|
العسل الفلسطيني.. رحلة تسويق مرة
نشر بتاريخ: 27/07/2010 ( آخر تحديث: 27/07/2010 الساعة: 13:26 )
نابلس- معا- بعد سنوات من معاناة مربي النحل الفلسطينيين واغراق السوق بالعسل المغشوش والمهرب من المتوقع ان يشهد سوق العسل الفلسطيني انتعاشا نتيجة اطلاق حملة واسعة لتشجيع المنتج المحلي من العسل الطبيعي.
فمنذ سنوات ومربي النحل يعيشون مرارة التسويق ويشعرون انهم يحاربون لوحدهم على اكثر من صعيد ،صعيد العسل المهرب والذي يباع بأسعار بخسة، والعسل الغشوش والذي يكلف انتاج الكيلو غرام منه بعض الشواقل. وتؤكد وزارة الزراعة وجود كميات كبيرة من العسل المهرب والمغشوش في الأسواق الفلسطينية وذلك عن طريق ضبط كميات من العسل المهرب من اسرائيل في محافظة جنين وطولكرم ،حيث يعمد بعض التجار الكبار الى شراء العسل من تجار اسرائيليين بأسعار رخيصة جدا مقابل بيعه بأسعار مربحة. ويعمد بعض مربي النحل الى غش العسل عن طريق اطعام النحل محاليل سكرية في موسم الفيض وهوموسم تفتح الأزهار وجمع الرحيق لزيادة الإنتاج، فبدل ان تنتج الخلية حوالي 10 كغم من العسل تنتج 25-30 كغم من العسل المغشوش. ويتم تهريب العسل من تجار اسرائيليين الى مناطق السلطة الفلسطينية حيث يكون مغذى بالمحاليل السكرية و يباع في الأسواق بأسعار رخيصة لا تغطي حتى تكلفة إنتاجه، هذا في حال كان العسل طبيعيا. ويؤكد القائم بأعمال مدير دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة اسامه دولة : "ان وزارتي الزراعةوالإقتصاد الوطني الفلسطيني قد اطلقتا حملة وطنية لمكافحة العسل المغشوش والمهرب لتنظيف الأسواق الفلسطينية من هذه الظاهرة السيئة" وتستمر هذه الحمله بجهود مشتركة بين الوزارتين والمستهلك الفلسطيني للوصول الى سوق فلسطينيه خاليه من هذه المنتجات. وقد وضعت وزارتي الزراعة والإقتصاد الوطني الفلسطيني الآليات التي من خلالها يمكن ضبط جودة العسل وحماية المنتج الوطني حيث يتم التعرف على العسل من مصادره الموثوقة من خلال بطاقة بيان تعريف المنتج مصدقة من وزارة الزراعة وتشمل هذه البطاقة على اسم النحال المنتج ،عنوانه ،علامته التجارية ، اسم المنتوج ، الصنف, الوزن الصافي ، تاريخ الإنتاج و الانتهاء بحيث لا تزيد الصلاحية عن خمس سنوات. ويعوّل مربي النحل محمد ابو صالح من مدينة طولكرم وغيره من مئات مربي النحل على نجاح الحملة، متأملا:" أن يؤدي تطبيق الحملة لتغطية تكاليف إنتاجه، ولن يضطر المربي للبيع بسعر التكلفة تماشيا مع أسعار العسل المغشوش والمهرب والتي تكتسح السوق المحلية". وينتج أبو صالح ما يقدر 500كغم من العسل الطبيعي سنويا والذي بالكاد يستطيع تسويقه في ظل المنافسة غير الشرعية مع العسل المغشوش والمهرب. ويبلغ الإنتاج الإجمالي من العسل في الأراضي الفلسطينية حسب إحصاءات وزارة الزراعة ما يقارب 660 طن من العسل سنويا ، وحسب دراسة اجرتها منظمة الأغذية العالمية عام 1986 م , فإن الفرد الفلسطيني يستهلك 125 غم من العسل سنويا مقارنه ببعض الدول الأوروبية التي يستهلك الفرد فيها حوالي 2 كغم سنويا، لذلك فإن إجمالي ما يتم استهلاكه من العسل سنويا حوالي 437.5 طن من العسل والباقي وهو 222.5طن من العسل يأخذ طريقه الى الاسواق العربية. ويواجه المستهلك الفلسطيني مشكله كبيره في التعرف على العسل المغشوش حيث من الصعب التعرف عليه إلا عن طريق المختبر ، ولكن هناك بعض الطرق التقليدية التي يمكن للمواطن العادي معرفه ماهية العسل من خلالها مثل ادخال عود ثقاب في العسل للحظه بسيطة وإشعاله فإن اشتعل كان العسل طبيعيا وإن لم يشتعل يكون العسل مغشوش والسبب في ذلك ان العسل الطبيعي يحتوي على نسبة رطوبه 16.5 % مقارنه ب 20.5% أو اكثر للعسل المغشوش. أو يقوم المستهلك بإضافة معلقه من العسل لكأس من الماء فإن ترسب العسل الى قاع الكأس فهو طبيعي وإن تناثر العسل داخل الكأس فهو مغشوش. ويراهن مربو النحل على ان تنفيذ الحملة الوطنية لمكافحة العسل المغشوش والمهرب بكفاءة وفعالية سيعزز الثقة بالعسل الفلسطيني الطبيعي المتداول بالأسواق ويؤدي الى انتعاش قطاع النحل في ظل مكافحة العسل المهرب والمغشوش فهل سيكتب النجاح لهذه الحملة ؟؟؟، وهل سيتم تخليص السوق الفلسطينية من العسل المغشوش والمهرب؟ أسئلة سيجيب عليها منتجو العسل الطبيعي في الأيام القادمة. |