وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة في صالون الأحد الثقافي في القدس الحرب والمشاحنات غير المعلنة

نشر بتاريخ: 01/08/2010 ( آخر تحديث: 01/08/2010 الساعة: 16:47 )
القدس-معا- توافق مندوبون عن التراجمة والادلاء السياحيين وتجار التحف الشرقية في ندوة صالون الأحد الثقافي التابع للمكتبة العلمية، بالتعاون مع نادي الصحفيين في القدس على رؤيا وتصورات وتوصيات مشتركة للخروج من حالة " الحرب والمشاحنات غير المعلنة" بين الطرفين التي استفحلت في الآونة الأخيرة مما قد ينعكس سلبيا على نظرة السائح لقطاع السياحة في القدس .

ونصت الرؤيا وتصورات الحل التي قدمها الدليل السياحي محمد ابو لبدة بعد نقاش وجدل عاصف ساد الندوة على ضرورة اعطاء فترة حسن نية من جانب طرفي الخلاف يقوم كل طرف فيه بمراعاة حقوق الطرف الاخر لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية العام ثم يصار الى تقييم التجربة من جديد وتطويرها بما يخدم مصلحة الطرفين والحفاظ على مصالحهم المشروعة.

واعتبر سمير بحبح رئيس نقابة أدلاء السياحة في القدس ان السياحة المقدسية بمثابة شجرة كبيرة لها فروع ، الفنادق والادلاء السياحيين ومكاتب السياحة ومحلات التحف الشرقية والمواصلات السياحية وعلى الجميع التعاون بحب واخلاص لخدمة هذه الاسرة الكبيرة .

ودافع عن الادلاء السياحيين الذين ليست لهم اية مصلحة في استعداء اصحاب المحلات الشرقية في منطقة طريق الالام من المرحلة الثالثة حتى السادسة. واكد ان الادلاء هم مسيرين وليسوا مخيرين اي انهم يخضعون لتعليمات المكاتب السياحية المسؤولة عن المجموعات السياحية القادمة من الخارج ورغم ذلك ابدى استعداده للتعاون مع اصحاب المحلات التجارية في المنطقة المذكورة في اوقات الفراغ او الايام الحرة للمجموعات السياحية في سبيل مساعدة اصحاب المحلات على تسويق بضائعهم من تحف وخلافه.

واوضح بحبح "لسنا معنيين باية حساسيات بين التراجمة ومحلات التحف الشرقية بل نبحث عن علاقة احترام كامل بين الجانبين المستفيدين من انتعاش وتطور السياحة في القدس " وخاطب تجار التحف الشرقية " نحن لسنا ضدكم على الاطلاق ونريد وقف "الحرب" الدائرة بيننا..! ولكن عليكم تفهم طبيعة البرامج الملزمين بتنفيذها خلال الجولات السياحية وضيق الوقت..! وما زلت اقول.. ضعوا على محلاتكم يافطات – بانفلتس - توضح ساعات دوام محلاتكم حتى نتعاون سوية في احضار السياح في اوقات فراغهم الحرة " .

وطالب بحبح بالنظر الى موضوع السياحة ليس فقط بمنظور مادي وانما كرسالة هامة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقال نحن سفراء نمثل حضارة وتاريخ بلدنا المشرق وحذر من بعض الذين يسيئون للوفود السياحية بقصد او غير قصد خصوصا وان الكثير من هذه الوفود السياحية هي وفود تقصي حقائق وبعضها متضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.

واشار الى انه يجب علينا ان نقدر اهمية دورنا كادلاء سياحيين عرب لا يتجاوز عددنا المئتين في القدس مقابل 7800 دليل سياحي اسرائيلي يقومون بعملية غسيل مخ للسياح القادمين الى المنطقة . ونوه الى الضغوط التي يتعرض لها التراجمة العرب من الجانب الاسرائيلي ممن تمكنوا من الحصول على رخص ممارسة المهنة بعد العام 1997.

ودعا الى احترام السياحة من قبل العاملين فيها في الجانب الفلسطيني وتركيز الجهود على التصدي لممارسات الجانب الاخر من خلال استقطاب الرأي العام العالمي مع السياحة الفلسطينية وهو ما حصل عندما تمت مراسلة 27 دولة في العالم ردت دولتان هما بريطانيا والسويد للمساعدة في وقف المعاناة التي تسبيها الاجراءات الاسرائيلية للسياح عند تنقلهم في الاماكن المقدسة على الحواجز وغيرها . وقال:" انا في النهاية سفير لبلدي .. ولدينا وفد سياحي امريكي تفاجأ من المعاملة الحسنة من قبل الفلسطينيين ، فغيّر رأيه واصبح مؤيدا بحرارة للشعب الفلسطيني وقضيته " .

وطالب بعدم التعميم ضد تجار التحف او التراجمة داعيا الى الاستقبال الودي والترحيب يالسياح بصورة لائقة حتى نضمن ان يستمروا في المجيء الى بلادنا والتسوق من محلاتنا وتناول الطعام في مطاعمنا والنوم في فنادقنا . كما دعا التجار الى عدم المغالاة ورفع الاسعار والتعامل بحكمة وفطنة في هذا المجال واحترام حق الدليل السياحي المادي والمعنوي.

