وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة علمية تشدد على الرياضة المدرسية كجزء من التربية العامة

نشر بتاريخ: 29/07/2010 ( آخر تحديث: 29/07/2010 الساعة: 22:40 )
بيروت - معا - عماد الزغبي - "الخطة العربية للتربية الرياضية المدرسية" كان عنوان الندوة العلمية، التي نظمت على هامش الألعاب العربية الرياضية الثامنة عشرة، التي يستضيفها لبنان، وعقدت في مدينة رفيق الحريري الجامعية، مبنى كلية الهندسة. وأظهرت النقاشات حول الخطة بين الوفود العربية تراجعا في الاهتمام في التربية الرياضية، علما أنها جزء مهم من التربية العامة، لتركيزها على مبدأ احترام القوانين والمساواة والعدالة، إضافة الى تعزيز الروح الرياضية لدى التلاميذ بما للتربية من تأثير في تهذيب النفس والخلق.

وشدد المحاضرون على أهمية التربية الرياضية كوسيلة تربوية تساهم في عملية الإنماء التربوي. والسؤال الذي طرح، هل يمكن السير قدما في التربية الرياضية من دون معلم قادر ومقتدر في آن معا؟ وهل يمكن تعزيز دور الرياضة من دون دور فاعل للمعلم، وبالتالي، كيف يمكن تعزيز وضع المعلم في الدرجة الأولى؟ فعلى الرغم من طرح هذا السؤال إلا أن الإجابة عليه لم تأت من أي مندوب عربي، باستثناء التطرق إليه عرضا، كما ورد في الخطة، مع التمني بدعم هذه الفكرة..

وحازت الخطة العربية حيزا هاما من الندوة العلمية باعتبارها نتاج مجموعة كبيرة من اللقاءات والاجتماعات، والدراسات، وكونها تطرح للمناقشة للمرة الأولى بعد النتائج التي توصل إليها مجموعة من الباحثين بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الاليسكو".

ووفق رؤية المنظمة ترتكز الخطة على خمسة محاور: الوظائف التربوية والنفسية للتربية الرياضية المدرسية. واقع التربية الرياضية المدرسية في الوطن العربي، ومنطلقات الخطة وأسسها ويتضمن المبادئ والمنطلقات العامة للخطة والأسس العلمية والمنهجية لها، وتطوير التربية الرياضية عبر المجالات والآليات ومنها تطوير المناهج والبرامج وأساليب التدريس والتدريب وتطوير المعلم من حيث الإعداد والتدريب والارتقاء بأوضاعه، وأخيرا تنفيذ الخطة.
فقد ترأس مدير عام التربية فادي يرق رئيس لجنة الإشراف والمتابعة للألعاب العربية المدرسية الرياضية، الندوة العلمية، في حضور مديرة التعليم الابتدائي شارلوت مقدسي، علي عمر ممثلا جامعة الدول العربية، والأمين العام المساعد لمنظمة الاليسكو إدريس فتحي، وحشد من ممثلي الوفود المشاركة.
واستهل الندوة يرق بالترحيب بالوفود المشاركة، مشددا على أهمية تطوير تربية الرياضة المدرسية، وعلى ضرورة الالتزام بالخطة العربية للتربية. ولفت وكيل (مدير عام) وزارة التربية والتعليم في مصر د. عادل عرفات الى ان الخطة موضوعة لصالح التلاميذ العرب، وأن هدف الإستراتيجية التي أقرتها منظمة الاليسكو تهدف الى النهوض بفكرنا الرياضي.

وقدم الوزير المفوض لإدارة التربية في الاليسكو د. يحيي عبد الوهاب الصايدي شرحا عن الخطة، وتحدث عن المساعي التي بذلت في اتجاه إقرارها، لافتا الى أن الهم الذي كان يشغل بال المنظمة في الدول العربية هو كيفية النهوض بتطوير المناهج التربوية والبرامج، والثقافة والرياضي، "إلا أننا لم نفلح بهذه أو تلك لأننا كنا نواجه بمجموعة إشكاليات تتمثل في من أين نبدأ، حتى جاءت الخطة لتضع النقاط على الحروف وتكون بمثابة أسس للنهوض التربوي الرياضي المدرسي".

وقال "لدينا تعليم لكن لا يوجد تربية، فالتربية الرياضية تعني الحوار وقبول الأخر والعمل ضمن فريق، إضافة الى ان التربية الرياضية تتعلق بتطوير المناهج وتدخل في صلبها". واعتبر ان القضايا التربوية التي تتعلق بتطوير المناهج يتم تغطيتها في التربية الرياضية أكثر من أي مادة أخرى.
وشدد على أهمية بناء معلم تربوي مع إعطائه كامل حقوقه المادية والمعنوية، لأنه لا يجوز أن نطلب من المعلم هكذا دور ويكون فقيرا.
بعد ذلك دارت مناقشات مع الحضور، وتركزت على الخطة، وضرورة توحيد المصطلحات المتعلقة بالتربية الرياضية، وتجربة الخطة قبل تطبيقها، وتنشيط الاعلام التربوي لتعزيز الخطة.

وبعد استراحة، ترأس الجلسة الثانية د. الصايدي، وقدم فيها غسان خواجة مداخلة عن "الرياضة المدرسية في لبنان: الواقع والتطلعات"، واعتبر فيها لن التربية الرياضية جزءاً لا يتجزأ من التربية العامة تطبيقاً لأهداف أهمها: تكوين إنسان متكامل جسدياً وعقلياً وانفعالياً. تعزيز الصفات القيادية والتعاونية ومبادئ احترام القوانين والمساواة والعدالة. تكوين شخصية مستقلّة إيجابية في المجتمع والمثابرة لتحقيق تهدئة ردات الفعل. وتشجيع الحزم وتعزيز الروح الرياضية للحد من العنف والحقد.

ورأى أن تحديات الرياضة المدرسية في لبنان، تكمن في تأمين الموارد البشرية، والبنية التحتية الرياضية (المنشآت و التجهيزات)، والأمن والسلامة في دروس التربية الرياضية، وتأمين الموارد المالية، والآلية المتبعة للبطولات المدرسية.

ولفت الى ان تحديات الموارد البشرية تتمثل في النقص في المعلمين، فقد تخرّج 563 أستاذ/ة تربية رياضية من دور المعلمين بين العامين 1999 و2000- هم آخر وفد من المتخرجين أي الأصغر سناً عمرهم بين 30 و33 سنة، إضافة الى ترهل الهيئة التعليمية الرياضية، وغياب نظام الحوافز، وغياب عناصر التوجيه والإرشاد والتفتيش التربوي الرياضي، ومركزية القرار الرياضي الإداري.

ثم قدم جمال التنيان تجربة الكويت، وأمينة الراعي تجربة المغرب، ومحمد سليم الوزير تجربة تونس، والدكتورة شيخة الجيب تجربة البحرين، وحسن لوتارة تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة.