قلقيلية : مخيمات قوس قزح حكايات من التميز والإبداع

قلقيلية - معا - في مدرسة بنات الشارقة الأساسية ، وتحديدا في زاوية الدراما والمسرح في مخيمات قوس قزح للإبداع ....بدأت حكاية عشق الدراما والمسرح , وكان فرسانها ثلاثين من الفنانين الصغار الذين اقبلوا على مخيم قوس قزح ,, وكل منهم يحمل بداخله هموم عائلته وشعبه ,, لتمتزج مع آماله التي رسمها بذاكرته منذ نعومة أظافره .

فقد اثبت الفنان الصغير مصطفى الشنطي والذي يهوى الغناء الشعبي ويمتلك الشخصية القوية والجريئة والتي تؤهله بان يقف أمام الجمهور ممثلا ومغنيا ومحققا حلما ، ساعده وجوده في الدراما والمسرح بالوصول إليه , فقد انضم للدراما والمسرح ليتعرف إلى كيفية التمثيل وكيف يمكن له أن يجعل من غنائه قصة حقيقية تكون نصا لمسرحية هو بطلها وأمله بان يتحقق حلمه ويرتقي مستواه الفني , ليصل في ختام تدريبه إلى مزج هوايته وأمله بما تعلم من خبرات جديدة .

أما عندما وقفت الفنانة الصغيرة نادين عناية وهي تحلم بان يتحقق حلمها بان تكون شاعرة فلسطين وممثلة لوطنها في رياضة الجمباز , قالت بأنها لن تجد نفسها إلا عندما تتعلم الدراما والمسرح لتقف أمام الجماهير بشخصية واعدة لمستقبل قريب يعدنا بكثير من الآمال التي يمكن لها أن تتحقق , وبعد تعرفها إلى الدراما والمسرح وقد وجدت نفسها قادرة على مزج موهبتها وأملها بفنها الجديد الذي ضم حياتها منذ ميلادها إلى لحظة حديثها عن تجربتها الجديدة .

أما عن بقية النجوم الصغار ,الكبار في تفكيرهم وآمالهم , فقد رسموا لنا طريقا منيرا , وسبيلا للخلاص من الألم المرير , بعرض مسرحي يجسد واقعنا الفلسطيني وأملهم بان تتحقق الوحدة الوطنية , والخلاص من الظلم والجدار والاحتلال , وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . تلك هي زاوية الدراما والمسرح والتي يشرف على التدريب فيها سعيد أبو خضر الحائز على الجائزة الأولى في مبادرة الهام فلسطين على مستوى الوطن وتساعدها في إدارة ورشة الدراما والمسرح لميس أبو خضر .

أما زاوية الصحفي الصغير ، فهي دليل واضح على كم الإبداع الكامن لدى أطفال فلسطين ، حيث تجد الورشة كخلية نحل ، فهذا الطفل يعد موضوعا عن أحلام الأطفال ، وتلك الطفلة تجري لقاءا صحفيا مع رجل امن ، وهؤلاء الأطفال يزوون مستشفى د. درويش نزال الحكومي ليعدوا تقريرا عن المستشفى وأوضاعه .

وبالانتقال إلى زاوية الرسم المرئي ، تجد الأطفال يبدعون في التعبير عن أمالهم وطموحاتهم من خلال الألوان والفرشاة ، ويشكلون اللوحات المجسمة التي تعبر عن الأول ، وتوضح الفنانة ضياء نصار المشرفة على ورشة الرسم أن أعمال الأطفال الفنية تركزت هذا العام على موضوع "الأمل" وعبر الأطفال عن هذه المفهوم من خلال كم الأعمال الإبداعية التي قاموا بها على مدار 9 أيام من العمل المتواصل .

وفي زاوية الكتابة الإبداعية ، استطاع أطفال قلقيلية تفجير ملكات خيالهم ليقوموا بتأليف العديد من القصص المصورة مطلقين لخيالهم العنان في رسم أحداث القصص التي تعبر أيضا عن أمالهم وأحلامهم .

وعند زيارة ورشة الموسيقى والغناء يلفت نظرك إبداع الأطفال في العزف على بعض الآلات الإيقاعية والغناء معها ، ويوضح مقبل عوض مشرف الموسيقى في تربية قلقيلية أن تفاعل الأطفال مع ورشة الموسيقى فاق التوقعات ، حيث استطاع الأطفال التعامل مع الأدوات الموسيقية على الرغم من قصر فترة المخيم .

ويستمر إبداع الأطفال في باقي ورش مخيمات قوس قزح للإبداع مثل ورشة الفيديو وإنتاج الأفلام القصيرة ، ورشة التصوير ، ورشة الأشغال اليدوية ، ورشة الحركات الإبداعية وغيرها . وتوضح المدرية البلجيكية (آن) أن كم الإبداع الكامن لدى أطفال قلقيلية كان مفاجئا لها ، وأنها معجبة بمستوى الأطفال الإبداعي ، داعية إلى استثمار موهبة الأطفال بعد انتهاء فترة المخيمات الصيفية .

ويضيف مؤيد عفانة المشرف على مخيمات قوس قزح للإبداع أن هذه المخيمات تمتاز بوجود رسالة محددة فيها وهي الكشف عن إبداعات الأطفال وتنميتها من خلال منهجية عمل خاصة قائمة على نظام الزوايا الثابتة في المخيم ، حيث يلتزم الطفل في زاوية واحدة طوال فترة المخيم ، حيث يختار الطفل زاويته تبعا لرغبته وميوله ، ويشرف على تدريبه فيها فريق متخصص من المشرفين الفلسطينيين والبلجيك من جمعية فنانين ضد الجدار البلجيكية ، ويستمر الطفل في الزاوية حتى نهاية المخيم من اجل إكسابه اكبر قدر ممكن من المهارات المطلوبة .

وأضاف عفانة بأنه يتم في نهاية المخيمات تنظيم اليوم المفتوح لعرض إبداعات الطلبة بمشاركة أهالي الأطفال وممثلي مؤسسات المجتمع المحلي الرسمية والأهلية .

والجدير ذكره أن مخيمات قوس قزح للإبداع تنظم للعام السادس على التوالي ، وذلك بالتعاون ما بين جمعيتي منتدى المثقفين وفنانين ضد الجدار البلجيكية ، ويشارك فيها 250 طفل وطفلة وطاقم إشراف وتدريب مكون من 40 مشرف ومشرفة من أوروبا وفلسطين .