|
نادي الأسير: 9 أسرى ما بين عتمة الزنزانة والعزل عن العالم الخارجي
نشر بتاريخ: 25/07/2010 ( آخر تحديث: 25/07/2010 الساعة: 15:21 )
بيت لحم- معا- ذكر نادي الأسير الفلسطيني اليوم أن 9 أسرى تعزلهم إدارة سجن عسقلان بعيدا عن العالم الخارجي في عزلة تامة عن بقية الأسرى، الأمر الذي جعلهم يعانون مرارة السجن والعزل في آن واحد.
وبين النادي أن الغرف في قسم العزل ضيقة جدا لا تتسع سوى لسرير واحد، ولا يبقى فيها ما لا يزيد عن بلاطتين عرضا في طول مترين، حيث لا يتاح للأسرى فيها ما يزيد عن خطوتين أو ثلاث خطوات، أما بالنسبة للتهوية فهي معدومة ولا تدخل إليها أشعة الشمس بأي حال من الأحوال، أما بالنسبة للفورة والطعام فحدث بلا حرج، فلا يسمح للأسير الخروج للساحة الخارجية إلا لمرة واحدة في اليوم، ولمدة ساعة كل 24 ساعة، وغالبا ما يتم تقيد الأسير بيديه ورجليه،ويفضل غالبية الأسرى البقاء في غرفة العزل لصغر مساحة ساحة الفورة، فلا فرق ما بين غرفة العزل وساحتها والطعام قليل ويصل باردا. وأضاف نادي الأسير أن اتصال الأسرى مع العالم الخارجي معدومة، وغالبيتهم لا تتم زيارتهم من قبل أهلهم لأسباب أمنية تدعيها الإدارة، مما يتسبب بان يصاب الأسرى بالعزل بأمراض نفسية وحتى جسدية، وكل ذلك يكون بقصد من حكومة الاحتلال لأنها تدعي أن الأسرى الذين في العزل يشكلون خطرا إذا تم وضعهم مع باقي الأسرى، لكن الأسرى بإرادتهم وإدراكهم بمخططات حكومة الاحتلال يحاولون أن يبقوا أنفسهم مشغولين عن طريق الإيمان ومحاولة التواصل الذهني مع باقي الأسرى. وما يزيد الأمر سوءا أن إدارة السجن منعت على الأسرى في العزل إدخال أي من الكتب، وإذا ارتكب الأسير مخالفة فبحسب أهواء الإدارة يتم حرمانه من جميع الأدوات الكهربائية الموجودة لديه مثل التلفاز أو الراديو حتى الهواية. هذا ما أكده الأسير عبد الله البرغوثي من رام الله والمحكوم بالسجن مؤبد 67 مرة، وأضاف عليه أن إدارة السجن تتعمد نقل الأسير بين الفينة والأخرى من عزل إلى آخر فلا يكاد يستقر ويتعايش مع زنزانته حتى يتم نقله إلى سجن آخر، وإذا ما حاول الأسير أن يعلم العالم الخارجي عن وضع العزل حتى تقوم الإدارة بابتزازه عن طريق سحب الأدوات الكهربائية أو حرمانه من الكتب. وبحسب ما تدعيه إدارة مصلحة السجون فان الأسير يعزل لأربعة أسباب، أولها، إذا كان الأسير من قادة الحركة الأسيرة وذو شان كبير فتتخوف الادراة من أن يقوم بنقل تجربته إلى باقي الأسرى فتعزلهم، وهو ما يطلق عليه العزل لأسباب أمنية وغالبا ما يكون لسنوات طويلة، أما العزل الثاني، فيكون في فترة التحقيق فيعزل الأسير خلال هذه الفترة التي قد تمتد إلى ثلاث شهور لاعتقاد الإدارة انه في حال احتكاكهم بالأسرى سيحصلون على خبرتهم وان لا يقوموا بإدلاء اعترافاتهم، والأمر الثالث في العزل، يكون في حالة تعرض الأسير للإصابة بالأمراض النفسية والتي دائما ما تكون إدارة السجن مسؤولة عنها فيتم عزل الأسير لكي لا يسبب الأذى لبقية الأسرى، والرابع منها، يكون في حالة رفض الأسرى لاستقبال أسير تتعلق بعلاقته مع الإدارة. وأوضح نادي الأسير أن الاتفاقيات الدولية بما فيها ما جاء في اتفاقية جنيف تحظر عزل الأسير عن بقية الأسرى لفترات طويلة، إلا إذا كان هناك تخوف على حياة الأسير، وإذا ما تم هذا الأمر لا يجب أن يحرم من حقوقه المتمثلة في المأكل والمشرب والكتب وباقي الأمور الأخرى لتعوض له. وطالب النادي إدارة مصلحة السجون الكف عن ممارسة هذه الأعمال الغير إنسانية والتي تتعارض مع بنود القانون الدولي واعتبر استمرار سلطات الاحتلال بانتهاج هذا الأسلوب هو بمثابة مضاعفة العقاب على السير، ومحاولة منها سلب إنسانية الأسرى، مطالبا في ذات الوقت المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها المفوض العام للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والصليب الأحمر الدولي إلى تسير لجان للكف عن ما يعانيه الأسرى في العزل والعمل بشكل فوري على إخراجهم من عزلتهم. |