وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطفولة الفلسطينية بين الرعب و الفقر

نشر بتاريخ: 29/06/2006 ( آخر تحديث: 29/06/2006 الساعة: 08:38 )
غزة- معا- استيقظت الطفلة غادة في حالة من الهستيريا حيث علا دوي صراخها في جميع أرجاء المنطقة بعد ان عادت الطائرات والدبابات الاسرائيلية لتروع الطفولة الفلسطينية بما ينذر بفقدان المزيد من الأطفال لعوائلهم إلى جانب سماع القصف اليومي ورؤية أشلاء الجثث المقصوفة.

غادة التي تبلغ الرابعة من العمر تعيش مع عائلتها في فقر مدقع بين أزقة مخيمات الاجئين في منطقة الشاطئ بغزة لم تكن الوحيدة فهناك المزيد من الأطفال الذين يواجهون الرعب و الفقر في مخيمات الاجئين في قطاع غزة, فهذه العائلات عانت ولا زالت تعاني لعنة الاحتلال وقسوته, وظلمه لهم.

غادة واحدة من الأطفال الذين يأويهم بيت اهترأت جدرانه وتغطيه ألواح الأسبست حاله كحال معظم بيوت المخيمات الفلسطينية, التي تثير الكثير من الأسئلة حول ظروفها المعيشية .

كما أن البيت يملك بابا متآكلا من الصدأ يكاد يقع على قارعه, هو بيت أبوعبد الله والد غادة
حيث يصف العيش فيه قائلا أن أولاده الستة ووالدتهم يجلسون في غرفة واحدة , وعن ذلك يقول أبو عبد الله :" هذه الغرفة هي الشيء الوحيد الذي أمتلكه بالإضافة إلى مطبخ صغير ودورة مياه, وهذه الغرفة تأوينا وتحمينا من حر الصيف وبرد الشتاء , وهذه الغرفة هي للنوم وللجلوس".


و بدورها ذكرت أم عبد الله قائلة : " لقد هجرنا الاحتلال من أراضينا في القدس عام 67 و أجبرنا للعيش هنا في هذه البيوت التي لا أظن أن أحدا في هذا الزمن يستطيع العيش فيها "
و أضافت أن الاحتلال الاسرائيلي يعمد دائما على تدمير كل مايقوم الفلسطينيين ببناءه و يقتل المواطنين الأبرياء بدون ذنب .

و يروي أبو العبد بيدان ترتجفان و عينان يتحرك فيهما الدموع و هو يحتضن أولاده طريقة عيشه في مواجهة الفقر و الرعب هو و عائلته قائلا "رزقني الله ولدين والحمد لله وأربع بنات وكل ما أتمنى أن استطيع أن أربيهم وأعلمهم"
وبخصوص مهنته, وسبل عيشه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة, أجاب قائلا : " أنا من عمال إسرائيل كنت اعمل في إسرائيل إلى أن قامت انتفاضة الأقصى عندها أصبح العمل في إسرائيل صعبا بعض الشيء ولم يصدر لي تصريح عمل بعد ذلك وها أنا جالس في البيت عاطل عن العمل أحيانا أجد عمل مؤقت لفترة شهر أو شهرين".
و أضاف والد غادة " حال البلد لا يوجد فيها ما استطيع عمله ولكن الحمد لله على كل شيء , ويصلني مساعدات الأمم المتحدة وهي لا تكفي أصلا ويحن علينا الجيران أحيانا والأقارب ببعض المواد الغذائية والحمد لله نشكر الله وكل ما نقوله لنا رب اسمه الكريم" .
و تقول أم عبد الله " لا أحد في العالم يكترث لما يقاسيه الفلسطينيون من الألم و الفقر ولا يوجد من يسمع أو يهتم نحن كتب علينا الفقر والجوع وسنبقى كذلك ".
قالتها وعيناها تدمع وهي تضم ابنتها الصغرى غادة إلى حضنها التي تشبثت فيها بقوه وكأنها ترى في هذا الحضن الدافئ الأمان والأمل في مستقبل غير واضح المعالم .

عبد الله الابن البكر والذي يبلغ من العمر ستة عشر عاما وهو طالب في مرحلة الثانوية, قال عن رأيه بالحالة التي يعيشها قال ومعالم المعاناة بدأت تتجسد على عيناه دمعا: " ماذا سأقول أقول إنني اذهب إلى المدرسة بشنطة بدت تذوب من كثرة الاستعمال أم أتكلم عن حذائي الذي لم أغيره منذ زمن أم عن كتبي التي لم استطع شراء بعضها حتى الآن , إنني لا اشعر بطعم الحياة قد جفت بطوننا من أكل العدس والفول , إننا لا نستطيع أن ندرس بعد غروب الشمس لأنه ببساطه لا نستطيع أن نصلح شبكة الاناره في البيت إذا أردنا الدراسة خرجنا إلى الشارع حتى نتمكن من رؤية ما نقرأه", وأضاف بعد صمت تملكه :" هذه هي حياتنا !!".

عندها انفجر كلا من الأب والأم بالبكاء لم يستطع الأب أن يرى ابنه يتحدث بهذا اليأس وهو في هذا السن , فرفع يديه ثانية إلى السماء داعيا ربه أن يرزقه فقط من اجل أولاده .

من المسئول عن معاناة سكان المخيمات الذين يعانون فقر على فقر و رعب على رعب ؟