وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة في مدرسة شباب الخليل الكروية

نشر بتاريخ: 03/08/2010 ( آخر تحديث: 03/08/2010 الساعة: 12:00 )
الخليل - معا - صهيب زاهدة - تعلمنا دائما أن "العلم في الصغر كالنقش في الحجر" ، والمدرسة هي المكان الذي تُصقل فيه اجيال المستقبل، وكما في الحياة العامة والخاصة، كرة القدم لها مدارسها، تهدف لإعداد جيل مستقبلي في رياضة كرة القدم، فالأطفال اليوم هم من سيقود سفينة الوطن في الغد، ومن هنا أنشت مدرسة شباب الخليل الكروية.

كثيرة هي المدارس الكروية و الأنشطة الرياضية، لكن وبصراحة قليل ما ترى نوعية في الآداء والتعليم، وهذا ما يميز هذه المدرسة التي يقودها مدربان مخضرمان هما فايز نصار و حسين حسونة، الذين يعملان بكل جد من أجل الارتقاء في المستوى البدني والمهاري والتكتيكي للأطفال.

المهم كيف تدار هذه المدرسة؟ هذا هو السؤال الأهم! في البداية: يتم التعامل مع الاطفال كشركاء في النشاط ويشترك الجميع في تنظيم و اعداد المكان للعب ويشرح المدربان القواعد و الحصة التدريبية، و يبتعد المدربان عن الاسلوب التسلطي و فعل الأمر، ثانيا: يُستخدم أسلوب الألعاب في تطوير المهارات والكفاءات عند الأطفال، وهذه النقطة هي احد المقاييس الأساسية في معرفة نوعية النشاط، حيث يستخدم كثير من المدربين في فلسطين الأسلوب التقليدي في تدريب الأطفال الذي كان سائرا في القرن الثامن عشر، وهنا نركز أن الأطفال ليسوا فرق عسكرية للركض الطويل و التمارين التي ليست لها علاقة في كرة القدم، والقاعدة التعليمية تقول: إذا أردت أن تصنع لاعب كرة قدم فاجعله يلعب كرة القدم، ثالثا: مضمون الأنشطة والتمارين في هدفها، فيتم طرح أوضاع تدريبية تعليمية لتطوير الهجوم و الدفاع والمراوغة، وكل ذلك يتم من خلال اللعب الجماعي، رابعا: خلق استراتيجية لعب جماعية تلقائية، وهذا من خلال استخدام الذكاء الجماعي للأطفال الذين يُمنحون الثقة من قبل مدربيهم لإيجاد حلول مبتكرة في التعامل مع الأوضاع ، خامسا: نهاية الحصة التدريبية تكون في تجميع الأطفال في مكان واحد للعودة الى الهدوء والنقاش البناء في نقد الحصة التدريبية و تشخيص الأخطاء وتصويبها واقتراح حلول فعالة للرقي في الحصة القادمة.

لعل هذه النقاط توجز بعض من الإنطباع الذي يتبادر الى ذهن كل من يلاحظ بشكل دقيق هذه المدرسة الكروية، وهذا كافي لأن نقول: فلسطين تستحق أن يكون لها مدرسة كروية عليا، ناهيك عن إنطباع بعض المدربين والخبراء الرياضيين الفرنسيين الذين قالوا شهادتهم في مدرسة شباب الخليل الكروية أثناء زيارة للمحافظة: هذا النموذج يعتبر الأفضل في الأسلوب التعليمي والتدريبي للأطفال، حتى في فرنسا تعتبر مثل هذه المدارس بنوعية نشاطاتها الأفضل لدينا، ولا نجد شيء ننتقده في مدرسة شباب الخليل الكروية.