|
كاتب اسرائيلي في صحيفة هارتس : الاعلام الاسرائيلي منافق ويتستر على الحقائق
نشر بتاريخ: 05/07/2005 ( آخر تحديث: 05/07/2005 الساعة: 22:49 )
ترجمة: معا قال الكاتب الصحافي الاسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة هارتس ان الاعلام الاسرائيلي منافق ويتستر على الحقائق.
واضاف في مقالة نشرتها الصحيفة (لا بد للاعلام من ان يلام : لاشهر عديدة ، صورت " وسائل الاعلام " التضحية العظيمة" التي على المستوطنين ان يقوموا بها ، ولسنوات طويلة ، تجاهلت " وسائل الاعلام " الظلم والقهر الذي مارسه هؤلاء المستوطنين ضد جيرانهم من ابناء الشعب الفلسطيني وهذا ما ساعد على اظهار المستوطنين بصورة مزورة وغير حقيقية ولا دقيقة . النتيجة ..... تعاطف شعبي يتعاظم مع مصير هؤلاء المستوطنين وصدمة حقيقية لممارستهم الوحشية والبشعة ، ابتداء من اغلاقهم للطرق وانتهاء بمحاولة الاعدام " غير المسبوقة " للمراهق الفلسطيني من المواصي ، لكن ، في الاراضي الفلسطينية ، فقد قام المستوطنين وبكل العنف المعهود عنهم باغلاق الطرق لسنوات طويلة ، وتعاملوا بوحشية وقسوة مع الفلسطينيين ، هذا ليس جديداً وليس غريباً, الغريب الجديد الوحيد هو اظهار وحشية المستوطنين وكشف حقيقتهم بهذا الشكل العاري على شاشات التلفزة . لو ان وسائل الاعلام قامت بكشف الحقيقة العارية لاعمال المستوطنين الهمجية على مدى السنوات الطويلة الماضية ، والطريقة اللاأخلاقية والمشبوهة التي استولوا فيها على الاراضي الفلسطينية ، الميزانيات المذهلة التي صرفت على انشطتهم ، التصرفات الارهابية والممارسات العنيفة التي مارسوها على مدى الاعوام ، لو قام الاعلام بكل ذلك ، فلربما كان هؤلاء المستوطنين قد ارتدعوا ، وكُشفت حقيقتهم وتم عزلهم كما يحدث عادة في المجتمعات المتحضرة ، والصحية ، لو انه تم سرد حكايتهم الحقيقية, لربما ساعدنا ذلك في ان نميز, في ان وتزال الغشاوة من على عيوننا, لنرى الفرق بين الاعتدال والتطرف ، بين المستوطن العقلاني والمستوطن المتعصب ، ربما انكشفت محاولاتهم الزائفة لتصوير انفسهم كرواد معتدلين, وكذلك الدعوات المنافقة للحوار معهم ، لقد اختار المجتمع الاسرائيلي ان ينقاد الى الاعيبهم الساخرة ومناوراتهم المستهترة ، ونحن الصحافيين ساهمنا بذلك وبطريقة او بأخرى نحن عصابة المافيا اليسارية ؟؟ يا لسخف الذرائع وهشاشة الحجج ، لم يكن هناك ابداً اعلاماً مؤثراً نجح كما نجح اعلام اليمين ، مشروع كان مجرماً منذ انطلاقه ، تم تصويره على انه ذي المبادىء السامية حتى من اولئك النفر من الناس الذين لا مانع لديهم من التوصل الى حل مع الفلسطينيين ، لقد تم تصويره على انه مشروع يستحق التقدير والتعاطف ، وانه يتكون من مجموعة من المثاليين حتى لو افترضنا ان "عشبة ضارة " فرداً شاذاً نمى هناك فان هذا سيكون عن طريق الخطأ وسيكون استثناءاً ...... هذه الفكرة البائسة الزائفة ، تتهاوى الان ، برغم محاولات الشرعنه والرعاية التي حظيت بها من قبل السياسيين والعسكريين والصحافيين ، ان النتائج البائسة لتلك الصورة المشوهة ، تقف الان امامنا بكل وضوح تقف بكل فظاظه ، في " ماعوزي" ، ماعوز يام ، تاليام ، تقف بكل عريها و قباحتها امامنا, في الطرق السريعة المغلقة ، والاطارات المحترقة ، والمسامير المنثورة في الشوارع ، وفي كل صور العنف المنتشرة في اماكن مختلفة من اسرائيل . لشهور عديدة خلت ، كرّست وسائل الاعلام تغطيتها للمعاناه التي يعيشها اولئك المستوطنين الذين سيتم اخلائهم ، وتم اخضاعنا ، جميعنا وبدون استثناء و بلا رحمة الى اوصاف تتفطر لها القلوب ، كل من كتبت من المراهقات في غوش قطيف عن احاسيسها في يومياتها ، اٌُفرد لها عمود كامل في صحفنا ، وكل حاخام اصبح فيلسوفاً لا يشق له غبار ، وكل ربت بيت اصبحت نبية, رسولة غاضبة ، كل قطعة ارض تم زراعتها من قبل فلسطيني او تايلاندي يعملون في ظروف مشينة ومخزية ، اصبحت جزء من ارض اسرائيل الموعوده ، وتم التعامل مع كل الشروط ذات المواصفات ال(( DELUXE )) المميزة ، لاعادة توطين المستوطنين,, لقد تم تصوير ذلن على انه اجتثاث واقتلاع ، وتم وصف حالة العويل والبكاء للذي سيخلي ، والذي سيتم اخلاءه وكيف امتزجت دموعهم ...... الجنود الذين قتلوا من الفلسطينيين ما قتلوا في الاراضي المحتله ، ومارسوا التدمير بكل الطرق ، بدون رادع او وازع، اصبحوا فجأة بحاجة الى دعم عاطفي ونفسي ، بهذه الطريقة ، اصبح الاخلاء بسعر مختلف ، سعر عال وثمن غال ، ومن هنا فان الاخلاء الذي يليه لن يكون ، ولن ينفذ وسيمنع ، ليس هناك نسبة بين معاناة الذين سيتم اخلائهم ، والشعور بالاسى عليهم ، هؤلاء الناس ، المستوطنين ، يستعملون كل الاشياء ، من اصغر شيء وقد يكون خليطاً ، من اطفالهم ، ومن معاناتهم ، من قبور افراد عائلاتهم ، ليخلقوا الصورة التي تظهرهم وكأنهم ضحايا ، ولهذا فليس من الغريب بمكان ان تتلون اسرائيل باللون البرتقالي . فجأة ، نحن نظهر وكأننا لا نبدي الكثير من الاحساس تجاه معاناة الآخرين من بني البشر ، لقد تم طرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم ، التي هي بيوتهم اصلا بما فيها من ممتلكات ، وتم هدم بيوتهم بما تحتويه من قبل جرافات الجيش الاسرائيلي ، بدون تحذير ، وبدون تعويض ، وبدون اخلاء ، مئات العائلات التي تمت مصادرة منازلها لاسباب مختلفة ، وتجريد المزارعين من اراضيهم ، اقتلاع الاشجار ، والاطفال الذين يراقبون بصمت كل هذه الوحشية ، هذا كله ، وهؤلاء الاطفال ابداً لم يتم تخصيص ولو جزء يسير في الاعلام لتغطية دموعهم ومعاناتهم ...... العمال الاجانب الذين يتم تصيدهم كما الحيوانت ، ويتم ابعادهم بكل عنف وقسوة ، وحتى اولئك الاكثر فقراً في اسرائيل - الذين يتم اخلائهم من بيوتهم بمعية اطفالهم لعجزهم عن تسديد الاقساط ، العاطلين عن العمل والذين لا يملكون رغيف الخبز ، واولئك الذين لا منازل لهم ويهيمون على وجوههم في الشوارع - هؤلاء بامكانهم ان يحلموا بتغطية واسعة ومتعاطفة من وسائل الاعلام ، ويستحقونها. من جهة اخرى ، فانه يتم التعتيم على الجانب المظلم من الواقع ، لكن كم من التعتيم ، هل المشهد بأكمله ، هل تم تصوير المئات من منازل الفلسطينيين التي دمرت في خانيونس ، من اجل بناء وابقاء بيوت غوش قطيف ، هل عرضت على الشاشات للجمهور الاسرائيلي ؟؟ هل تم تصوير وعرض الارهاب الذي يمارس ضد المزارعين في موسم الزيتون في الضفة ؟؟ هل تم عرض سكان المغارات البائسين في جنوب الخليل ؟؟ هل عرض الاعلام التعامل الشائع والاعتداءات الآثمة التي يمارسها المستوطنون على نقاط التفتيش العسكرية ؟؟ من لديه العلم والمعلومات عن الميزانيات التي تم رصدها لمشروعهم عبر السنين ؟؟ حتى الكتاب الرائع ل زارتل و إلدار - امراء الارض - ملاك الارض - لم يستطع فضح كل تلك الميزانيات وارقامها الحقيقية الصحيحة . هل لدينا ادنى فكرة عما يكسبه العامل الفلسطيني في بيوت غوش قطيف البلاستيكية ، تلك البيوت التي يذرف عليهاالكل دموع التماسيح ؟؟ ..... هذا المشروع المشكوك في جدواه, تم التعامل معه بشكل ضبابي ومخادع ، وضمن هذه الضبابية ، نمى هذا المشروع وترعرع الى ان وصل الى وضعه الحالي ، والان ، وعندما بدأت المعالم الطبيعية لهذا المشروع بالانكشاف ،فلا بد من جردة حساب ، ليس فقط مع اولئك المسؤولين عن نموه الطبيعي ، لكن ايضاً مع اولئك الذين فشلوا في فضح هذا المشروع وقول الحقيقة الدامغة على مدى كل تلك السنوات . |