|
"شفروليت" لوحة تسجيل (28-567-52)
نشر بتاريخ: 28/07/2010 ( آخر تحديث: 28/07/2010 الساعة: 17:24 )
بيت لحم- معا- في الطريق إلى نابلس، وقبل الولوج إلى المدينة، مشاهد صعبة رافقت رحلة طاقم شبكة "معا" التلفزيونية، أول أمس، وهو في طريقه إلى كلية حجاوي لتسجيل حلقة من برنامج "النجوم"، عربدات المستوطنين والنيران تلتهم حقول الزيتون وتمتد عبر الجبال المطلة على حاجز حوارة، وطواقم الإطفاء تعجز في ظل شح الامكانيات.
ما لفت نظر طاقم "معا" تلك السيارة الزيتية اللون، من نوع "شفروليت" وتحمل لوحة تسجيل (28-567-52)، يستقلها ثلاثة شبان من المستوطنين، يبدو عليهم أنهم من المتزمتين، يرتدون "القلنسوات" على رؤسهم وتتدلى جدايلهم، وقد خُطت على السيارة شعارات تهاجم الفلسطينيين والعرب، وتتوعد بقتلهم، مثل شعار "الموت للعرب"، حتى نوافذ تلك السيارة غطتها الشعارات المعادية. المستوطنون من داخل هذه السيارة وبعض السيارات الاخرى للمستوطنين، كانوا يلقون مواد مشتعلة باتجاه الحقول والاشجار المحاذية للشارع، فتندلع النيران، وما استطاع طاقم "معا" المرور من المكان، حتى أخذت سيارات المستوطنين بملاحقتهم وملاحقة غيرهم من السيارات الفلسطينية، المارة على الشارع القريب من حاجز حوارة، يطلقون الشتائم عبر النوافذ ويطلقون ابواق السيارات، ويحاولون اعاقة سير السيارات الفلسطينية وفي احيان يقتربون منها لحد الاطصدام بها ومحاولة حرفها عن الطريق. يقول الزميل محمد فوزي من قسم التلفزيون بـ "معا"، كانت النيران تندلع في جبال بأكملها، والاشجار تحترق كأنها قلوب المزارعين الذين افنوا سنوات عمرهم لرعايتها والعناية بها، لقد عجزت طواقم الدفاع المدني بامكانياتها المتواضعة من اخماد النيران، كيف لا والمستوطنون يشعلون الحرائق في كل مكان، ويعتدون على كل من يحاول الوصول لاخماد النيران. ويصف فوزي المشهد بالجحيم، وشبه اعتداء المستوطنين المسلحين وبحراسة من قوات الاحتلال، على املاك المواطنين الفلسطينيين ومهاجتهم في قراهم، كالوحش الذي ينقض على فرسيته، فما حدث في نابلس أول أمس كان فضيعا لدرجة تدفعك للتفكير في طبيعة الثقافة والتعبئة التي يحملها هؤلاء الشبان من المستوطنين، كي ينفذوا حقدهم بهذه الطريقة المريعة ضد الفلسطينيين. وتجدر الإشارة إلى أن المستوطنين وفي اعقاب قيام الجيش الاسرائيلي بازالة بيتين متنقلين كانوا وضعوها قرب مستوطنة "يتسهار" جنوب نابلس اقدموا على مهاجمة عدة قرى فلسطينية واعتدوا على ساكنيها قرب المستوطنة المذكورة. وكالة "معا" نشرت تفاصيل السيارة حتى لا يبقى ذريعة لقوات الاحتلال في الكشف عن من كان بداخلها. |