وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مؤسسة أفكار تختتم فعاليات "برنامج توازن الأدوار"

نشر بتاريخ: 25/07/2010 ( آخر تحديث: 25/07/2010 الساعة: 19:17 )
بيت لحم-معا- تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبدعم من مؤسسة البعثة البابوية في القدس، اختتمت مؤسسة أفكار للتطوير التربوي والثقافي أمس الأحد ثاني برامج تنمية القدرات والمهارات الشابة - برنامج توازن الأدوار- مستهدفا المخيمات الصيفية في منطقة رام الله ونابلس على أمل أن تعمم هذه التجربة على كل المناطق الفلسطينية في السنة المقبلة.

وتأتي هذه النشاطات ضمن الخطة الإستراتيجية لمؤسسة أفكار في توفير بيئة سليمة وفعالة في المخيمات الصيفية تعزز فيها دور الطفل وتساهم في تحديد أولوياته انسجاما مع قدراته واحتياجاته حيث تعمل هذه الأنشطة والبرامج على الارتقاء في مستوى ونوعية الخدمات المقدمة إلى الفئات المستهدفة لتخدم في النهاية مفاعيل الدفع باتجاه نظام إبداعي ينظم الآليات والأهداف المرجوة من المخيمات الصيفية والتي ستكون بالضرورة لصالح توفير مناخ يوفر مساحة لجميع الأفراد وبشكل متساو.

تتبلور فكرة برنامج توازن الأدوار عن طريق مشاهد درامية ذات طابع ترفيهي تتم من خلال التعاقد مع ممثلين فلسطينيين مختصين يتم من خلالها تسليط الضوء على قضيتين أساسيتين وهما العنف ووقت الفراغ. يقوم الممثلون بعرض مشاهد لمدة 15 دقيقة وبعدها تتم مشاركة الأطفال في تغيير واقع الحال الذي قدمه الممثلون عن طريق تقمص دور الممثل الذي قرر الطفل تغيير دوره.

إن فكرة مشروع توازن الأدوار أتت من الحاجة لتوفير حالة استثنائية للفئات المستهدفة للعب دور ايجابي في التعاطي مع المفروض عليهم حيث يتغير دور الطفل من متفرج على المسرح إلى ممثل في المسرح، من دور المتلقي إلى دور المشارك، من حالة المستمع السلبي إلى دور الانخراط في صنع السياسات ومن حالة التعليم إلى حالة التعلم.

انطلقت تحضيرات فعاليات البرنامج في النصف الثاني من شهر أب واستمر حتى نهاية تموز في 9 مخيمات صيفية استهدفتها مؤسسة أفكار وهي مخيم مركز دار الأمل ولاتين رام الله والنادي الإسلامي/ رام الله ولاتين جفنا ونادي أرثوذكسي رام الله ونادي مدرسة الروم الكاثوليك في رام الله ومخيم مركز إسعاد الطفولة في البيرة ومخيم الفرسان التابع لنادي شباب نابلس ومخيم رقم واحد في مخيم عين بيت الماء.

وفي كلمته الترحيبية، أشاد الأستاذ عودة زهران، المدير العام للمؤسسة بإصرار عطوفة وكيل وزارة الشباب والرياضة السيد موسى أبو زيد في إحداث تغييرات في نوعية الخدمات المقدمة للأطفال في المخيمات الصيفية ووعد بتعميم هذه البرامج بشكل تدريجي لتشمل باقي المحافظات بعد تقييم التجربة الأولى. وقد عبر السيد جوزيف حزبون عن سعادة مؤسسة البعثة البابوية في دعم برنامج توازن الأدوار كونه يوفر بيئة يستطيع من خلالها الطفل أن يطلق العنان لتفكيره وإبداعاته ويعطيه مساحة للتعبير عما يدور حوله بأسلوب درامي وترفيهي في نفس الوقت.

وفي نفس السياق، أشار السيد فتحي خضر، المدير العام للطلائع والطفولة في وزارة الشباب والرياضة بان جزءا أساسيا من إستراتيجية الوزارة يتمحور حول صقل شخصية الطفل وتعريضه إلى حالات واقعية يستطيع أن يحللها وينتقدها ويرفضها بأسلوب درامي مما يعطيه مساحة للخيال والإبداع بعيدا عن التلقين وهذا هو أعلى مراحل الخدمات التي تقدمها الوزارة إلى الأطفال في المخيمات الصيفية. وشكر زهران كل من السيد وليد الشامي وربى حمد من مديرية الشباب والرياضة في كل من رام الله ونابلس لما قدموه من دعم في التنسيق مع المخيمات المختلفة وكذلك مديري المخيمات الأستاذة نائلة رباح مديرة مدرسة الروم الكاثوليك و السيد عيسى سلامة من النادي الإسلامي والسيد سائد محمود من مركز إسعاد الطفولة والسيد احمد رغدة من مخيم دار الأمل والسيد احمد أبو نعمة من مخيم شباب نابلس والسيد إبراهيم نمر من مخيم عين بيت الماء والسيد خضر انطون من لاتين جفنا و الأستاذ جاك كباتايوس من النادي الأرثوذكسي والأستاذ نادر جلال من لاتين رام الله.

وفي تعقيبهم على البرنامج، ذكر السيد عماد عمران مدير دار الأمل بان برنامج توازن الأدوار يعبر عن المشاركة المجتمعية من خلال مؤسسة أفكار مع مؤسسات الفئات المهمشة في المجتمع وهذا الجميل في الموضوع مما ترك اثأر ايجابية على نفسية الطفل بحيث يعبر عن وجهة نظرهم بطريقة درامية عن طريق تبادل الأدوار، ويوصي عمران بان لا تقتصر المواضيع على العنف ووقت الفراغ وإنما تتوسع لتشمل مواضيع وقضايا مجتمعية كبيرة وتشمل أيضا مناطق جغرافية على مستوى الوطن وبشكل سنوي. أما الأستاذ جاك كباتايوس، مدير مخيم النادي الأرثوذكسي، فقد عبر عن سعادته في تنفيذ برنامج توازن الأدوار في المخيم مما أغنى الجانب الثقافي لأنشطة النادي.

ولم تكن الآراء مختلفة في نابلس، فقد رأى السيد احمد أبو نعمة، مدير مخيم الفرسان التابع لنادي شباب نابلس بان توازن الأدوار طريقة عملية وترفيهية لإيصال الفكرة والمفهوم إلى الطفل وعن طريق أدائه وليس بأسلوب المحاضرة، ويوصي بان تتكرر التجربة ليس فقط في الخيمات الصيفية وإنما في المدارس لتكون ضمن المنهاج من اجل الأثر الأكبر التي تحدثه الدراما في نمط التفكير عند الأطفال.
تعتقد مؤسسة أفكار بان الحديث عن التنمية البشرية بمفهومها الشامل لا يمكن أن يتحقق دون التعرض لتنمية قدرات ومهارات الأطفال وإعطائهم الفرص والأدوات من اجل تغير الواقع السلبي، وتأمل المؤسسة من خلال برنامج توازن الأدوار أن تعمم التجربة في جميع محافظات الوطن في السنوات القادمة وكذلك إدراجها ضمن النشاطات اللامنهجية في المدارس الفلسطينية.
يذكر أن مؤسسة أفكار هي مؤسسة غير حكومية تعنى في المساهمة في تطوير قطاعي الثقافة والتربية في الوطن آخذة بعين الاعتبار الحاجة والضرورة في ابتكار الأدوات واستخدام الآليات الفعالة والمؤثرة في تنفيذ برنامجها وأنشطتها.