واصر خالد تفاحة احد أصحاب محلات التحف الشرقية على تحميل التراجمة جزء مهما من المسؤولية في عدم جذب السياح الى محلاتهم للتسوق والشراء وقال انه من غير المعقول ان لا يستطيع الادلاء السياحيين طيلة الموسم السياحي من احضار بعض الوفود السياحية الى محلاتهم للشراء للحفاظ على رزقهم ورزق عائلاتهم خاصة وانهم يعانون الكثير من الضرائب الاسرائيلية الباهظة .

واوضح ان موقعنا حساس وهو مهم للسياح والحجاج المسيحيين الذي يمر في طريق الالام من المرحلة الاولى حتى السابعة ولا يمكن ان لا يتوقف السياح لبعض الوقت لتناول الطعام او على الاقل الشراء في هذا الممر الاجباري السياحي الحيوي .

فيما اصر الدليل السياحي فؤاد جلاجل على ضرورة الخروج بحلول لهذه المشكلة مفسحا المجال امام زميله محمد ابو لبده الى اقتراح الرؤيا والحلول المناسبة للخروج من هذا الوضع غير الطبيعي. فأشار ابو لبدة في البداية الى اهمية الرسالة التي يؤديها الدليل السياحي الفلسطيني الواعي وتأثيرها الساحر على نفسية السياح الذين يتعرفون على الشعب الفلسطيني واحقيته بهذه الارض لاول مرة وذلك بصورة معقولة ومنطقية تعكس حقيقة الشعب الفلسطيني وواقعيته واعتداله في قبول الحلول الوسط وانه ليس شعبا من الارهابيين كما تزعم الرواية الاسرائيلية المضادة..! لذلك يجب الافتخار بالرسالة القوية التي يؤديها الادلاء السياحيين في مختلف المناسبات .

وقال ان العلاقة بينهم وبين تجار التحف الشرقية حساسة ومعقدة ومتشعبة ولكن التعيمم في هذه القضية مرفوض. وابرز نقاط التصور او الرؤيا للحل التي قدمها ابو لبدة تتلخص في انه اثناء المواسم السياحية في اشهر 2 و 3 و4 و 9 و 10 و 11 والتي يسلك فيها السياح او الحجاج المسيحيين من غير الكاثوليك من بروتسانت وانغليغان هذه الطريق بصورة تقليدية ليس بهدف الصلاة او حمل الصليب فان هذا يشكل مدخلا لمساعدة اصحاب التحف الشرقية . لذلك على اصحاب المحلات ان يوزعوا تشرات توضيحية بالانجليزية على السياح والوفود السياحية تحدد اوقات دوام محلاتهم والمواصلات والتعامل باحترام مع الادلاء من خلال تأمين مكان لراحتهم في الوقت الذي يذهب فيه الوفد السياحي للغداء والتسوق بعد المرحلة الخامسة .

واضاف ابو لبدة :"ان هذا يعتبر حلا ايجابيا ولدى حصول التغيير ووقف وضع اليافطات التي تسيء الى الادلاء السياحيين فاننا ، نوصل رسالة حضارية وانسانية للسائح الذي يكون مثل الاعمى علينا ان ننير عقله ونفتح عيونه ونعرفه على معاناة شعبنا المتعطش لمعرفة الحقائق كما هي . وهنا لا بد من رسالة توعية للجميع من تجار واصحاب محلات تحف".

وثمّن جلاجل العرض الذي تقدم به سمير بحبح واعتبره واقعيا ودقيقا ومفيدا كما ان عرض محمد ابو لبده منطقي ومخلص ولكنه ركز على ايجاد عنصر الثقة الحسنة والامانة لهذ الفكرة وانه كما يقول المثل لا تكن صلبا فتكسر ولا لينا فتعصر او لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم ..! ورأى سمير عزت غيث الخبير في مجال السياحة انه يجب مراعاة وضع السائح دائما حتى نضمن ان يعود ويكرر الزيارة الى بلادنا وطالب " بصفاء النية والنوم في البرية" ، ودعا الى التعاضد والتكاتف بين مختلف مكونات قطاع الصناعة السياحية التي هي بالفعل " نفط " القدس بلا منازع.. وقال انه يجب مراعاة الظروف وانه لا يمكن اجبار السائح الذي هو ضيف على شعبنا على فعل شيء لا يريده او لا يستسيغه ..!

وقال الكاتب نبيل الجولاني ان حضور ممثلي المكاتب السياحية والفنادق والمواصلات السياحية كان سيفتح مسارات اخرى للنقاش والحوار المثمر البناء لتطوير سياحتنا في القدس العزيزة على قلب كل مسلم ومسيحي في هذا العالم . ودعا الى تكاتف جميع العاملين في الصناعة السياحية المقدسية في وجه الاخر الذي يحرض على الجانب العربي وتشويه تاريخنا وحضارتنا وسرقة تراثنا . وتساءل عن دور وزارة السياحة الفلسطينية في هذا المجال .