وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 26/07/2010 ( آخر تحديث: 26/07/2010 الساعة: 17:48 )
رابطة الصحفيين الرياضيين

يطلع الإعلام الرياضي بدور متقدم في النهوض الرياضي العام ، ويشكل مرتكزا هاما يساهم في تطور الحركة الرياضية في مختلف البلدان ، بما يجعل القائمين على الحركة الرياضية يولون هذا القطاع اهتماما خاصا .

والإعلام الرياضي الفلسطيني ، الذي واكب ترسيخ المثل الرياضية الفلسطينية ، منذ قيام السلطة الوطنية على أرض الوطن ، يعيش هذه الأيام مرحلة انتقالية هامة ، يأمل محبو الرياضة الفلسطينية أن تكون المنعرج المطلوب ، لوضع قطار الإعلام الرياضي على السكة السليمة .

ويبدو أن مرجعية الإعلام الرياضي في فلسطين تشكل السؤال الأهم ، الذي يجب أن تجيب عليه المرحلة القادمة ... فبعد إنشاء وزارة الشباب والرياضة ، اثر قيام السلطة كانت الوزارة مرجعية لاتحاد الإعلام ، بثوبه الأول ، الذي ضم في صفوفه الإعلاميين محمد العباسي وتيسير جابر وراسم عبد الواحد وفايز نصار وإبراهيم ملحم ومحمد صبيحات وحاتم قفيشة ، واطلع اتحاد الإعلام – يومها - بدوره ، وخاصة في مجال التأهيل والتدريب ، وتعاقب على قيادته عدة مجالس ، من خلال انتخابات حظيت بمباركة اللجنة الاولمبية ونقابة الصحفيين ، حتى أقدم الوكيل السابق للوزارة على حل الاتحاد ، لأسباب لم تقنع كثيرا من العاملين في هذا القطاع .

وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى ، والشلل الذي أصاب الحركة الرياضية ، أدرك عد من الإعلاميين أهمية تفعيل دور الإعلام ، فاجتمع سامي مكاوي واحمد البخاري ومحمود السقا وبسام أبو عرة وراسم عبد الواحد ومحمد العباسي وياسين الرازم ، في صالون إعلامي في القدس ، لينضم لهم في وقت لاحق تيسر جابر وفايز نصار ومحمد صبيحات ... وانبثقت الاجتماعات عن ولادة رابطة الصحفيين الرياضيين ، التي تعتبر ذراع الإعلام الرياضي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين .

ولعبت رابطة الصحفيين دورا هاما في التمهيد للحراك الرياضي ، وحاولت مساعدة الإعلاميين الرياضيين في مختلف المجالات ، بما ساهم في جعل الإعلام الرياضي الفلسطيني يحتل مرتبة مهمة عربيا وقاريا ودوليا .

وبعد انتهاء الفترة القانونية لمجلس الرابطة تقرر عقد اجتماع الهيئة العامة ،ودعوة الإعلاميين الرياضيين لدراسة مستقبل الرابطة ، في أجواء الحراك الرياضي الفاعل ، وبما يضمن للإعلام الرياضي مساهمة أكثر ديناميكية وواقعية ، وبما يحوله إلى رافعة وطنية في قطاع الرياضة .

في خضم ذلك دعا البعض إلى إبقاء الرابطة مستقلة ، وإبقاء نقابة الصحفيين مرجعيتها القانونية ، فيما دعا البعض الآخر إلى انخراط أكثر جدوى في صميم الحراك الرياضي ، من خلال التحول إلى اتحاد للإعلام ، مرجعيته اللجنة الاولمبية ، كما هو حاصل في العديد من البلدان ، ومنها بوابتنا الشرقية الأردن ، خاصة وأن الظهير العربي للرابطة ، الاتحاد العربي للصحافة الرياضية ، هو الذراع الإعلامي للاتحاد العربي للجان الاولمبية ، وريث الاتحاد العربي للألعاب الرياضي ، الذي يرأسه سمو الأمير سلطان بن فهد .

رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ، اللواء جبريل الرجوب ، دعا أطراف المعادلة إلى اجتماع حضره نقيب الصحفيين ، الأخ عبد الناصر النجار ، وأعضاء من مجلس الرابطة ، وبتّ الأخ ابو رامي في الأمر ، على اعتبار أنه يريد الإعلام الرياضي على يساره ، وانه يريد تفعيل الإعلام الرياضي ، من خلال نقابة الصحفيين ، بعد تصحيح الأمور ،وتحديد المعايير الواقعية لاختيار أعضاء الرابطة ، وفتح باب الانتساب ، قبل عقد الهيئة العامة .

مقولة أبو رامي هذه شكلت علامة فارقة في الطريق لتحسين أداء الإعلام الرياضي ، لأن قائد السفينة الرياضية ، الذي نجح في حرق المراحل ،ووضع قطار الرياضة الفلسطينية على السكة السليمة في زمن قياسي ، يريد أن تمتد ملامح فلسفته الرياضية إلى الإعلام الرياضي الفلسطيني ، كما يريده إعلاما رياضيا وطنيا ، يسير على يسار اللجنة الاولمبية ، ويملك رؤية إستراتيجية ، تهدف إلى تحقيق الرسالة الوطنية المنوطة به !

ولا يريد اللواء الرجوب أن تتحول النهضة الرياضية الشاملة إلى طفرة تنتهي بزوال الأسباب والمسببات والظروف – كما تسرع احد الإعلاميين في الحكم عليها من وراء حجاب – بل يريد أن يتم تكريس الفكرة كنهج وأسلوب ، وواقع يعاينه المواطن في التطور الرياضي ، الذي لا يزول بزوال الرجال ، لأنه يبني المؤسسات التي تحتضن الفكرة ، وتضمن ديمومتها ، من خلال القوانين الواضحة ، والبرامج الجادة ، والآليات الواقية لتنفيذها !

ولتحقيق هذه الرسالة الفلسطينية المتقدمة ، التي تحظى بمباركة القيادة السياسية الفلسطينية ، واحتضان مختلف شرائح الشعب الفلسطيني ، يجب على الإعلام الرياضي أن يحرق المراحل ، ويرتقي خطوات للتفاعل مع متطلبات المرحلة الجديدة ، والبداية يجب أن تكون بالتمييز الدقيق للإعلاميين الرياضيين المؤهلين ، والمستعدين للانخراط في المشروع الرياضي ، الذي يقوده اللواء الرياضي ، لأن المرحلة الجديدة أفرزت أسماء عدد من الإعلاميين الرياضيين ، الذي يجب أن ينخرطوا في سرب الرابطة ، تماما كما أن الطريق يجب أن تغلق أمام من لا يملكون مؤهلات العمل تحت ضغط الواقع الجديد ، حتى من الإعلاميين الذين طالما ساهموا في مسيرة الإعلام الرياضي ، ولكنهم فضلوا هجر مهنة المتاعب الرياضية .

خلال اقل من ثلاثين شهرا أصبحت فلسطين تملك رياضة تحسدها عليها الدول التي تملك أموال قارون ، والتي تعيش في أجواء الاستقلال قبل احتلال فلسطين ... والإعلام الرياضي الفلسطيني يجب ان يساير الوقائع الجديدة ، من خلال الهيئة العامة القادمة ، التي نأمل بان تفرز مجلسا جديدا قادرا على قيادة الإعلام الرياضي في السنوات الأربع القادمة !

والحديث ذو شجون .