة حي يدعى بيت لحم وفيه تمثال جميل للمكتشف فاسكو دي جاما الذي اكتشف راس الرجاء الصالح وياتي اليها الكثير من عمال وربات المنازل من البرازيل ومعدل دخل الموظف فيها نحو 400 يورو وتعاني من الازمة الاقتصادية العالمية ولا يربو عدد الجالية الفلسطينية فيها عن بضع عشرات فقط.

وانت تسير في شوارع لشبونة فترى الناس وكأنهم يعيشون هموما ما يبتسمون لكن ليس من قلوبهم ويشهد لهم رغم اعتدالهم السياسي تضامنهم وعطفهم على الفلسطينيين.

والبرتغال في الانطباع الاول للزائر تبدو لا شرقية ولا غربية وفي البرتغال يقال ما لا يقال واكلنا في مطاعمها بط وبرتقال وشربنا ماء زلال، ابناؤها يحبون الليل وكانهم يهمسون له باسراراهم وهمومهم متحفظون وليسوا محافظين معتدلون وليسوا متعادلين ويقال في البرتغال ان اسمها كذلك نسبة للبرتقال وان العرب اسموها بلاد البرتغال، فيها نهر التيجو وفيها جسور معلقة وعالية جدا وبنايات قديمة وطموحات جديدة وكثير من البط وقليل من المال.

وفلسطين لن تنس للبرتغال احتضانها وكرمها مع مبعد كنيسة المهد عنان خميس.